منعطف مفصلي في أحداث 6 يناير: الكونغرس يستدعي ترامب

منعطف مفصلي في أحداث 6 يناير: الكونغرس يستدعي ترامب

15 أكتوبر 2022
من جلسة لجنة التحقيق مساء الخميس (جايبن بوتسفورد/Getty)
+ الخط -

لم يخرج الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من دائرة الشكوك والاتهامات، بعد كشف لجنة التحقيق بأحداث 6 يناير/ كانون الثاني 2021 في الكونغرس، مساء أول من أمس الخميس، النقاب عن "المفاجآت" التي توعّدت بها.

وبين شريط فيديو يُنشر للمرة الأولى، يتضمن مشاهد متعلقة بيوم اقتحام "كابيتول هيل"، مقرّ الكونغرس، وبين تبيان كيفية إصدار ترامب قراراته بسحب الجيش الأميركي من أفغانستان والصومال، صوّتت اللجنة لصالح استدعاء الرئيس السابق للاستماع إلى شهادته.

ومن أصل 46 رئيساً مرّوا في تاريخ الولايات المتحدة، استُدعي رئيسان سابقان إلى الكونغرس: الرئيس السادس جون كوينسي آدامز (1825 – 1829)، والرئيس العاشر جون تايلر (1841 – 1845). وقدم آدامز إفادة مكتوبة للكونغرس، بينما أدلى تايلر بشهادته.

وجوب الحصول على شهادة ترامب

وشدّدت النائبة الجمهورية في مجلس النواب ليز تشيني، وهي نائبة رئيس اللجنة ومعارضة لترامب، على وجوب "أن نسعى للحصول على الشهادة (من ترامب) تحت القسم، فهو اللاعب الرئيسي في أحداث 6 يناير". وقال رئيس اللجنة، الديمقراطي بيني تومسون: "من واجبنا أن نستمع إلى شهادة دونالد ترامب". واللجنة مشكّلة من سبعة ديمقراطيين واثنين من الجمهوريين.

ولم يتأخر رد الرئيس السابق، بل تساءل عن سبب عدم استدعائه للإدلاء بشهادته أمامها في وقت سابق. وقال ترامب على حسابه في شبكة "تروث سوشال" للتواصل الاجتماعي: "لماذا لم تطلب مني اللجنة غير المنتخبة أن أدلي بشهادتي منذ أشهر؟".

وأضاف: "لماذا انتظروا حتى النهاية، حتى اللحظات الأخيرة من اجتماعهم الأخير؟"، معتبراً "أن اللجنة هي عبارة عن إخفاق كامل ولم تعمل إلا على زيادة تقسيم بلادنا".

قد يحضر ترامب جلسة الاستماع من دون الإجابة عن الأسئلة
 

وجاء حديث ترامب على منصته "تروث سوشال" بعد 24 ساعة من سماح شركة "غوغل" بعرض تطبيق المنصة على "بلاي ستور"، متجر تنزيل التطبيقات على الأجهزة العاملة بنظام "أندرويد".

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن جلسة الاستماع، مساء الخميس، كانت التاسعة والأخيرة للجنة التحقيق، قبل أسابيع من الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي، المقررة في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، واعتبرت أن استدعاء ترامب جاء نتيجة للمداولات والشهادات التي حصلت عليها اللجنة في الجلسات السابقة.

وتطرقت الصحيفة إلى شريط فيديو لم يُنشر سابقاً، وتم تسجيله في مكان آمن، خلال يوم الاقتحام. وأظهرت مقتطفات منه تجمّع قادة الكونغرس بعد إجلائهم منه، وسط حالة من الصدمة، ومنهم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، التي سعت للتواصل مع المسؤولين الأمنيين لوقف الاقتحام "والتوسل للحرس الوطني لإخماد العنف"، أو عبر إصدار ترامب أوامره بسحب أنصاره من "كابيتول هيل".

وفي الفيديو أيضاً، قال السيناتور الديمقراطي تشاك شومر الغاضب بشكل واضح أنه "سيتصل بوزير الدفاع اللعين (كريستوفر ميلر)". وبعدها، اتصل شومر بوزير العدل بالنيابة جيفري روزن، وقال له: "لمَ لا تجعلون الرئيس يطلب منهم مغادرة كابيتول هيل في إطار صلاحياتكم في إنفاذ القانون؟".

