بانون يلمّح إلى وقوف قمة الرياض وراء حصار قطر

بانون: ليست مصادفة فرض الحصار على قطر بعد قمة الرياض

24 أكتوبر 2017
بانون: قطر القضية الأهم حالياً في العالم (درو أنغيرر/Getty)
+ الخط -



كشف ستيف بانون، المستشار السابق للشؤون الاستراتيجية في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنّ زيارة الأخير للسعودية، في مايو/أيار الماضي، كانت وراء الحصار المفروض على قطر، والتغييرات داخل المملكة نفسها.

وقال بانون، يوم الإثنين، في مؤتمر بعنوان "مواجهة التطرف العنيف: قطر وإيران والإخوان المسلمون"، استضافه معهد هدسون، وهو مركز بحثي معروف بميوله الصهيونية، إنّ قمة ترامب مع القادة العرب في الرياض، في مايو/أيار الماضي، كانت نقطة انطلاق التصعيد الإقليمي ضد قطر.

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، في 5 يونيو/حزيران الماضي، وفرضت عليها حصاراً برياً وجوياً، إثر حملة افتراءات، قبل أن تقدّم ليل 22 ــ 23 من الشهر نفسه، عبر الوسيط الكويتي، إلى قطر، قائمة مطالب تضمنت 13 بنداً تمسّ جوهر سيادة واستقلاليّة الدوحة.

وقال بانون: "ذهبنا إلى القمة مع الإمارات والسعودية وغيرها؛ والشيء الأول هو أنّه يجب علينا أن نهتم بهذا التمويل للإسلام الراديكالي، وأنّه لا يمكن أن يكون هناك المزيد من ذلك، كما قال الرئيس ترامب".

وتابع "لا يمكنك أن تكون على طريقين. لا يمكنك من جهة أن تقول إنك صديق وحليف، ومن جهة أخرى تموّل جماعة الإخوان المسلمين أو حماس".

واعتبر بانون أنّ زيارة ترامب للرياض، أظهرت أنّ الرئيس الأميركي يرغب في الانخراط مع العالم الإسلامي، وأثبتت أنّ ترامب ومساعديه ليسوا من "الإسلاموفوبيين".

وقال "لا أعتقد أنّها مجرد مصادفة أنّه بعد أسبوعين من هذه القمة، رأيتم الحصار الذي فرضته الإمارات والبحرين ومصر والسعودية على قطر".

ووصف بانون الوضع في قطر بأنّه "القضية الأهم التي تجري حالياً في العالم".


وفضلاً عن كونها المحفّز لحصار قطر، قال بانون إنّ قمة ترامب في الرياض، في مايو/أيار الماضي، أثارت تغييرات داخل المملكة العربية السعودية، بما في ذلك ترقية محمد بن سلمان لمنصب ولي العهد.

وفي هذا الإطار، قال بانون "قبل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، كان هناك ألف رجل دين تم اعتقالهم، أو وُضعوا على نحو ما تحت الإقامة الجبرية".

وفي وقت سابق من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أمرت السعودية باعتقال 20 من علماء الدين البارزين، من بينهم سلمان العودة، أحد أكثر الأصوات الليبرالية داخل المؤسسة الدينية في المملكة.

وأرسلت إدارة ترامب رسائل متضاربة حول الأزمة الخليجية، فبعد أن أعلنت السعودية وحلفاؤها حصار قطر، في يونيو/حزيران الماضي، كتب الرئيس الأميركي تغريدة على "تويتر" تدعم الحصار.

وفي وقت لاحق، اتهم ترامب الدوحة بدعم الإرهاب "على مستوى عال جداً". وجاءت اتهامات ترامب في وقت حذّرت فيه وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، ووزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، من الحصار على الدوحة، وأشادا بدور قطر في المنطقة.

وتستضيف قطر أكبر قاعدة عسكرية أميركية في المنطقة، وهي قاعدة "العُديد الجوية". وفي يوليو/تموز الماضي، وقّعت واشنطن والدوحة اتفاقاً لمكافحة تمويل الإرهاب.

وحذّر وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأسبوع الماضي، من أنّ الحصار على قطر يضرّ بالجهود الدولية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.


