واشنطن: لماذا بكت النائبتان طليب وعمر في مؤتمر صحافي لكبرى النقابات؟

واشنطن: لماذا بكت النائبتان طليب وعمر في مؤتمر صحافي لكبرى النقابات؟

واشنطن
صورة
محمد البديوي
محمد البديوي
15 ديسمبر 2023
+ الخط -

بكت النائبتان في الكونغرس الأميركي إلهان عمر ورشيدة طليب خلال إلقاء كلمتيهما في مؤتمر صحافي عُقد، أمس الخميس، لكبرى النقابات في أميركا أمام مبنى الكونغرس الأميركي في واشنطن للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.

وشارك في المؤتمر الصحافي الذي طالب بوقف دائم لإطلاق النار في غزة كل من: اتحاد نقابات عمال السيارات وهي أكبر النقابات في أميركا، نقابة عمال البريد الأميركية، اتحاد عمال الكهرباء، ائتلاف الاتحاد العمالي النسائي وشبكة العمال الوطنية، وتضم هذه النقابات عشرات الملايين من العمال الأميركيين، كما شارك في المؤتمر الصحافي حركتا أطباء من أجل وقف إطلاق النار ومعلمين من أجل وقف إطلاق النار، وحذر متحدثون الرئيس الأميركي جو بايدن من أن استمرار الحرب في غزة سيؤثر على موقفه في الانتخابات المقبلة.

وقالت رشيدة طليب، وهى تبكي، متحدثة عن والدها "تعلمون أنني ابنة فخورة لأحد العاملين في UAW، ولو كان أبي هنا لكان فخوراً جداً فقد علمته النقابة أنه يستحق المعاملة بكرامة وإنسانية، وذلك على الرغم من أنه حصل على تعليم الصف الرابع فقط وأنه فلسطيني ومسلم، متساو في حقوقه مع أي عامل آخر".

وأضافت طليب أن "الشعب الأميركي متعب من تمويل الحروب"، مشيرة إلى أن "بايدن، الذي يقول إنه الرئيس الأكثر تأييداً للنقابات في التاريخ الأميركي، يتجاهل أصوات العمال في جميع أنحاء البلاد الذين يطالبون بالكرامة الإنسانية ليس فقط لعائلاتهم وإنما أيضاً للعائلات في غزة وفي جميع أنحاء العالم".

وأشارت طليب إلى أن "الحكومة تستجيب للضغوط وأننا بحاجة إلى المزيد من الأشخاص، الذين يدعون قادتنا المنتخبين، إلى التحرك بشكل عاجل لإنقاذ الأرواح"، وقالت "غالبية الأميركيين يؤيدون وقف إطلاق النار، وفي ميشيغان 71 بالمائة من الديموقراطيين يؤيدون وقف إطلاق النار، وحتى لو كان الكونغرس يرفض الاعتراف بذلك فلن يتمكنوا من إسكات أصوات المواطنين الذين يمثلونهم".

وانتقدت طليب زملاءها في الكونغرس الذين يرفضون وقف إطلاق النار، مستنكرة أن "قتل أكثر من 18000 فلسطيني من بينهم أكثر من 7000 طفل ليس كافياً لهؤلاء الأعضاء للمطالبة بوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة".

وقالت طليب إن "الشعب الأميركي يطالب بأن يُسمع صوته، ففي جميع أنحاء البلاد أغلقت الصناعة والشركات أبوابها وخرج العمال من وظائفهم تضامناً مع حركة حقوق الإنسان الفلسطينية، وحركتنا من أجل وقف إطلاق النار تنمو يوماً بعد يوم، نحن جميعا نشعر بذلك. يخرج ملايين الأشخاص حول العالم في الشوارع مطالبين بوقف إطلاق النار، وما أحبه أنهم ليسوا عرباً ومسلمين وفلسطينيين فقط، وإنما من مختلف أطياف المجتمع".

وأكدت طليب "لن نتوقف عن المطالبة بأن يرى بايدن الفلسطينيين على أنهم بشر متساوون في الحقوق، فالأطفال الفلسطينيون يستحقون أن يكبروا وأن يعيشوا. نرفع صوتنا الجماعي لنقول كفى.. يجب وقف إطلاق النار الآن ووقف تمويل جرائم الحرب". وهتفت "أوقفوا تمويل قتل الأطفال الأبرياء والأمهات والآباء.. أوقفوا القتل. نحن جميعاً لن نسكت حتى عندما يحاولون إسكات صوتنا".

وقالت كوري بوش، نائبة في مجلس النواب الأميركي، "أعلم أن الرسالة التأسيسية لكل نقابة هي الوقوف مع الناس والنضال من أجل كرامتهم والدفاع عن الأشخاص الأكثر تهميشاً. أعضاء وقادة النقابات هنا اليوم وهم جزء من تحالف متنامٍ من النقابات الوطنية والمحلية الذين يقفون ويطالبون بوقف فوري ودائم لإطلاق النار، لأنهم يعرفون أن دفاعهم عن حقوق العمال وجميع الناس ليس له حدود".

