مقتل لاجئة سورية برصاصة أطلقت ابتهاجاً بالعام الجديد في لبنان

مقتل لاجئة سورية برصاصة أطلقت ابتهاجاً بالعام الجديد في لبنان

01 يناير 2021
الرصاص الطائش يحصد مزيداً من الأرواح في لبنان (تويتر)
+ الخط -

لم يعد الرصاص الطائش في لبنان، مجرّد ظاهرة عابرة، بل ترسّخ كقصة ابريق الزيت متغلغلاً في ثقافة الشعب اللبناني، ليحصد عند كل مناسبة أرواحاً بريئة من رجالٍ ونساءٍ وأطفالٍ ومسنّين، فتتحوّل معه الأعياد والاحتفالات إلى مآسٍ وذكرياتٍ أليمة. 
ولعلّ ما شهده لبنان من أجواءٍ مرعبة رافقت ليلة رأس السنة، يكشف بوضوحٍ حجم المأساة في بلدٍ يعاني أشدّ الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية منذ نهاية العام 2019. 
رصاص "الابتهاج" برأس السنة الجديدة، أزهق منتصف ليل الخميس- الجمعة حياة "اللاجئة السورية (ح.ع.ج.) بعد أن اخترقت الرصاصة رأسها داخل مخيم الطيبة للنازحين السوريين في مدينة بعلبك، بالبقاع، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام، كما تسبّب بسقوط عددٍ من الجرحى، حيث ذكرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيانها، أنّه "نتج عن حوادث إطلاق النار الهمجية وغير الحضارية في الهواء، سقوط قتيلة في محلة الطيبة البقاعية، وإصابة شخصين في محلة الفيضة/ زحلة (البقاع)، والاستقصاءات مستمرة لتحديد هوية الفاعلين وتوقيفهم"، في وقتٍ أفادت المعلومات عن إصابة طفل في الشويفات، جبل لبنان مدخل العاصمة، ورجل في طرابلس، شمال لبنان. 
وفي اتصالٍ لـ"العربي الجديد"، لفت الحاج أحمد اسماعيل (أبو محمد)، من أبناء بلدة بريتال ومقيم في الطيبة، إلى أنّه سمع "ليل أمس إطلاق نار كثيف في المنطقة، من بريتال إلى بعلبك وعرسال وغيرها، ولم يكتفِ مطلقو النار بالرصاص، بل ألقوا كذلك القذائف احتفاءً بالعام الجديد، وقد أُصيبت سيارتي كما وقعت أضرار عديدة، ناهيك عن سقوط 5 جرحى على الأقل في المنطقة".

وكان ناشطون تداولوا تحت وسم "#الرصاص_الطايش"، صوراً وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، أفادت عن إطلاق نار في العاصمة بيروت، وفي مدينة طرابلس، حيث خرق الرصاص الطائش الزجاج مقابل مدرسة الغربا بيت خضور، وفي أكثر من منطقة في لبنان. 

بالدين: ما بيآمنوا
بالوعي :مفقود عندهم
بالعاطفة :بلا قلب
بالمنطق :بلا عقل
بالقانون : مغطايين#الرصاص_الطائش #لبنان pic.twitter.com/wwkx64Odsz

— Ali Nassereddine (@AliNassereddi12) January 1, 2021

وأعرب الناشطون عن سخطهم من "حالة الاستهتار السائدة بأرواح الناس، في بلدٍ يئنّ تحت الفقر والجوع"، حيث كتب أحدهم "إطلاق الرصاص بالمناسبات هو جهل وقلة أخلاق ودين، الرصاص الطائش يقتل ويجرح الأبرياء"، في حين ذكر آخر "بسعر هذا الرصاص كانت عاشت عائلات أضناها الفقر"، وغرّد غيره بالقول "إنّها مهزلة وإجرام، إنّه رصاص الشعب الطائش"، وتساءل آخر "من أين يأتون بثمن الرصاص الذي بات صعب المنال بفارق سعر الدولار، والمواطن يستنجد رغيف خبزٍ". 
وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" أنّ "تساقط الرصاص العشوائي بالأمس احتفالاً بالعام الجديد، أدّى إلى إصابة إحدى الطائرات الحديثة التابعة لشركة "طيران الشرق الأوسط" في المطار، وقام مهندسو الشركة بالتأكد من سلامة الطائرات قبيل إقلاعها صباح اليوم". 
وفي السياق، أوضح رئيس مجلس ‏الإدارة، ‏مدير عام الشركة محمد الحوت في حديث لـ"مستقبل ويب"، أنّ "3 طائرات ‏أصيبت ‏بالرصاص الطائش"، ‏وقال "ليست المرة الأولى التي تصاب بها الطائرات بالرصاص الطائش، ‏إذ ‏تعرّضت عشرات الطائرات للرصاص الطائش على مدى الأعوام المنصرمة"، كما "شهدت أجواء المخيمات الفلسطينية إطلاق نار كثيف، لاسيّما مخيمات الرشيدية والبرج الشمالي والبص، لمناسبة حلول رأس السنة، وقد سمع أزيزها واضحاً، وشوهدت الرشقات النارية الخطاطة تتفجر في الأجواء"، وفق الوكالة الوطنية للإعلام. 
مع العِلم أنّ قوى الأمن الداخلي، أطلقت قبل أيام  حملة "طايشة_بس_بتصيب"، للتحذير والتوعية من مخاطر إطلاق النار العشوائي وما يمكن أن ينتج عنه من إصابات وضحايا، كما جدّدت دعوتها لعدم إطلاق النار ليلة رأس السنة والإبلاغ عن مطلقي النار، منبّهةً إلى أنّه "من الآثار الخطيرة لظاهرة إطلاق النار العشوائي، تساقط الرصاص الطائش على مدرجات مطار رفيق الحريري الدولي وفي أماكن هبوط وإقلاع الطائرات وبالقرب منها وذلك انطلاقاً من المناطق المحيطة به، مما يؤدي إلى تهديد سلامة الطيران المدني وتعريض المسافرين والوافدين والطائرات والمنشآت الحيوية للخطر". 

وفي سياقٍ متصل، كانت قد غرّدت جمعية "اليازا" عبر حسابها على "تويتر"، تحت عنوان "ما تكون بلا رأس السنة"، لتذكّر بـ"عدم تناول الكحول قبل القيادة وعدم إطلاق الرصاص على الإطلاق". 

وحذّرت قوى الأمن، الخميس، "من تساقط الرصاص الطائش في المطار مما يهدد سلامة الطيران وحياة المسافرين والوافدين".

وقال مصدر في شركة طيران الشرق الأوسط، إن طائرة إيرباص المتضررة من طراز "إي 321 نيو" هي واحدة من الطائرات السبع الجديدة التي تسلمها لبنان في عام 2020. وأوضح أن الطائرة حالياً تخضع للكشف.

المساهمون