هكذا يستغلّ حفتر جائحة كورونا لمحاصرة طرابلس عسكرياً

هكذا يستغلّ حفتر جائحة كورونا لمحاصرة طرابلس عسكرياً

10 ابريل 2020
مليشيات حفتر تحاصر طرابلس(عمرو صلاح الدين/الأناضول)
+ الخط -
لم يكتفِ اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر بعدم التجاوب مع النداءات الدولية بشأن فرض "هدنة إنسانية" تتيح للسلطات المحلية في البلاد بذل جهودها لمجابهة فيروس كورونا الجديد، بل ذهب أبعد من ذلك باستهداف المواقع المدنية بينها المراكز الطبية، فضلاً عن استغلال الملف الإنساني لتحصيل مكاسب يبدو أنه فقدها في محاور القتال.
وفي خطوة تصعيدية، استهدفت مدفعية قوات حفتر، على مدار ليل أمس الخميس، ميناء طرابلس، الذي بات المنفذ الوحيد لاستقبال الإمدادات الغذائية والدواء، في موازاة اعتداء مليشياته على صمام الغاز المغذي لمحطات توليد الكهرباء بمنطقة سيدي السائح، جنوب طرابلس، الواقعة تحت سيطرته، ما تسبب في دخول كامل المنطقة في ظلام تام حتى ساعات صباح اليوم الجمعة، بحسب بيان للشركة العامة للكهرباء.

في حين اعتبرت عملية "بركان الغضب" أنّ اعتداء مليشيات حفتر على صمامات الغاز وإغلاقها تتكامل مع إقفالها لصمامات مياه النهر الصناعي المغذية للمنطقة الغربية، وقبلها بأشهر إيقافها إنتاج وتصدير النفط حتى تجاوزت الخسائر 4 مليارات دولار. وأكد الناشط السياسي الليبي، عقيلة الأطرش، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن خطوات حفتر تهدف إلى ضرب حصار كامل على طرابلس والمناطق التي تسيطر عليها قوات حفتر، واصفاً الخطوة بـ"البشعة"، وتساءل "كان يقصف المدنيين واليوم يقفل كل سبل الحياة عليهم".

والأسبوع الماضي، اعتدت مليشيات تابعة لحفتر على صمامات المياه بمنابع وآبار منظومة النهر الصناعي المسؤولة عن تزويد طرابلس ومدن الساحل الغربي بمياه الشرب، ما تسبب في انقطاعها منذ منتصف الأسبوع الماضي. ويوما الثلاثاء والأربعاء الماضيان، استهدفت مليشيات حفتر مستشفى الخضراء، المخصص لاستقبال المصابين بفيروس كورونا، ما عزا بوزارة الصحة إلى إقفال المستشفى بسبب تعرضه لإصابات بليغة وبسبب مخاوفها على سلامة الكادر الطبي والمرضى.

وسعى حفتر منذ اقتراب خطر جائحة كورونا للبلاد إلى استغلال ملفها بتشكيل "اللجنة العليا لمكافحة فيروس كورونا"، التي أكد رئيسها اللواء عبد الرزاق الناظوري، رئيس أركان قوات حفتر، أن حفتر قرر تشكيل لجنة موازية لها كجهة استشارية مكونة من مجموعة من الأطباء، كانت أولى مهمتها الإشراف على سرية طبية لتعقيم مواقع المقاتلين في محاور القتال في محيط طرابلس.

وأشار الناظوري إلى أن اللجنة تسعى إلى "الوصول للمناطق التي لا تسيطر عليها قوات الجيش"، في إشارة إلى مناطق سيطرة حكومة الوفاق، مضيفاً أن "الأتراك وكل من يساعدونه لن يستطيعوا أن يمنعونا عن تقديم المساعدة لأي بلدة"، ما يشير إلى سعي قوات حفتر إلى الدخول إلى المناطق لم تستطع دخولها بقوة السلاح بحجة العمل الإنساني.

وقال الناظوري في لقاء أذاعته قناة "الحدث" المقربة من حفتر، أمس الخميس، إنّ "المليشيات المدعومة من الغزو التركي تقوم بقصف الإمدادات الطبية لفشلها في تقديم أي مساعدة للمواطنين في المناطق التي لا تتجاوز 5 بالمائة من مساحة ليبيا"، مشيراً إلى أنه "السبب في انتشار الفيروس في تلك المناطق". وزعم "لذلك هم يريدون أن يحرموا المواطنين من الأشياء التي لم يستطيعوا تقديمها لهم". كما ادعى أن "حكومة الوفاق أثبتت فشلها في مواجهة هذه الجائحة، لذلك فهم عاجزون عن تقديم أي مساعدة لسلامة المواطنين في مساحة 5 بالمائة من الأراضي الليبية"، مبرراً أن "مجابهة الفيروس باتت من مهام قوات حفتر".

وبحسب الأطرش، فإنّ "المجتمع الدولي لا يمكن أن يكون منشغلاً بجائحة كورونا إلى هذا الحد، ولكنه يتغاضى عن جرائم حفتر الذي بات سجله يطفح بها"، متسائلاً "ألم يكن غلق النفط إبان أيام انعقاد قمة برلين؟".

وأضاف "الآن يحاول الدخول بحجة العمل الإنساني، حتى يرى الرأي العام العالمي ذلك، زاعماً أن الحكومة تمنع العمل الإنساني لمواجهة كورونا، إذ يدرك حفتر مسبقاً أن الحكومة سترفض دخول فرقه التي لن تكون بمعزل عن سلاحها". وتبدو مساعي حفتر للوصول إلى طرابلس وإن تضاربت طرقها بين الحصار وادعاء العمل الإنساني، مدعومة من حلفائه أيضاً، فقد شاركت وسائل إعلام إماراتية، في محاولة تشويه جهود حكومة الوفاق لمواجهة الوباء.

المساهمون