العراق: الصدر يتهم مليشيات مسلحة بسلب الشركات الأجنبية

العراق: الصدر يتهم مليشيات مسلحة بسلب الشركات الأجنبية

22 ديسمبر 2015
الحرب ضد "داعش" ساهمت بانتشار المليشيات في العراق(فرانس برس)
+ الخط -

شنّ زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من مدينة النجف، هجوماً عنيفاً على مليشيات مسلحة وصفها بالـ"وقحة"، متهماً إياها "بارتكاب أعمال سلب منظمة لشركات أجنبية تحت غطاء وزارات أمنية".

ولمح الصدر إلى أنَّ "تلك المليشيات تحاول السيطرة على مدن وسط وجنوب العراق، مستغلةً المعارك الدائرة بين القوات العراقية وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مدن أخرى".

وجاء هجوم زعيم التيار الصدري، في سياق ردٍ على سؤال وجهه عناصر من شرطة محافظة واسط (167 كيلومتراً جنوب بغداد)، حول اعتداء على إحدى الشركات المساندة لشركة "غاز بروم" الروسية في المدينة، من قبل مجاميع مسلحة ترتدي زياً عسكرياً.

وكان رد الصدر على الجواب "نعم، إنَّ المليشيات الوقحة تقوم بأعمال إجرامية بالسلب والدهم والقتل وتحدي الحكومة".

وأضاف في رده الذي نشرته وكالات أنباء محلية، أنَّ المليشيات تحاول فرض سيطرتها على العراق بهذه التصرفات، مستغلةً انشغال من سماهم "بالمجاهدين" في جبهات القتال بمحاربة "الإرهاب".

اقرأ أيضاً: التعاون الخليجي يطالب بإطلاق سراح القطريين المختطفين بالعراق

وذكر أنها "عاثت فساداً في وسط وجنوب البلاد، في محاولة لفرض سيطرتها بالقوة على تلك المناطق، عبر أعمال الإرهاب وتكسير المقرات وتهديد السياسيين والأهالي"، ملمحاً إلى وجود "غطاء أمني من قبل الوزارات الأمنية أو بعض أفرادها لتلك المليشيات".

واعترف المتحدث ذاته، بأنَّ حادثة الاعتداء على الشركات لم تكن الأولى، معتبراً أنها لن تكون الأخيرة، مطالباً الحكومة العراقية بردع حازم لمحاسبة تلك المليشيات وفق القانون، واتهمها بأنها "قامت بتلك الاعتداءات، لأن عناصرها من أصحاب مطامع دنيوية ولا تردعهم لا القوانين المدنية ولا الشرعية".

وكان الصدر الذي يتزعم مليشيا "سرايا السلام المسلحة" التي تشارك الجيش العراقي في معاركه ضد "داعش"، قد كشف في أبريل/نيسان الماضيـ عن انفلات أمني كبير، بسبب المليشيات المسلحة. وأشار إلى أنها "عاثت في الأرض فساداً، وقامت بأعمال قتل وخطف، وانتهاك للحرمات، وخاصةً في العاصمة بغداد".

في هذا السياق، رأى المحلل السياسي واثق الحاتمي أنَّ "بيان الصدر وفضحه لممارسات المليشيات المسلحة، يعتبر إدانة كبيرة لها، كما أنه يبين مدى الانقسام بين تلك المليشيات نفسها".

واعتبر الحاتمي في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن بيان الصدر يأتي في سياق محاولة لتهدئة الشارع العراقي، بعد الكم الهائل من الجرائم التي ارتكبتها المليشيات المسلحة.

وأوضح المحلل العراقي، أن الصدر يحاول النأي بنفسه عن تلك الجرائم، رغم تزعمه لإحدى تلك المليشيات.

ويأتي رد الصدر بعد حادثة سطو مسلح تعرضت لها إحدى شركات المقاولات في مدينة واسط جنوب البلاد، عند حقل بلدة بدرة النفطي شرق المدينة، حيث هاجم مسلحون ينتمون لإحدى المليشيات المسلحة ويرتدون زياً عسكرياً، مقر الشركة.

وكشف مصدر أمني من شرطة واسط في تصريح سابق، أنَّ "عناصر مسلحة هاجمت مقر إحدى شركات المقاولات النفطية ببلدة بدرة شرق مدينة واسط، وسرقت مبلغ 15 مليون دينار وأربع سيارات خاصة بالشركة بقوة السلاح".


اقرأ أيضاً العراق: أهالي الرمادي بين الموت والاعتقال