وأضافت بوش أنهم "أتوا كعمال من أنحاء البلاد من أجل المساعدة في إقناع المشرعين هنا بالعمل بشكل جماعي لوقف القتل ووقف المجاعة وتشريد الفلسطينيين وإنهاء التواطؤ في جرائم الحرب "، ووجهت الشكر لهم على تضامنهم ودفاعهم عن الإنسانية، وقالت "إنسانيتنا تحتاج إلى وقف لإطلاق النار، ولا يمكننا أن نكون صامتين ونحن نعلم أننا عندما نقف وعندما نتكلم وعندما نقاتل فإننا ننتصر".

من جانبه، قال شون فاين، رئيس نقابة عمال السيارات بالولايات المتحدة، "نحن كنقابة نفخر بتواجدنا هنا مع زملائنا في الأسرة النقابية ومع بعض أعضاء الكونغرس للدعوة إلى السلام والدعوة إلى وقف إطلاق النار"، مشدداً على أنه يجب حماية المدنيين الأبرياء، مشيراً إلى أن "الطريق الوحيد للمضي قدماً هو بناء السلام والعدالة الاجتماعية عبر وقف إطلاق النار".

وتابع فاين "بينما ندعو إلى وقف إطلاق النار، فإننا ندين أيضاً معاداة السامية والإسلاموفوبيا، والتي تنمو في أمتنا في هذه اللحظة ويجب أن تتوقف، خاصة أن النقابات توفر جسراً نحو مكافحة جميع أشكال الكراهية والرهاب والعنصرية والتمييز الجنسي ومعاداة السامية ورهاب المثلية وكراهية الإسلام، والمزيد. نحن كأعضاء في الاتحاد يجب علينا أن نناضل من أجل جميع العمال والشعوب التي تعاني في جميع أنحاء العالم. وهذا يعني أنه يجب علينا استعادة حقوق الناس الأساسية والسماح بتوافر المياه والغذاء والوقود ودخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، كما علينا أيضاً أن ندعو إلى إطلاق سراح جميع الرهائن".

من جانبها وجهت إلهان عمر الشكر لقادة النقابات المشاركة في المؤتمر الصحافي، وتساءلت وهي تبكي "كم عدد الأطفال الآخرين الذين يجب أن يُقتلوا قبل أن تتصرف الولايات المتحدة؟"، وأشارت إلى "استهزاء بينامين نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة بالرئيس جو بايدن، وإعلانهم بشكل شبه يومي أنهم لن يلتزموا بأي خطوط حمراء تضعها الولايات المتحدة، ولن يقللوا من الخسائر في صفوف المدنيين ولن يسمحوا بأي حق في تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وتأكيدهم أنهم سوف يحتلون غزة بشكل غير قانوني إلى أجل غير مسمى".

وانتقدت عمر موقف الولايات المتحدة الرافض لوقف إطلاق النار، وأشارت إلى أن حكومة نتنياهو توضح بشكل يومي تقريباً أنه لا يوجد مكان آمن في غزة، بما في ذلك الأماكن التي يطالبون الفلسطينيين بالنزوح إليها. وقالت إنهم "يوضحون أنهم سوف يرتكبون جرائم حرب بشكل يومي تقريباً بينما يراقب العالم استخدام الفسفور الأبيض، ومع ذلك تستمر حكومتنا في إرسال القنابل التي تستخدم لقتل الأطفال، وتطلب تمويل بنحو 10 مليارات دولار من أموال دافعي الضرائب لمواصلة جرائم الحرب".

ذات صلة

الصورة
فرحة الحصول على الخبز (محمد الحجار)

مجتمع

للمرة الأولى منذ أشهر، وفي ظل الحصار والإبادة والتجويع التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على شمال قطاع غزة، تناول أهالي الشمال الخبز وشعر الأطفال بالشبع.
الصورة
جدارية داعمة لفلسطين وغزة في حرم جامعة بيتزر كولدج في الولايات المتحدة الأميركية - 10 إبريل 2024 (Getty)

مجتمع

أعلنت حركة مقاطعة إسرائيل أنّ مجلس جامعة "بيتزر كولدج" الأميركية صوّت لمصلحة مقاطعة المؤسسات التعليمية الإسرائيلية، غير أنّ رئيسها استخدم حق "الفيتو".
الصورة

منوعات

تواجه المذيعة الدولية لشبكة "سي أن أن" الأميركية كريستيان أمانبور، غضباً وردات أفعال منتقدة، بعد أن زعمت أنه لا يوجد صحافيون على الأرض في غزة.
الصورة
مظاهرة في برلين بعد منع مؤتمر فلسطين 13 إبريل 2024

سياسة

خرجت مظاهرة، ظهر السبت، في برلين احتجاجاً على قيام الشرطة الألمانيّة بمنع انعقاد مؤتمر فلسطين، أمس الجمعة، إضافة لمنع الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة

المساهمون