نتنياهو يهدّد بتمرير مخطط الضم الأسبوع المقبل

نتنياهو يهدّد بتمرير مخطط الضم الأسبوع المقبل

18 يونيو 2020
نتنياهو يهدد بإجراء انتخابات مبكرة (Getty)
+ الخط -
يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حالياً، توفير الظروف الداخلية والدولية التي تسمح له بالشروع في تنفيذ مخطط ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة إلى "سيادة" إسرائيل.
وعلى الصعيد الداخلي، كثّف نتنياهو ممارسة الضغوط على قادة حزب "كاحول لفان"، شريكه في الائتلاف الحاكم، من خلال التهديد تارة بتجاوز معارضته لمخطط الضم وتمريره في الحكومة، الأسبوع المقبل، وتارة أخرى من خلال التلويح بحل البرلمان والدعوة لانتخابات جديدة.
في السياق، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الخميس، أن نتنياهو هدّد بتمرير مخطط الضم في حكومته، الأسبوع المقبل، في حال لم يؤيده حزب "كاحول لفان" الذي يقوده رئيس الوزراء البديل ووزير الحرب بني غانتس.
ولفتت الصحيفة إلى أن نتنياهو أبلغ المقربين منه بأنه لا ينوي الانتظار حتى يحصل على دعم "كاحول لفان"، حيث أشار إلى أنه يمكنه تأمين غالبية مطلقة في الحكومة لدعم مخططه للضم من خلال استمالة وزير الاتصالات يوعز هندل، الذي انشق عن "كاحول لفان".
وأوضحت أن نتنياهو لا ينوي عرض مخطط الضم على الكنيست، على اعتبار أن القانون لا يلزمه بذلك من ناحية، ومن ناحية ثانية فإنه لا يثق بدعم حزبي "يمينا" و"يسرائيل بيتينو" اليمينيين، واللذين يُعدّان جزءاً من معارضي مخطط الضم.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو يحاول ممارسة الضغوط على قيادة "كاحول لفان" من خلال إطلاق تهديدات مبطنة بالتوجه إلى انتخابات مبكرة في حال تمت إعاقة مخطط الضم، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة يكرس انطباعاً مفاده أنه مستعد لتنظيم الانتخابات المبكرة في مارس/ آذار المقبل.
ونقلت الصحيفة عن نتنياهو قوله في جلسات مغلقة، إنه في حال تمكن "كاحول لفان" من إحباط تنفيذ مخطط الضم فإنه سيتجه لانتخابات مبكرة، مدعياً أن قانون "رئيس الوزراء البديل" يمنحه الحق في حل الكنيست والدعوة لانتخابات جديدة، قبل أن يحين موعد تولي غانتس رئاسة الحكومة.
ولفتت إلى أن نتنياهو بإمكانه التمهيد لإجراء انتخابات مبكرة، عبر إعاقة تمرير قانون موازنة العام 2021، ما سيقود إلى حل البرلمان.
وكشفت الصحيفة النقاب عن أن نتنياهو اقترح على السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان خلال لقائه به، الأسبوع الماضي، ثلاثة مقترحات للضم تختلف بشكل تام عن خريطة الضم التي تضمنتها الخطة الأميركية للتسوية المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن".
وحسب الصحيفة، فإنه في حال تمكن نتنياهو من الحصول على ضوء أخضر لتطبيق واحدة من هذه المقترحات فإنه سيتجه فوراً لتطبيقها.
بدورها، ذكرت صحيفة "هآرتس" أنّ نتنياهو اقترح، ليل أمس الأربعاء، على قادة "كاحول لفان"، لا سيما غانتس ووزير الخارجية غابي إشكنازي، مقترحات للضم تراوح بين 30% من مساحة الضفة، وضم "رمزي" يشمل مناطق محدودة فقط.
وأعادت المراسلة السياسية للصحيفة نوعا لانداو، للأذهان حقيقة أن قادة "كاحول لفان" يشترطون موافقتهم على الضم بتأمين دعم إقليمي ودولي، وأنهم لا يقبلون الضم كخطوة أحادية الجانب.
وأضافت أن "كاحول لفان" يمكن أن يوافق على الضم في حال قبل نتنياهو "صفقة القرن" كقاعدة للتفاوض مستقبلاً على تسوية شاملة، مشيرة إلى أن الحزب يشترط أيضاً أن يتم تطبيق الضم على مناطق يوجد فيها فقط مستوطنون يهود أو مناطق غير مأهولة بالسكان، إلى جانب ضرورة الأخذ بعين الاعتبار مواقف الأجهزة الأمنية والمستويات السياسية والقوى الإقليمية من مخطط الضم وانعكاساتها.