وذكرت "نيويورك تايمز" أن أحد أعضاء لجنة التحقيق كشف أن ترامب وضع خطة لإعلان الفوز في يوم الانتخابات الرئاسية، في 3 نوفمبر 2020. حتى أنه جهّز خطاباً في هذا الصدد جاء فيه: "تُظهر بطاقات الاقتراع التي تم فرزها بحلول الموعد النهائي لفرز الأصوات، أن الشعب الأميركي قد منحني شرف إعادة انتخابي رئيساً للولايات المتحدة".

واعتبرت اللجنة أن رئيس مجموعة "جوديشال ووتش" الناشط اليميني توم فيتون، هو الذي اقترح على ترامب استخدام هذه العبارة، لنزع الصفة القانونية عن الأصوات المبكرة والغائبة.

ووفقاً لشهادة كاسيدي هاتشينسون، إحدى أبرز مساعدي كبير موظفي البيت الأبيض السابق مارك ميدوز، فإن ترامب دعا أنصاره للتوجه إلى "كابيتول هيل" في 6 يناير، في اليوم الذي سيصدّق فيه الكونغرس على نتائج الانتخابات الرئاسية. وذكرت هاتشينسون أن "ترامب قال شيئاً ذا تأثير لميدوز: لا أريد أن يعرف الناس أننا خسرنا. إنه أمر محرج".

وبحسب "نيويورك تايمز"، فإنه بالإضافة إلى هذه التطورات، فقد أفادت لجنة التحقيق بأن الخدمة السرية كانت على علم باستخدام بعض أنصار ترامب المنتديات على الإنترنت لمناقشة خطط عنفية، بما في ذلك اقتحام مبنى "كابيتول هيل".

وذكرت اللجنة أن ترامب وأعضاء بارزين في الحرس الوطني كانوا يعلمون في يوم الهجوم أن العديد من الناس، الذين تجمعوا لسماعه في واشنطن، كانوا يحملون أسلحة وربما كانوا خطرين.

خيارات ترامب القانونية

ومن المتوقع أن يرفض ترامب الإجابة عن أي سؤال في حال حضوره جلسة الاستماع، مستنداً إلى التعديل الدستوري الخامس، الذي تمسك به العديد من الشهود السابقين أمام لجنة التحقيق. وفي حال لم يمتثل ترامب للاستدعاء، فقد يواجه اتهامات جنائية والسجن. وسبق أن رفض كبير مساعديه السابقين، ستيف بانون، المثول أمام اللجنة، فأُدين في يوليو/ تموز بتهمة الازدراء الجنائي للكونغرس.

وبالإضافة إلى الاستدعاء، فقد رفضت المحكمة العليا، الخميس أيضاً، طلباً من ترامب للتدخل في الدعوى القضائية بشأن الوثائق التي تمّت مصادرتها أثناء مداهمة منتجعه في مارآلاغو ـ فلوريدا في أغسطس/ آب الماضي. ويعني قرار المحكمة أن ترامب لن يتمكن من الوصول إلى الوثائق التي صادرها مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي".

ترامب: اللجنة هي عبارة عن إخفاق كامل ولم تعمل إلا على زيادة تقسيم بلادنا

 

بدورها، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن "ترامب أمر وزارة الدفاع بسحب جميع القوات الأميركية سريعاً من أفغانستان والصومال، في أعقاب خسارته في الانتخابات، وهو ما أثار قلق كبار مساعديه الذين كانوا يخشون من أن تكون لذلك عواقب كارثية"، خصوصاً رئيس الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، الذي وصف القرار بالانسحاب من أفغانستان بـ"الغريب" وبـ"احتمال تشكيله خطورة كبيرة".

وفي حين واصل بايدن خطة ترامب بالانسحاب من أفغانستان، إلا أنه عَكَس قرار سلفه في ملف الصومال، ناشراً مئات الجنود الأميركيين فيه.

وتأتي هذه التطورات قبل الانتخابات النصفية، والتي يحاول فيها الحزب الديمقراطي التمسك بمجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس، على وقع تراجع شعبية بايدن. في المقابل، باشر ترامب خطوات الترشح مرة أخرى لرئاسة الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة، على الرغم من عدم إعلانه ذلك رسمياً بعد.

(العربي الجديد، فرانس برس، أسوشييتد برس)

المساهمون