عسكريون تونسيون: تضييق الخناق على "إرهابيي الجبال"

عسكريون تونسيون: تضييق الخناق على "إرهابيي الجبال"

13 ابريل 2017
جاهزية الجيش مكنته من التفوق (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
أكد خبراء عسكريون تونسيون، اليوم الخميس، أن مقاتلي جبال تونس يمرون بمرحلة دقيقة، فهم محاصرون والإمدادات إليهم شحيحة، مشيرين إلى أنهم في أضعف حالاتهم بسبب التضييقات المستمرة التي فرضتها الوحدات العسكرية على المخابئ والجبال التي يتحصنون فيها.

وأكد العقيد في الجيش الوطنى، حسين العبيدلى، أنّ المقاتلين المتحصنين في الجبال يمرون بفترة ضعف، وذلك بفضل الجاهزية العملياتية والميدانية الكاملة لأفراد الجيش الوطني.

وقال في تصريحات إعلامية، اليوم الخميس، إن هذه الجاهزية مكنت الجيش من القيام بعمليات هجومية استباقية وتحقيق العديد من النجاحات في مجال مكافحة الإرهاب، سواء في محافظة جندوبة أو في المناطق الأخرى، على غرار جبال ورغة بالقصرين والمنطقة العسكرية العازلة.

وأفاد العقيد في الجيش الوطني بأن مركز "القوة العسكرية بالشمال" الذي أُحدث سنة 2014 هو منطلق عمليات استخباراتية، ما مكّن من القيام بـ51 عملية تمشيط وتفكيك 9 ألغام واكتشاف 11 مخبئاً والقبض على 14 عنصراً كانوا بصدد الالتحاق بالعناصر المتحصنة بالجبال، بالإضافة إلى نجاحات أخرى من بينها المشاركة في عمليات عسكرية وأمنية.

وقال العميد المتقاعد من الجيش الوطني ورئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل، مختار بن نصر، لـ"العربي الجديد" إنّ تطويق المناطق الجبلية من قبل الوحدات العسكرية واستهداف الأماكن المشتبه بها والاستراتيجية التي تعتمدها العناصر العسكرية ساهمت بشكل كبير في تضييق الحصار على "الجماعات الإرهابية" المتحصنة بالجبال.

وأكدّ أنّ العناصر الإرهابية في مرحلة ضعف في ظل الحصار المفروض عليها، خاصة في  جبال الشمال الغربي وورغة وسمامة والشعانبي، مبينا أن تبادل المعلومات والتعاون القائم بين الوحدات العسكرية التونسية والجزائرية ساهم في تحقيق نتائج أفضل من السابق.

وأضاف ان تأهيل العناصر العسكرية التونسية، وتزويدها بمعدات ووسائل رصد متطورة ومعدات رؤية ليلية ساهم في ضرب مخابئ الإرهابيين وإفشال تحركاتهم ومخططاتهم.

في السياق، اعتبر العقيد المتقاعد في أركان الجيش، محمد صالح الحدري، أن مقاتلي الجبال يمرون بحالة ضعف شديدة، وأن أعدادهم تقلصت بشكل واضح، كما أن الأسلحة التي بحوزتهم غير متطورة والإمدادات التي يحصلون عليها تقلصت بشكل ملحوظ، ولم يعد بإمكانهم البقاء في نفس المكان لمدة طويلة، بسبب التضييقات المستمرة من عناصر الجيش.

وبين أنه خلافا لفترة ما بعد الثورة التونسية حيث كانوا يقيمون معسكرات تدريب وتخييم، وكانوا يتحركون بكل سهولة فإنهم اليوم محاصرون بشدة.

وقال الحدري لـ"العربي الجديد" أنّ "إرهابيي الجبال" يتسللون ما بين جبال الجزائر وتونس ولا يمكنهم التوغل من المناطق الحدودية، معتبراً أن بعض العناصر في وضع ضعيف ورغم أنه لم يتم القضاء عليهم تماماً إلا أنهم محاصرون.

وأضاف أن الطائرات الأخيرة القادمة من أميركا بإمكانها تعقب تحركاتهم والقضاء عليهم ليلا، معتبراً أنهم كانوا في السابق يضعون الألغام في مساحات أكبر، أما اليوم وبسبب الحصار المفروض عليهم، فإنهم يلجؤون إلى زرع الألغام بشكل متفرق وبعدد أقل.

من جهته، قال الضابط العسكري المتقاعد، مصطفى الطابع، لـ"العربي الجديد" إنّ الخطر الإرهابي القادم من العناصر المحاصرة في الجبال يبقى قائماً، وبالتالي لا يمكن الجزم بأن هؤلاء في أضعف حالاتهم، خاصة أنه لا تزال هناك مناطق وعرة في الجبال، لا يمكن التوغل فيها تماما والوصول إليها وهي في الشعانبي مثلا.

وأشار إلى أن الحرب على الإرهاب مستمرة، خاصة أن أحد الجنود أصيب مؤخرا، وبترت ساقه بعد انفجار لغم في جبل الشعانبي، وبالتالي فإن اليقظة مطلوبة والحذر يجب أن يبقى قائما، مبيناً أن الحرب على الإرهاب تعتبر حرب استنزاف قوى، والإرهاب قادر على الضرب في أي مكان، على حد وصفه.

وأكد الطابع أنّ الجبال الممتدة بين تونس والجزائر تفرض مزيداً من التنسيق بين الجيشين، معتبراً أن التغلب على العناصر المتحصنة بالفرار لا يتم فقط بشن ضربات مستمرة، بل بجمع المعلومات والاستخبارات حول أماكن اختبائهم، معتبراً أن هذه العناصر لا تبقى دائما في الجبال، بل تنزل إلى القرى والمدن للحصول على الطعام والمؤونة، وبالتالي فإن المواطن يلعب دوراً مهماً في التبليغ عن بعض العناصر.