من جهة ثانية، كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" النقاب عن أنه على الرغم من الانتقادات التي يوجهها الأردن لمخطط الضم الذي يعكف عليه نتنياهو إلا أن مسؤولين أردنيين يجرون حالياً اتصالات مع مسؤولين أمنيين إسرائيليين سابقين للتباحث حول المخطط وانعكاساته على العلاقات الثنائية.
وحسب الصحيفة، فإنه على الرغم من الأزمة الحالية في العلاقات، إلا أن كلاً من تل أبيب وعمان تشهدان عقد جلسات حوار استراتيجي بين مسؤولين أردنيين وقيادات سابقة في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، مشيرة إلى أن اللقاء الأخير بين الجانبين عقد في تل أبيب.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن المسؤولين الأردنيين، الذين يشعرون بالعجز وعدم القدرة على التصرف إزاء مخططات الضم التي يعكف عليها نتنياهو، وجدوا في تنظيم لقاءات مع قيادات أمنية سابقة وسيلة لنقل الرسائل السرية إلى تل أبيب، على الرغم من أن هذه القيادات لا تلعب حالياً أي دور رسمي.
ونقلت الصحيفة عن المسؤولين الإسرائيليين السابقين قولهم إنه تكرس لديهم انطباع بأنه في حال "أدار نتنياهو الأمور بالشكل المطلوب فبالإمكان تنفيذ الضم بالتنسيق مع الأردن"، مشيرين إلى أن القصر الملكي يبدي قلقاً كبيراً إزاء مخططات الضم كما تشير إليها إسرائيل حالياً.
ونقلت الصحيفة عن المسؤولين الإسرائيليين زعمهم أن جهات رسمية أردنية أكدت في الماضي أنّ المملكة معنية بأن يواصل الجيش الإسرائيلي التمركز على الضفة الغربية لنهر الأردن في أي تسوية للصراع، حيث أشار هؤلاء المسؤولون إلى أن هذا الموقف الأردني ينطوي على دلالات هامة، مستدركين أنّ نتنياهو يتصرف بشكل غير مناسب، وهو ما أدى إلى تفجر الأزمة حالياً مع الأردن.
أميركياً، حذّر نيكولاس برنس، المستشار السياسي للمرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية جو بايدن، من تأثير الضم على مستقبل العلاقة بين تل أبيب وواشنطن.
ونقلت "هآرتس" عن برنس قوله إنّ تنفيذ مخطط الضم سيكون خطأ كبيراً ترتكبه إسرائيل وسيمس بمكانتها الدولية وسيؤثر سلباً على دعم كبار مؤيديها لها، لا سيما الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن القيادة الأميركية سترفض هذه الخطوة بكل قوة.
أميركا توقف المحادثات
في الأثناء، أوقفت الإدارة الأميركية محادثاتها مع الحكومة الإسرائيلية بشأن مخطط إسرائيل ضم أراضٍ فلسطينية بالضفة الغربية، لحين اتفاق أطراف الحكومة الإسرائيلية على هذه الخطط.
وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، الخميس، إن هذه المحادثات توقفت بسبب الخلافات المستمرة بين حزب " الليكود" وحزب "كاحول لفان".
وأضافت الصحيفة العبرية، بحسب ما نقلته عنها وكالة "الأناضول"، أن "الإدارة الأميركية أوضحت أنه لا يمكن دفع هذه الخطة قدماً في ظل الانقسام بين الحزبين".
وجاء القرار بعد عدة اجتماعات بين نتنياهو ورئيس الكنيست ياريف ليفين، غانتس، وأشكنازي، شارك فيها السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان.
وقالت الصحيفة "قررت الإدارة الأميركية عدم مواصلة المحادثات، حتى يتوصل شركاء حكومة الوحدة (الإسرائيلية) إلى اتفاق".
وأشارت إلى أن محادثات نتنياهو وغانتس وأشكنازي عُقدت مساء الأربعاء، دون مشاركة فريدمان.
وقالت "يميل نتنياهو إلى الموافقة على بيان يؤكد على قضية تطبيق السيادة على المستوطنات في الضفة الغربية، دون ذكر إنشاء دولة فلسطينية".
ولكنها أضافت إن حزب غانتس لا يوافق على ذلك، حيث يؤكد على أنه ملتزم بجميع مبادئ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب دون استثناء.

المساهمون