جنود إسرائيليون ينشرون لقطات لهم بملابس داخلية نسائية من منازل غزة

جنود إسرائيليون ينشرون لقطات مشينة وهم يلهون بملابس داخلية نسائية من منازل غزة

28 مارس 2024
جيش الاحتلال زعم أنّ تلك المشاهد تحيد عن الأوامر والقيم المتوقعة من جنوده (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- جنود إسرائيليون يستخدمون ملابس داخلية نسائية ودمى من منازل فلسطينية في غزة للتسلية، مما يعكس تدهور الأخلاق العسكرية وتجاهل القيم الإنسانية.
- الحادثة تلقى اهتمامًا كبيرًا على الإنترنت، مع مشاهدات تصل إلى نصف مليون، مما يدفع لتحقيقات مستقلة حول انتهاكات حقوق الإنسان والقوانين الدولية.
- ردود فعل متباينة من المجتمع الدولي والجيش الإسرائيلي، مع إدانات من مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان ووعود بالتحقيق من الجيش الإسرائيلي في حال ثبوت مخالفات.

في جريمة حرب جديدة، تعكس إلى جانب صفتها الجرمية مرضًا نفسيًا مستشريًا في جيش الاحتلال، الذي يشنّ حرب إبادة على قطاع غزة، نشر جنود إسرائيليون صورًا ولقطات فيديو لأنفسهم وهم يلهون بملابس داخلية نسائية وجدوها في منازل الفلسطينيين في قطاع غزة، مشاهد لا تنفصل عمّا ارتكبوه من جرائم ووثقوها بالصور والفيديوهات، وجرى تداولها دون أن تلقى أي إدانة.

وفي أحد المقاطع المصورة، يجلس جندي إسرائيلي على كرسي بمسندين في غرفة وهو يبتسم ابتسامة عريضة، وفي يد يمسك ببندقية وفي الأخرى قطعة ملابس داخلية تحتية بيضاء من الساتان يدليها فوق فم أحد رفاقه الجنود المفتوح وهو مُستلقٍ على أريكة.

وفي مقطع آخر، يجلس جندي فوق دبابة وهو ممسك بدمية عرض أزياء (مانيكان) ترتدي حمالة صدر سوداء وخوذة ويقول: "عثرت على زوجة جميلة.. علاقة جدية في غزة.. امرأة رائعة".

والمقطعان من بين عشرات صوّرها جنود إسرائيليون ونشروها على الإنترنت لأفراد من القوات في قطاع غزة يعرضون قطع الملابس الداخلية النسائية ويلهون بدمى عرض الأزياء وهي عارية أو مرتدية لبعض تلك القطع. وتلقت صور الملابس الداخلية عشرات الآلاف من المشاهدات، وفي إحدى الحالات اقتربت من نصف مليون مشاهدة بعد أن نشرها يونس الطيراوي، الذي يصف نفسه بأنه مراسل فلسطيني.

وبعدما طُلب منه ذلك، قدم الطيراوي روابط للمنشورات الأصلية التي وضعها جنود إسرائيليون، والتي أعاد نشرها لمتابعيه على منصة "إكس"، وعددهم أكثر من مئة ألف، في الفترة بين 23 فبراير/ شباط الماضي والأول من مارس/ آذار الحالي. وتحققت "رويترز" بعد ذلك بشكل مستقل من ثمانية منشورات على إنستغرام أو يوتيوب.

كذلك نشر الطيراوي صورتين، الأولى لجندي إسرائيلي يقف فاتحاً ذراعيه، وفي الخلفية مجموعة من الملابس الداخلية التي وُضعَت على أسلاك شائكة، والثانية قال إنها لجنديين إسرائيليين من الكتيبة 101 من لواء المظليين يمسكان بفنجان قهوة ويرتدي أحدهما سروالاً نسائياً من الأسفل، بينما يمسك الآخر بيده قطعة ملابس نسائية داخلية، وفقاً لما رصده "العربي الجديد".

