لصوص في مناطق النظام السوري

لصوص في مناطق النظام السوري

21 ديسمبر 2021
لا أمان في درعا (لؤي بشارة/ فرانس برس)
+ الخط -

تتصدر جرائم السرقة المشهد في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، من محافظة درعا في الجنوب وصولاً إلى العاصمة دمشق وحمص والساحل. وكثيراً ما تسرق البيوت المهجورة والممتلكات غير المحمية، بالإضافة إلى إطارات السيارات والدراجات النارية بسبب سعرها المرتفع وسهولة تفكيكها وصعوبة ملاحقة اللصوص بعد سرقتها. 
ويقول عيسى، وهو أحد ضحايا عمليات السرقة التي وقعت في مدينة تلدو بريف حمص الشمالي، لـ"العربي الجديد"، إن منزل شقيقه تعرض للسرقة، علماً أنه مقيم خارج سورية منذ منتصف عام 2011. أضاف أنه بعد سيطرة النظام، زادت عمليات سرقة البيوت والدراجات النارية، مشيراً إلى أنه بمجرد ترك الدراجة النارية في مكان غير آمن تتم سرقتها.
أما المنازل في المدينة فمعظمها مهجور، أو يقيم سكانها خارج سورية. كما تعرضت بعض المناطق الخاضعة لسيطرة النظام للسرقة بشكل جزئي، كسرقة ممتلكات يسهل حملها. وأحياناً، ينهب اللصوص كافة ممتلكات المنزل. ويوضح عيسى أن قوات النظام تنظر لهذه الجرائم بعين الشماتة، وخصوصاً إذا كان ضحاياها خارج سورية.
وتسير عمليات السرقة بشكل منظم وتدار من قبل عصابات. وبحسب بيان صدر عن وزارة الداخلية التابعة للنظام السوري، فقد أقدمت مجموعة مكونة من ثلاث فتيات وخمسة شبان على سلب منزل في منطقة جرمانا بريف دمشق بالقوة، وبلغت قيمة المسروقات المالية نحو 25 مليون ليرة سورية (الدولار يساوي نحو 3500 ليرة سورية بحسب سعر الصرف في السوق السوداء).  

الجريمة والعقاب
التحديثات الحية

ومن خلال المتابعة في قسم الأمن الجنائي في منطقة السيدة زينب، فقد ألقي القبض على جميع أفراد العصابة، وقد اعترفوا بعملية السلب وعمليات سرقة أخرى. 
وأعلنت الوزارة في بيان عن إلقاء القبض على لصوص سرقوا آلات من منشرة أخشاب تقع في منطقة البوابة بريف دمشق. واعترفوا بعمليات سرقة لمحال تجارية وورش عمل، يسرقون منها آلات وبطاريات سيارات. وفي منطقة الحجر الأسود، لم يسلم الكثير من المنازل من عمليات السرقة والنهب، ويقف وراءها عناصر في جيش النظام، بالإضافة إلى لصوص. 
ويقول عمار الأحمد لـ"العربي الجديد": "خرجت من الحجر الأسود منذ سنوات، واستأجرت منزلاً في منطقة الجديدة بريف دمشق. وبعد التهجير الذي حصل في المنطقة وسماح النظام للبعض بالعودة أو حتى تفقد المنازل، عدت لأطمئن على بيتي. المشهد كان صادماً فعلاً. لا أبواب ولا نوافذ، وقد سحبت أسلاك الكهرباء من الجدران. اقتلع البلاط في الأرض من مكانه، لم يبق أي شيء في المنزل الذي تحول لخراب. عرفت مؤخراً أن القسم الأكبر من عمليات النهب والسرقة نفذها عناصر من قوات النظام، بالإضافة إلى اللصوص".
يضيف الأحمد: "الأمر لا يقتصر على منزلي أو منازل أشقائي، إذ إن الكثير من المنازل نهبت بالشكل ذاته. لا أحد يمكن أن يعيد ما تم نهبه، لا سيما إذا كان اللصوص من جيش النظام".

وارتفعت معدلات الجريمة في سورية خلال السنوات الثلاث الأخيرة بشكل لافت. ويتضح أن معدل جرائم السرقة وغيرها من الجرائم مرتبط بالحالة الاجتماعية المتردية، ويزداد سوءاً في كلّ عام مع ارتفاع معدلات الفقر والفلتان الأمني، وتغاضي النظام عن عصابات أفرادها عناصر سابقون في مليشيات تابعة له، كما في مدن الساحل السوري، حيث إن هذه العصابات باتت فوق القانون.
وفي 28 يناير/ كانون الثاني الماضي، احتلت سورية المرتبة الثالثة في قائمة التقرير السنوي لمؤشر "مدركات الفساد" لعام 2020، الذي أصدرته منظمة الشفافية العالمية، والمعني بقياس معدلات الفساد في 180 دولة حول العالم. وأشار التقرير إلى أن سورية سجلت تراجعاً برصيد 14 نقطة، لتحتلّ المرتبة 178 من أصل 180 مرتبة في المؤشر بعد كل من الصومال وجنوب السودان.

المساهمون