"داعش" يستخدم دروعاً بشرية بآخر معقل له في ديرالزور

"داعش" يستخدم المدنيين كدروع بشرية بآخر معقل له في دير الزور

13 فبراير 2019
كل من يحاول الخروج من المدنيين معرض للموت (Getty)
+ الخط -
يقبع مئات المدنيين تحت خطر الموت، بعد تمترس عناصر تنظيم "داعش" في البقعة الأخيرة التي يقطنها مدنيون في ناحية الباغوز فوقاني، في ريف دير الزور، شرق سورية، وذلك مع إحراز "التحالف الدولي" ومليشيا "قوات سورية الديمقراطية" ("قسد") المزيد من التقدم، والسيطرة على نقاط داخل بلدة الباغوز.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن مئات المدنيين، بينهم أطفال ونساء وشيوخ، يقبعون حالياً تحت الحصار في منطقة صغيرة في جنوب غرب الباغوز، وهي عبارة عن منطقة زراعية تضمّ تجمعاً للمخيمات بين البساتين القريبة من نهر الفرات.

ويعاني المحاصرون هناك من خطر الموت، بسبب قلة الطعام وانعدام الرعاية الصحية وعدم توفر المياه الصالحة للشرب، وسط تهديدات من قبل مليشيا "قسد" للتنظيم باقتحام المخيمات التي تمترس فيها، في حال لم يستسلم عناصره.

وقال الناشط أبو محمد الجزراوي لـ"العربي الجديد" إن "الاتصال فقد مع معظم المدنيين في تلك المنطقة، وبات من الصعب جداً التواصل معهم، حيث أصبحت المساحة التي حوصر فيها التنظيم ضيقة جداً، وهي عبارة عن مجموعة من البساتين والمزارع المليئة بالخيام التي يقطنها المدنيون الفارون من منازلهم بسبب القصف، وبالتالي فإن من بقي منهم أصبحوا عبارة عن درع بشري لمن بقي من عناصر التنظيم".

وأكد الناشط أن حياة المدنيين في تلك المنطقة "مهددة بسبب استمرار الاشتباكات، وإصرار من تبقى من عناصر التنظيم على القتال وعدم تسليم أنفسهم"، لافتاً إلى "وجود مرضى وجرحى بين المدنيين في ظل انعدام الخدمات الطبية".

وأوضح الجزراوي أن التنظيم "محاصر بشكل خانق، ولا يمكنه الانسحاب من المنطقة، إلا في حال عبوره نهر الفرات باتجاه البادية الجنوبية لدير الزور، وذلك شريطة عبور مناطق سيطرة النظام السوري".

بدوره، أوضح الناشط وسام العربي أن المخيمات في تلك المنطقة هي "مخيمات عشوائية ومتفرقة بناها السكان الفارون من قصف التحالف، وتفتقر لأدنى مقومات الحياة".

وأكد لـ"العربي الجديد" أن تلك المخيمات تعرضت للقصف من قبل طيران التحالف الدولي يوم أمس، وسقط إثر ذلك عشرات الضحايا بين قتيل وجريح من المدنيين القاطنين للمخيم.

وأضاف أن "قسد تقوم باعتقال المدنيين الذين يتمكنون من الفرار من تلك المخيمات وتقودهم للتحقيق في مقراتها بالمناطق التي تخضع لسيطرتها".

من جهتها، قالت مصادر مقربة من "قوات سورية الديمقراطية" لـ"العربي الجديد"، إن "التنظيم كثف من كمية الألغام التي زرعها في محيط هذه المنطقة، وكل من يحاول الخروج من المدنيين معرض للموت قنصاً أو بانفجار أحد الألغام".

يشار إلى أن الباغوز فوقاني كانت آخر البلدات التي يسيطر عليها "داعش" على الضفة اليمنى من نهر الفرات، وتقع إلى الشرق من مدينة البوكمال، على بعد خمسة كيلومترات، وتبعد عن الحدود السورية العراقية قرابة 600 متر فقط.

وكانت "قسد" قد سيطرت على النقاط الواقعة شرق الباغوز قبل ثلاثة أشهر، وتمكنت بدعم "التحالف الدولي" من محاصرة التنظيم وفصله عن الأراضي العراقية، فيما تسيطر قوات النظام على المنطقة الحدودية الواقعة جنوب شرق مدينة البوكمال.