روحاني يكشف تفاصيل مشاوراته في نيويورك وطبيعة الخطة الفرنسية

روحاني يكشف تفاصيل مشاوراته في نيويورك وطبيعة الخطة الفرنسية

02 أكتوبر 2019
روحاني يشير لتناقضات بمواقف ترامب حول التفاوض(كينا بيتانكور/فرانس برس)
+ الخط -
لمّح الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الأربعاء، في اجتماع حكومته، إلى احتمال بدء مفاوضات بين بلاده والولايات المتحدة الأميركية ضمن مجموعة "1+5" المبرمة للاتفاق النووي عام 2015، قائلاً إن طهران لا تعارض عودة واشنطن "في ظروف مناسبة" إلى مجموعة "1+4" المتبقية في الاتفاق، لكن اشترط ذلك بالتزام الإدارة الأميركية بآليات المجموعة.

وأضاف روحاني، وفقاً لما أورده موقع الرئاسة الإيرانية، أنه خلال زيارته إلى نيويورك الأسبوع الماضي، كانت إيران "محور الدبلوماسية العالمية"، عازياً ذلك إلى "نجاح مقاومتها" ليقول إنه "لولا هذه المقاومة لما كان أحد يسأل عنا".

وفي السياق، أشار إلى لقاءاته ومشاوراته في نيويورك، قائلاً إن "الجميع شدد على إحياء مجموعة خمسة زائداً واحداً"، لافتاً إلى أن هذه المجموعة تشكلت على أساس التعهد باتفاق، داعياً الولايات المتحدة إلى "التحرك في سياق هذا الاتجاه، وإذا حصل ذلك فلا مشكلة في تشكيل المجموعة مجدداً". وكشف روحاني أن "كثيرين حاولوا عقد اجتماع لقادة 5+1 في الأمم المتحدة"، أي بمشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، موضحاً ما حصل في نيويورك، قائلاً: "على الرغم من أن البعض قد يتصور أنه كان قريباً من الحل، إلا أنه كان بينه وبين الحل مسافة".

وشدد الرئيس الإيراني على "عدم إمكانية حل قضية مهمة للغاية خلال ساعات ومدة قصيرة، من دون النظر في كافة جوانبها ونتائجها". واتهم روحاني نظيره الأميركي بالسعي لاستغلال اللقاء معه في نيويورك، لافتا إلى أن "ما كان يهم الأميركيين هو أن يتحول هذا الأمر (اللقاء) إلى قنبلة خبرية لتغيير الأوضاع الداخلية في أميركا إلى حد ما". إلا أنه أكد أنه "لا يهمنا هدفهم، وأن ما يهمنا هو مصالحنا الوطنية"، معتبراً أن "الطريق والمسار لم يغلق بعد، وأن الأوروبيين وآخرين يبذلون جهودهم"، مشيراً إلى أنه "حينما يحترمون حقوق الشعب الإيراني وعزته، فالطريق ليس مغلقاً وهو مفتوح".

وأشار روحاني إلى تناقضات في مواقف ترامب حول موضوع التفاوض، قائلاً إن "أميركا تتحدث سراً عن الموافقة على الشروط الإيرانية وتعلن استعدادها للتفاوض، لكنها تشدد العقوبات علناً".
وفي هذا السياق، أفادت "رويترز" بأنّ روحاني، قال في كلمة أذاعها التلفزيون الإيراني على الهواء إن الرسائل المتضاربة التي تتلقاها إيران من الولايات المتحدة في ما يتعلق بالعقوبات، تقضي على إمكانية إجراء محادثات ثنائية، معتبراً أنه من غير المقبول أن يقول الرئيس الأميركي دونالد ترامب في العلن إنه سيكثف العقوبات، بينما تبلغ قوى أوروبية طهران في أحاديث خاصة باستعداده للتفاوض. وأضاف أن القوى الأوروبية تواصل جهودها لترتيب محادثات.

وشكر الرئيس الإيراني نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون على جهوده الدبلوماسية للوصول إلى حلّ، محملّاً "البيت الأبيض مسؤولية عدم توصل جهوده وتعاون إيران، إلى النتيجة حتى الآن". وفي السياق أكد روحاني أن بلاده توافق على الخطة الفرنسية بشكل عام لكنها "تتحفظ على مفرداتها".

وعن كليات الخطة، قال إنها "تدعو إلى ضرورة عدم امتلاك إيران الأسلحة النووية، ونحن أكدنا دائماً أننا لا نريدها، وكذلك تدعو إيران إلى دعم السلام في المنطقة وممراتها المائية ونحن ندعم ذلك دائماً". كما أوضح أن الخطة تلحظ أن "ترفع أميركا كلّ عقوباتها وبيع إيران نفطها سريعا والحصول على عوائدها".



وكان الرئيس الإيراني قد قال، الإثنين الماضي، إن "وزراء خارجية مجموعة 1+4 اجتمعوا في نيويورك وناقشوا مواضيع"، مضيفاً أن "استعدادات قد تبلورت لاجتماع 1+5، وأن جميع الأطراف وافقت على أطر مفاوضات هذا الاجتماع".

وعندما يشير روحاني إلى اجتماع لمجموعة "خمسة زائد واحد"، أي أن واشنطن ستكون أحد الأطراف الرئيسة المشاركة فيه، باعتبارها أحد أعضائها.

واعتبر روحاني أن "إطار الاجتماع المرتقب كان متفقاً عليه بين الدول السبع"، مشيراً إلى أن "ذلك خطوة مهمة وسأشرحها أكثر خلال جلسة الحكومة الأربعاء المقبل"، وهو ما قام به اليوم.
والدول السبع، التي أشار إليها روحاني، هي إيران والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا، التي وقعت في يوليو/تموز 2015 الاتفاق النووي في فيينا.

وأضاف روحاني أن "هذه الخطوة من شأنها أن تستمرّ بأشكال أخرى"، مشدداً على أنه "من المهم للغاية أن نضع القضية النووية في مسارها القانوني والدولي، ونشجع الآخرين على التوبة"، وذلك في إشارة إلى الولايات المتحدة، التي تدعوها إيران مراراً إلى العودة عن ضغوطها وعقوباتها المفروضة عليها و"التوبة عنها".