مصر: الجيش يحكم قبضته على "التحرير" و"السّريّة" سلاح الثوار

مصر: الجيش يحكم قبضته على "التحرير" و"السّريّة" سلاح الثوار

القاهرة

العربي الجديد

العربي الجديد
24 يناير 2015
+ الخط -

في مشهد يعيد إلى الأذهان استعداد قوات الأمن المصرية لتظاهرات 25 يناير 2011، كثفت قوات الجيش والشرطة من تواجدها في أرجاء ميدان التحرير كافة، استعداداً لقمع التظاهرات الرافضة للنظام الحالي.

وعمدت قوات الجيش والشرطة إلى التواجد بمدرعات وآليات عسكرية على مداخل ميدان التحرير، وتمركزت مدرعات وآليات الجيش على مداخل التحرير بشكل مكثف، فيما تمركزت قوات الشرطة في قلب التحرير.

واستعدت قوات الجيش لإغلاق الميدان تماماً عشية تظاهرات إحياء الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، وقامت بوضع أسلاك شائكة على مداخل الميدان تمهيداً لإغلاقه تماماً أمام حركة السيارات أو تسلل متظاهرين إليه.

وفي تقليد جديد، اصطفت مدرعات الشرطة في قلب الميدان، ووضعوا عليها أسلاكاً شائكة لمنع تسلق المتظاهرين عليها والانقضاض على قوات الأمن بداخلها، مع قوات إضافية من قوات الأمن المركزي، بينما تمركزت قوات إضافية من الجيش بجوار المتحف المصري، وهو مكان تمركز قادة التأمين منذ اندلاع ثورة يناير.

واتسمت الحالة المرورية بالسيولة، ولم يعكرها سوى رجال المرور الذين عمدوا إلى إيقاف السيارات في وسط الميدان لرؤية "الرخص المرورية"، وقامت قوات من الشرطة بتوقيف بعض المارة لرؤية إثبات الشخصية وإجراء عملية تفتيش.

ولم تتوقف الدوريات الأمنية الخاصة بوحدة الانتشار السريع عن المرور بالميدان على فترات للتأكد من سير عملية التأمين بشكل جيد، كنوع من الدعم للقوات المكلفة بالتأمين.

وعلم "العربي الجديد" من مصادر عدة، أن وزارة الداخلية أبلغت كافة العاملين بها عن وقف الإجازات قبل 25 يناير بأيام، ليكون الجميع في تأهب كامل خلال تظاهرات 25 يناير.

وقالت المصادر، إن كافة العاملين بالوزارة من ضباط ومجندين سيتم حشدهم لعمل دوريات أمنية في مختلف المناطق، على أن يتكلف كل قسم شرطة بمنطقته.

وأضافت: أن "قوات الأمن المركزي سيتم توزيعها على المناطق التي يُتوقّع خروج تظاهرات منها، بخلاف نقاط تمركز بعضها في المناطق المعروفة التي تخرج منها تظاهرات الإخوان، وأن بعض قوات الأمن ستبقى في حالة تأهب، إما داخل معسكرات الأمن المركزي أو في مناطق تمركز معينة محددة سلفاً، لمواجهة أي طارئ قد يحدث خلال اليوم".

وكثفت قوات الشرطة من دورياتها الأمنية في مختلف مناطق القاهرة الكبرى، للاطمئنان على الحالة الأمنية قبل 25 يناير، خاصة مع خروج تظاهرات وفعاليات مفاجئة يقوم بها أنصار الرئيس المعزول، محمد مرسي، في عدة مناطق.

ووسط هذه الأجواء، تفرض القوى السياسية والحركات الثورية، المصرية، درجة شديدة من السرية حول تحركات المظاهرات خلال الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، غداً الأحد.

ويتم التكتم على أماكن التجمعات أو خروج التظاهرات حتى قبل ساعات من بدء الفعاليات، خوفاً من رصدها من قبل الأجهزة الأمنية.

و"السرية" المفروضة على أماكن التجمعات أسلوب وتكتيك معروف لدى القوى التي تدعو لتظاهرات في الشارع، في ظل النظام الحالي، الذي يقمع أي تظاهرات معارضة للنظام سواء من الداعمين لمرسي أو غيرهم.