وكان بانون، الذي اضطر إلى مغادرة البيت الأبيض في أغسطس/آب الماضي، مستشاراً مقرّباً من ترامب، ويُقال إنّه مسؤول عن السياسات الرئيسية للرئيس الأميركي، بما في ذلك قرار "الحظر الإسلامي"، والذي تم بموجبه منع مسلمين من عدة دول من دخول الولايات المتحدة.

وقد اتُّهم بانون، الذي يصف نفسه بأنّه "شعبوي"، بتأييد العنصرية القائمة على تفوّق البيض ومعاداة السامية، ويحظى موقعه على شبكة الإنترنت "بريتبارت" بشعبية بين محافظي اليمين المتطرف.

كما اتهم بانون قطر بالدفع لمراكز بحثية من أجل تلميع صورتها في الولايات المتحدة، بحسب ادعاءاته، في حين أن الإمارات وظفت شركة علاقات عامة لها علاقات وثيقة ببانون نفسه من أجل التشهير بقطر كجزء من حملتها.

وعند حشره في الزاوية بخصوص علاقاته مع الشركة، قال بانون إنّه لا علاقة له بها.

من جهته، قال السيناتور الجمهوري توم كوتون، خلال المؤتمر، أمس الإثنين، إنّ السياسة الأميركية يجب أن تركّز على فصل قطر عن إيران و"الإخوان المسلمين"، من أجل إعادة الدوحة "إلى القطيع" كحليف استراتيجي للولايات المتحدة.

وكان كوتون، الذي قاد صقور معارضي الاتفاق النووي الإيراني منذ توقيعه في عهد الرئيس باراك أوباما عام 2015، قد وصف إيران بأنّها مصدر كل عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.


من جهته، شدد وزير الدفاع الأميركي الأسبق ليون بانيتا، على ضرورة تشكيل تحالف يضم الدول العربية "المعتدلة" إلى جانب إسرائيل، بمساعدة الولايات المتحدة، يجمعه هدف مواجهة تنظيم "داعش" والإرهاب ومجابهة إيران، ويمكنه حتى القيام بعمليات عسكرية مشتركة ضد أهداف محددة.

واعتبر بانيتا أنّ "سجل قطر متضارب"، متهماً إياها بـ"مساعدة جماعات إرهابية مثل حماس وطالبان"، مشيداً في الوقت عينه بتوقيع الاتفاق بين الدوحة وواشنطن لمكافحة تمويل الإرهاب.

ولفت بانيتا أيضاً إلى جهود تيلرسون لحل الأزمة الخليجية مع الوساطة الكويتية، معتبراً أنّ على قطر "الالتزام بموقف مكافحة الإرهاب، وتحديد موقفها بشكل واضح مع الشركاء في المنطقة، وترجمة أقوالها إلى أفعال".

ولقيت كلمة بانيتا، خلال المؤتمر، مقاطعة اعتراضية من قبل بعض الحضور، لدى حديثه عن الإرهاب، معتبرين أنّ السياسات الأميركية في المنطقة هي السبب في ذلك.

بدوره، قال الجنرال ديفيد بترايوس، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه"، إنّ "قطر قدّمت من جهة 100 مليون دولار لمساعدة الولايات المتحدة فقط لمقرات قاعدتها العسكرية بالشرق الأوسط، ومن جهة أخرى تسمح لقناة الجزيرة باستخدام منصة لمتطرفين إسلاميين".

واعتبر بترايوس في الوقت عينه، أنّ على الولايات المتحدة عدم المبالغة في تعاملها مع قطر، "لأنّ واشنطن هي من طلبت من الدوحة فتح مكتب لطالبان لانخراطهم في العملية السياسية آنذاك، وبشكل ما حتى استضافة قادة حماس".

ورأى بترايوس أنّ بعض المطالب المقدمة من دول حصار قطر "مشروعة ومنطقية"، محذراً في الوقت عينه من انقسام مجلس التعاون الخليجي، ودفع محور في وجه محور آخر بالخليج نفسه.

وأيّد بترايوس أن تقوم واشنطن ببعض الاتصالات لتحديد شروط لا يمكن لأحد تجاوزها بخصوص المخاوف المشتركة في ملف مكافحة تمويل الإرهاب والأشخاص الموضوعين على قائمتها السوداء، آملاً أن تجتمع جميع دول مجلس التعاون الخليجي من جديد للحوار.


(العربي الجديد)



المساهمون