مواقف دولية غاضبة من استخدام العنف ضدّ المتظاهرين في السودان

مواقف دولية غاضبة من استخدام العنف والرصاص ضدّ المتظاهرين في السودان

18 يناير 2022
دعوات دولية إلى إنهاء العنف في السودان (تويتر)
+ الخط -

أثارت موجة العنف ضد المتظاهرين السلميين في السودان، انتقادات دولية واسعة. فيما شهدت العاصمة السعودية الرياض احتضان مؤتمر دولي لأصدقاء السودان.

وقُتل 7 أشخاص، أمس الإثنين، وأصيب العشرات بالرصاص الحي، خلال مشاركتهم بوسط الخرطوم في احتجاجات تدعو إلى إسقاط الانقلاب العسكري وعودة الحكم المدني، كما تواصل السلطات الأمنية حملة اعتقالات واسعة في صفوف المدنيين.

وقال مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمن، جوزيب بوريل، إن "الاستخدام المشوه للقوة، والعنف ضد المدنيين، والاحتجاز المستمر للصحافيين والناشطين، تضع السودان على طريق خطير بعيدًا عن السلام والاستقرار، وعن اغتنام الفرصة للتوصل إلى حل يمكن للمشاورات بقيادة الأمم المتحدة أن تحققه".

ويخشى مراقبون للوضع في السودان، من أن تؤدي أعمال العنف الأخيرة إلى عرقلة جهود الأمم المتحدة لترتيب حوار بين المدنيين والعسكريين، للخروج بتوافق ينهي الأزمة المتفاقمة عقب الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 71 شخصاً وجرح العشرات.

وذكر بوريل في بيانه أن الدعوات التي أطلقها الاتحاد الأوربي والمجتمع الدولي، على مدى الأشهر الماضية، للسلطات العسكرية وحثها على الامتناع عن استهداف المتظاهرين السلميين "لم تلق آذاناً صاغية"، مشيراً إلى أن "الاستخدام المشوه للقوة والاحتجاز المستمر للمدنيين يؤكدان أن السلطات العسكرية ليست مستعدة لإيجاد حل تفاوضي وسلمي للأزمة".

في هذه الأثناء، احتضنت العاصمة السعودية الرياض، اليوم الثلاثاء، مؤتمراً لمجموعة أصدقاء السودان، والتي تضم عدداً من الدول.

وذكر رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتس، في تغريدة له على هامش مشاركته الافتراضية في المؤتمر، أن "هناك قلقا عميقا بشأن عنف الأمس"، مشدّداً على الحاجة إلى الدعم الدولي، واستخدام وسائل التأثير المتوفرة، وعلى أن يتماشى دعم العملية مع الدعم الفعال لوقف العنف.

يشارك في مؤتمر السعودية، كل من مساعدة وزير الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية، مولي في، والمبعوث الخاص الجديد إلى القرن الأفريقي، ديفيد ساترفيلد، والمتوقع وصولهما إلى الخرطوم خلال الساعات المقبلة، وذلك في محاولة منهما لمساعدة السودانيين على إيجاد حل للتوتر المتصاعد في البلاد.

من جهتها، قالت وزيرة شؤون أفريقيا ببريطانيا، فيكي فورد، إنها تشعر بالصدمة من تصرفات قوات الأمن السودانية بالرد مرة أخرى على الاحتجاجات السلمية بالذخيرة الحية، منوهة إلى أن "كل حالة وفاة تعتبر مأساة"، على حد تعبيرها.

وحثت الوزيرة البريطانية، السلطات السودانية، على إظهار التزام حقيقي بالمشاورات التي تديرها الأمم المتحدة، وأن توقف إراقة الدماء.

أما مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في جنيف، فقد أصدر بياناً هو الآخر، قال فيه، إن "الوضع في السودان ما زال يثير القلق الجدي مع تواصل قتل وإصابة المتظاهرين السلميين من قبل أجهزة الأمن بشكل شبه يومي، بالإضافة إلى استمرار القمع ضد معارضي السلطات والصحافيين المستقلين".

وأوضح المكتب أن فرعه في السودان، لاحظ أن 25 بالمائة من المصابين تعرضوا مباشرة لعبوات الغاز المسيل للدموع بشكل أفقي بما يخالف المعايير الدولية.

وكرر البيان مطالبته للسلطات السودانية بالتوقف الفوري عن الاستخدام غير المتناسب وغير الضروري للقوة، بما في ذلك استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين السلميين، وشدد على إجراء تحقيقات شاملة وسريعة ومستقلة، مع ضمان تقديم مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان للعدالة.

وعدد مجلس حقوق الإنسان، جملة من الانتهاكات بحق المدنيين، من بينها الاعتقالات والحجز التعسفي ضد المتظاهرين والصحافيين، واقتحام منازل الناشطين والمستشفيات، ومنع المتظاهرين من الحصول على الرعاية الصحية. ونادت المفوضة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشليه، إلى حوار جاد وشامل وتشاركي لضمان العودة السريعة إلى الحكم المدني في السودان.

المساهمون