رصاص الحفلات في سورية: فرحة بلون الرعب والترهيب

رصاص الحفلات في سورية: فرحة بلون الرعب والترهيب

07 يناير 2021
حفل زفاف في سورية (Getty)
+ الخط -

يؤرق إطلاق الأعيرة النارية في حفلات الزفاف وغيرها من المناسبات السوريين، وفي الوقت الذي يعتبرها البعض تعبيرا عن  الفرحة والابتهاج، يطالب آخرون بوضع حد لهذه الظاهرة المنتشرة في عموم المحافظات السورية نظرا لتبعاتها وعواقبها السيئة.

وفجر يوم الأربعاء 5 يناير/ كانون الثاني الجاري، استيقظ أهالي القامشلي على أصوات مرعبة، وكأن المدينة في حالة حرب بسبب كثافة إطلاق النار من الأسلحة الرشاشة والمفرقعات، ليتضح لهم أن مصدر هذه الأصوات والانفجارات، من حفل زفاف أحد أبناء التاجر فؤاد محمد الملقب "أبو دلو".

الحفل تم وسط إجراءات اتخذتها الإدارة الذاتية للحد من تفشي فيروس كورونا في المدينة، إذ بينت مصادر إعلامية في المدينة أن قوى الأمن الداخلي "أسايش"، أوقفت الحفل واعتقلت أحد المقربين من "أبو دلو".

ويصف المواطنون أنهم مروا بحالة من الرعب والهلع خلال فترة إطلاق النار والمفرقعات، ومنهم الأربعيني عيسى أحد أبناء حيّ الكورنيش، الذي قال لـ"العربي الجديد": "بطبيعة الحال أبقى مستيقظا لساعات متأخرة ليلا. فصادف أن سمعت أصوات إطلاق نار كثيف و انفجارات قوية، كان مصدرها حي الوسطى، ظننت لوهلة أنها أصوات اشتباكات بين قوات النظام من جهة وعناصر الأسايش، حقيقة كان الأمر مرعبا، واختلطت أصوات الأسلحة بأصوات المفرقعات".

وتابع الأربعيني "الأصوات كانت مرعبة،  يجب محاسبة هؤلاء الذي يستخفون بمشاعر الناس وحياتهم، فما حدث ترويع حقيقي للمواطنين".

وحي الرشيدية الذي نظم فيه حفل الزفاف بمدينة القامشلي هو حي مشترك بين قوات النظام والإدارة الذاتية، ويقيم فؤاد محمد "أبو دلو" في الحي حيث نظم حفل الزفاف. 

يونس عبد الكريم المقيم في مدينة القامشلي مع عائلته منذ 5 سنوات، أخبر "العربي الجديد" أنه ليس ضد الفرح وابتهاج الناس بالأعراس، لكن ليس بهذا الشكل المرعب والمخيف، فهو للمرة الأولى يشهد إطلاق نار في حفل زفاف.

وبين عبد الكريم أن صوت إطلاق النار لديه مرتبط بالخطر، ويبعث في نفسه الخوف، وهذا حال الكثير من السوريين، مضيفا: "يمكن لمن يريد تنظيم حفل زفاف الاحتفال دون إخافة الناس، ويمكنهم إطلاق بعض المفرقعات المضيئة، لكن أن يطلقوا النار كأنهم على خط جبهة فهذا أمر غير مقبول مطلقا".

وبين أحد النشطاء في مدينة القامشلي لـ"العربي الجديد" أنه خلال السنوات الماضية كان هناك نوع من الوعي بخصوص إطلاق النار في حفلات الزفاف والمناسبات، وانخفضت هذه الظاهرة بشكل ملحوظ، لكن مازالت تجاوزات كثيرة تحدث، كما جرى في احتفالات رأس السنة قبل أيام حيث قتل طفل وأصيبت فتاة برأسها، أيضا تضررت الكثير من السيارات، وكذلك حفل الزفاف الذي حدث في حي الوسطى، مشيرا  إلى أن الإدارة الذاتية تتحمل مسؤولية ماحدث من ترويع للناس لسماحها بما حدث. 

وظاهرة إطلاق النار في حفلات الزفاف منتشرة في عموم المحافظات السورية، برغم من وجود قوانين تمنعها، وكذلك تحدث في الحفلات الخاصة خاصة تلك الحفلات التي ينظمها أفراد من عائلة الأسد، ومنهم سليمان هلال الأسد، وطلال الأسد الذي ذهب لأبعد من إطلاق النار من الأسلحة الرشاشة أو المدافع الرشاشة، مطلقا قذيفة صاروخية من نوع "آر بي جي"، في حفلة غنائية نظمها بفيلا بمدينة القرداحة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، وخلال احتفالات رأس السنة أصيب نحو 17 شخصا في عموم المحافظات السورية، جراء إطلاق الأعيرة النارية خلال الاحتفالات. 

المساهمون