وقالت المتحدثة باسم مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، رافينا شامداساني: "نشر مثل تلك اللقطات يشكل إهانة للمرأة الفلسطينية.. ولكل النساء".

وأرسلت "رويترز" تفاصيل عن المنشورات الثمانية التي تحققت منها على يوتيوب أو إنستغرام إلى القوات الإسرائيلية طلباً للتعليق عليها. ورداً على ذلك أرسل متحدث بياناً يقول فيه إن الجيش الإسرائيلي يحقق في تلك الوقائع، التي وصفها بأنها تحيد عن الأوامر والقيم المتوقعة من جنوده، ويحقق في التقارير عن مقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأضاف البيان: "في الحالات التي يثور فيها اشتباه بوجود مخالفة جنائية تبرر فتح تحقيق، تفتح الشرطة العسكرية تحقيقاً"، مضيفاً: "يجب أن نوضح أنه في بعض الحالات التي تم النظر فيها خلصنا إلى أن التعبير أو السلوك الذي اتبعه الجنود في الفيديو غير ملائم وجرى التعامل مع الأمر على هذا الأساس".

وأحجم الجيش الإسرائيلي عن الإفصاح عما إذا كان يشير إلى أي من اللقطات التي أرسلت "رويترز" تفاصيل عنها أو إن كان أي من الجنود المسؤولين قد تعرض للتأديب. ولم يردّ جنود إسرائيليون تمكنت "رويترز" من تحديد هوياتهم على طلبات للتعليق عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

  •  دمى عرض وملابس داخلية

تشمل المنشورات التي جرى التحقق منها صورة لجندي يمسك بدمية عرض أزياء من الخلف ويداه مستقرتان على ثدييها، ولجندي وهو يلهو بدمية نصف عارية.

وتظهر صورة جندياً مع بندقيته وهو يرفع إبهام يده لأعلى في إشارة على الإعجاب والرضا، وهو يجلس على سرير مزدوج تناثرت عليه عبوات ملابس داخلية نسائية.

وقال موقع يوتيوب إنه حذف مقطعاً أشارت إليه "رويترز" بسبب انتهاك سياسات التحرش على المنصة التي تحظر المحتوى الذي كشف عن معلومات شخصية يمكن التعرف إليها. ولم يصدر تعليق من إنستغرام.

إضافة إلى قتل عشرات آلاف الفلسطينيين، وتدمير البنى التحتية، يدفع الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة صوب المجاعة كي يستكمل حرب الإبادة. وقال فريق خبراء الأمم المتحدة أيضاً في تقريره الذي صدر أخيراً، إنه تلقى معلومات من مصادر مؤسسية وأخرى في المجتمع المدني ومن مقابلات مباشرة في الضفة الغربية عن تعرّض الفلسطينيات لعنف جنسي من جنود إسرائيليين.

يقول أرضي إمسيس، الأستاذ المساعد في القانون بجامعة كوينز في كندا، إن تلك المنشورات تنتهك البند الـ27 في معاهدة جنيف الرابعة التي تحكم قواعد معاملة المدنيين في وقت الحرب.

وينص هذا البند على أن من حق المدنيين أن يحظوا بالاحترام لشرفهم وحقوقهم العائلية وعقائدهم الدينية وعاداتهم وتقاليدهم. ويجب حماية النساء بصفة خاصة ضد أي اعتداء على شرفهن.

ويقول أورين بيرسيكو من موقع (سيفينث آي)، أو "العين السابعة" على الإنترنت، الذي يتابع وسائل الإعلام الإسرائيلية، إن لقطات الملابس الداخلية تلك لم تحظّ باهتمام يذكر في إسرائيل. وأضاف أن على النقيض من ذلك، لاقت منشورات تظهر العثور على أسلحة أو رايات حركة حماس في منازل في قطاع غزة انتشاراً واسعاً.

(رويترز، العربي الجديد)