سكان الشمال السوري قلقون من استهداف الطيران الحربي للمنطقة

سكان الشمال السوري قلقون من استهداف الطيران الحربي للمنطقة

06 يناير 2022
يحرمهم القصف من بيوتهم ويزرع في نفوسهم الرعب (Getty)
+ الخط -

تجدّدت مخاوف سكان المنطقة المحررة في محافظة إدلب شمال غرب سورية، من "مجازر وموجات نزوح جديدة وتدمير للمخيمات"، بسبب عودة قصف الطيران الحربي للمنطقة التي تضمّ التجمع الأكبر لمخيمات النازحين، بالإضافة إلى المدن التي تؤوي عدداً كبيراً من السكان.

ومنذ بداية عام 2022، بدأ الطيران الحربي في استهداف واسع لعدة قرى وبلدات في شمال غرب سورية، تركز على المناطق السكنية والمنشآت والبنى التحتية في المنطقة.

وسبق أن دان فريق "منسقو استجابة سورية"، هذا الاستهداف، مطالباً المجتمع الدولي والمنظمات الدولية باتخاذ موقف واضح وحازم من هذه الانتهاكات المستمرة.

بدوره، أكد الدفاع المدني السوري في بيان صدر عنه الأربعاء، أن 3 مدنيين قتلوا وأصيب 11 آخرون جراء استهداف الطائرات الحربية الروسية المنطقة المحررة من محافظة إدلب، وذلك خلال أسبوع متواصل من عمليات القصف الجوي، منها الأيام الأربعة الأولى من العام الحالي. كان آخرها يوم الأربعاء، إذ قصفت الطائرات الحربية بلدة البارة جنوبي إدلب، كما استهدفت أيضاً مزارع لتربية الدواجن قرب بلدة كفرتخاريم شمالي إدلب في اليوم ذاته.

واقع جعل الشاب عبد الرحمن إسماعيل المقيم في مدينة إدلب، متخوفاً من استمرار القصف الذي تتعرض له المنطقة خاصة الغارات الجوية. وأوضح إسماعيل في تصريحات لـ"العربي الجديد" أنه مُجبر كغيره من السكان على التعامل معه على أنه أمر واقع لا مهرب منه.

ويلفت المتحدث وهو والد لطفلتين أنه لا يملك مكاناً ينزح له في حال كان القصف كثيفاً: "لم يعد هناك مكان آخر للنزوح أو الاستقرار، لديّ عائلة وأقيم في إدلب منذ سنوات، القصف مخيف فعلا وهمجي لكن لا يمكنني التفكير بنزوح جديد أو ترحال في المنطقة. الخوف الأكبر بالنسبة لي أن نتعرض للقصف في المنزل".

وتشير الإحصائيات المحلية، إلى أنّ عدد سكان المنطقة يقدر بنحو 4 ملايين و230 ألف شخص، الجزء الأكبر منهم يعيش في المدن، بينما يقيم نحو مليون ونصف نازح في المخيمات، التي طاول القصف الجوي والمدفعي عددا منها خلال العام الماضي وتسبب بأضرار بالغة فيها، بالإضافة لمقتل نازحين يقيمون في خيامها، كما حدث في سبتمبر/أيلول 2021، حيث أغارت الطائرات الحربية الروسية على مخيم "مريم" القريب من بلدة معرة مصرين شمالي إدلب، وأسفرت حينها عن سقوط جرحى بين النازحين بينهم أطفال.

من جهتها، توضح فاطمة المُهجّرة من ريف حمص الشمالي، والتي تقيم مع زوجها وعائلتها بمخيم قريب من مدينة الدانا شمالي إدلب لـ"العربي الجديد"، أنها تقيم في منزل مؤقت ضمن مخيم، ودوما هناك مخاوف من القصف، لكن سير الحياة اليومية وهموم الحياة يجعلها تتخطى الأمر، ويزيح عنها الخوف. وتقول: "منذ عشر سنوات ونحن نعيش القصف والتهجير، اليوم يشغل بالنا موضوع تدفئة الأطفال، ومنع دخول المطر للبيت أكثر من القصف، رغم أنه مخيف، هذه حياتنا لا نعرف في أي لحظة تقصفنا الطائرة أو المدفعية هذا حالنا منذ سنوات".

ورصد فريق "منسقو استجابة سورية" حجم الضرر في مخيمات النازحين خلال عام 2021، وذلك في تقييم للأوضاع صدر عنه يوم الأربعاء 5 يناير/كانون الثاني، إذ بلغ عدد حرائق المخيمات 157 حريقا، تضررت على إثرها 302 خيمة.

أما الكوارث الطبيعية، تسببت بتضرر 611 خيمة، وهدمت أيضا 3245 خيمة، وبلغ عدد المتضررين جراء هذه الكوارث 248 ألفا و732 شخصا. وبلغ عدد المخيمات شمال غرب سورية، 1489 مخيما يقيم فيها مليون و512 ألفا و764 شخصا، منها 452 مخيما عشوائيا يقطنها 233 ألفا و671 شخصا.

المساهمون