وكشفت مصادر في الحركات الثورية، عن "إتمام الاستعدادات للتظاهر بعيداً عن أعين الأجهزة الأمنية"، وقالت المصادر لـ"العربي الجديد" إن "القوى الثورية تتحرك بصورة غير معلنة لترتيب التظاهرات منعاً لاتخاذ الأجهزة الأمنية خطوات استباقية وإفشال التحركات كافة".

وأكدت المصادر أن "تحديد خريطة التحركات مسؤولية لجنة العمل الميداني، التي تتولى دراسة الأماكن المقترحة التي يمكن خروج مسيرات منها أو تجمعات، في ضوء تقليل الخسائر الممكنة لدى المتظاهرين حال قمعها من قبل قوات الأمن".

ولفتت إلى أن "لجنة العمل الميداني، ستقوم منذ مساء 24 يناير وحتى صباح 25 يناير برصد الحالة الأمنية في مختلف المناطق والميادين الرئيسية، لتفادي التصادم بشكل كبير مع التجمعات الأمنية"، موضحة أن "المناطق التي تشهد تكثيفاً أمنياً لن تسير باتجاهها التظاهرات أو يتم فيها الحشد".

من جهتها، أكدت مصادر في "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، لـ"العربي الجديد"، أن "خطة التحركات في 25 يناير ستكون بشكل مفاجئ ومكثف بعيداً عن أعين الأجهزة الأمنية، وفي مناطق غير متوقعة".

وقالت المصادر إن "التحالف سيشارك بكل قوة في العمل على الأرض، مستغلاً حالة الحراك التي بدأها على مدار أسبوعين في كل المحافظات بشكل يومي"، مضيفة أن "التحركات ستكون سرية حتى قبل التظاهرات، والتي سيتم إبلاغ المتظاهرين ورافضي الانقلاب عنها قبل التظاهر مباشرة".

وقال منسق حركة "شباب 6 أبريل"، "جبهة أحمد ماهر"، عمرو علي، إن "التحركات على الأرض متروكة للشباب في العمل الميداني"، مشيراً إلى أن "التحركات كافة تخرج من هذه اللجنة"، لافتاً إلى أن "الاستعدادات تجري على قدم وساق للحشد لتظاهرات ذكرى الثورة الرابعة"، موضحاً أن "هناك تجاوباً كبيراً، من قبل الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن النزول في 25 يناير".

وأضاف علي في تصريح لـ"العربي الجديد"، "أن هناك تنسيقاً كبيراً بين القوى والحركات الثورية والشبابية التي دعت لتظاهرات في هذا اليوم، من أجل ضمان أفضل صورة ممكنة للحشد"، مؤكداً أن "رسالة التظاهرات هي أن أهداف الثورة لم تتحقق، ومن ثم علينا البدء في تنفيذها، فضلاً عن رفض السياسات القمعية للنظام الحالي".

وشدد على أن "الدخول إلى ميدان التحرير أمر وارد، بيد أنه بات صعباً لأن قوات الجيش والأمن ستقوم بإغلاقه عشية التظاهرات، وهو أمر سيتحدد من خلال لجنة العمل الميداني".

ذات صلة

الصورة
الدرس انتهى لموا الكراريس

منوعات

أحيا مصريون وعرب على مواقع التواصل الذكرى الـ54 لمذبحة مدرسة بحر البقر التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي يوم 8 إبريل/نيسان عام 1970 في مدينة الحسينية.
الصورة
المؤرخ أيمن فؤاد سيد (العربي الجديد)

منوعات

في حواره مع " العربي الجديد"، يقول المؤرخ أيمن فؤاد سيد إنه لا يستريح ولا يستكين أمام الآراء الشائعة، يبحث في ما قد قتل بحثاً لينتهي إلى خلاصات جديدة
الصورة
مئات يترقبون انتشال المساعدات على شاطئ بحر غزة (محمد الحجار)

مجتمع

يواصل الفلسطينيون في قطاع غزة ملاحقة المساعدات القليلة التي تصل إلى القطاع، وبعد أن كانوا يلاحقون الشاحنات، أصبحوا أيضاً يترقبون ما يصل عبر الإنزال الجوي.
الصورة

سياسة

نقلت وكالة "رويترز"، اليوم الجمعة، عن أربعة مصادر أن مصر بدأت تمهيد منطقة على الحدود مع قطاع غزة يمكن استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين.