أسرة غزية تصنع ألعاباً لتعليم الإنكليزية

أسرة غزية تصنع ألعاباً لتعليم الإنكليزية

24 فبراير 2021
يتعاون أفراد الأسرة لصنع اللعبة التعليمية (محمد الحجار)
+ الخط -

في مدينة حمد الواقعة في محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، تعمل أسرة على إعداد ألعاب تعليمية للغة الإنكليزية للمرحلة الابتدائية للتلاميذ. بدأ الزوجان العمل على المشروع بعدما عجزا عن إيجاد فرص عمل، وقد انطلقت الفكرة بعدما لاحظت الزوجة وجود مشكلة لدى أبنائها خلال دراستهم اللغة الإنكليزية. 
الزوج هشام عبد العال (44 عاماً) تخرج بتخصص الهندسة المعمارية من الجامعة الإسلامية عام 2001، وحصل على بكالوريوس في تخصص الخدمة الاجتماعية من جامعة القدس المفتوحة عام 2017. عمل بنظام العقود المؤقتة في مشاريع مختلفة مع عدد من منظمات المجتمع المدني وفي المخيمات الصيفية، ولم يحصل على عمل في مجال الهندسة، كما لم يحالفه الحظ في الاستمرار في العمل مع المنظمات، حتى أصبح عاطلاً عن العمل. 
لاحظ الزوجان أن هناك مشكلة لدى التلاميذ في تعلم اللغة الإنكليزية في مختلف المراحل الدراسية، إذ إن كثيرين يتخرجون من المرحلة الثانوية من دون إتقان جيد للغة الإنكليزية، وتكمن المشكلة بشكل أساسي في أسلوب التدريس. لذلك، قررا إعداد لعبة للأطفال في المرحلة الابتدائية استناداً إلى المنهاج الفلسطيني، وانطلقا في المشروع أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

قضايا وناس
التحديثات الحية

يقول عبد العال لـ "العربي الجديد": "شاركنا في مشاريع كثيرة، منها مشروع لبيع الإكسسوارات، وآخر يتعلق بمواد التنظيف والأشغال اليدوية. وكان هناك الكثير من العوائق في التسويق والتمويل، بالإضافة إلى مشاكل أخرى من بينها تقليد المشاريع. لذلك، فكرت وزوجتي في العمل بقطاع التعليم، واخترنا تطوير اللغة الإنكليزية لدى الأطفال من خلال الألعاب.  

الصورة
ألعاب تعليمية في غزة (محمد الحجار)
(محمد الحجار)

لم يركّز الزوجان على الربح بشكل أساسي في البداية. كان همهما إطلاق وتسويق المجموعة الأولى من الألعاب، وهي عبارة عن علبة تضم ألعاباً خاصة بكل مرحلة دراسية. ولاقت هذه الألعاب إقبال كثيرين، من بينهم طلاب يحصلون على دروس تقوية باللغة الإنكليزية من دون أن يتحسن مستواهم. يشير عبد العال إلى أن البداية كانت إيجابية، وقد عمدا إلى تطوير بعضها من خلال إضافة صور وكلمات.

الصورة
ألعاب تعليمية في غزة (محمد الحجار)
(محمد الحجار)

تحتوى اللعبة على علب. وداخل كل علبة كلمات متقاطعة يتوجب على التلميذ إيجادها، وهي الكلمات التي يدرسها التلاميذ في مختلف المراحل الدراسية. وهناك لعبة الملصقات التي تعتمد على تجميع الملصقات ثم نسخها من خلال صورة توضح كل شكل، ولوح صغير يمكن الكتابة عليه ثم إزالة ما كتب. ويمكن للأهل وضع علامات للأبناء من خلال اللعب. 
يشير عبد العال إلى أن الدول المتقدمة تركز على التحفيز واللعب لتعليم الأطفال خلال المرحلة الابتدائية، على عكس الأسلوب المعتمد في المنهاج الفلسطيني. ويوضح أن اللغة الإنكليزية تعد واجباً بالنسبة للكثير من الأطفال، ويدرسونها للحصول على الدرجات اللازمة فقط. 

الصورة
ألعاب تعليمية في غزة (محمد الحجار)
(محمد الحجار)

من جهتها، تخرجت الزوجة نرفين الكحلوت (39 عاماً) من جامعة الأقصى عام 2005 بتخصص اللغة الفرنسية، كما درست تخصص التعليم الأساسي في جامعة القدس المفتوحة، وحصلت على فرص عمل مؤقتة مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا". تشير الكحلوت إلى أن المشروع هو شغف بالنسبة لها ولزوجها. فعبد العال يحب التصميم، فيما تحب هي اللغة الإنكليزية وتطوير أساليب التعليم. يتولى الأول التصميم على برنامج "فوتوشوب"، في وقت تعمل الكحلوت على تحضير المضمون، ويساعدهما أبناؤهما الثلاثة بالتجميع والتغليف والقص، وهم، فاطمة (13 عاماً)، ومحمود (11 عاماً)، ورهف (9 أعوام).

الصورة
ألعاب تعليمية في غزة (محمد الحجار)
(محمد الحجار)

تقول لـ "العربي الجديد": "لاحظت أن أطفالي لا يستمتعون بدراسة مادة اللغة الإنكليزية، بل هي مجرد واجب"، لافتة إلى أن الطفل يحتاج إلى اللعب والألوان. "تحدثت مع الكثير من الأمهات اللواتي اشترين هذه اللعبة وقد لاحظن الفرق واكتساب أطفالهن معلومات جديدة. على سبيل المثال، أصبح لدى الطفل دافع للكتابة على لوح صغير داخل اللعبة والتفكير بالكلمة والصور وبنفسه".

الصورة
ألعاب تعليمية في غزة (محمد الحجار)
(محمد الحجار)

يروّج الزوجان للعبة عبر صفحة المشروع "HZ.PalStore" على وسائل التواصل الاجتماعي. يصنعان اللعبة بأنفسهما من خلال بطاقات ورقية وحروف بلاستيكية ملونة، وأوراق بأنواع مختلفة، وألواح خشبية صغيرة ليكتب الأطفال عليها. يتطلع الزوجان لتطوير الألعاب لتستهدف المراحل الإعدادية والثانوية. ويأملان الحصول على تمويل من المؤسسات الراعية للمشاريع النسائية أو التعليمية حتى تصبح اللعبة متوفرة في غزة مع إمكانية تصديرها إلى الضفة الغربية، وبالتالي الانتقال إلى مرحلة الإنتاج في مطابع كبيرة.

المساهمون