مقتل مدنيين في ريف حلب ونجاة قيادي للمعارضة بدرعا من محاولة اغتيال

مقتل مدنيين في ريف حلب ونجاة قيادي للمعارضة بدرعا من محاولة اغتيال

23 مارس 2021
الهجمات تتصاعد في ريف درعا الغربي (Getty)
+ الخط -

نجا قيادي سابق في فصائل المعارضة السورية المسلحة من عملية اغتيال استهدفته الليلة الماضية في ريف درعا الغربي، جنوبي سورية، فيما قتل أربعة أشخاص من عائلة واحدة بهجوم جديد من مجهولين في ريف حلب، الخاضع لسيطرة النظام السوري ومليشياته.
وقال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" إن القيادي السابق في فصيل "كتيبة أحرار الجولان"، المدعو حسن علي عجاج، نجا من محاولة اغتيال طاولته بأثناء وجوده في مدينة المزيريب بريف درعا الغربي، مضيفاً أن مسلحين مجهولين نصبوا كميناً للقيادي، إلا أنه نجا دون أضرار.
وأضاف الحوراني أن الكمين نُصب بالقرب من منزل القيادي عند بحيرة المزيريب حيث اشتبك مع المهاجمين الذين فروا بواسطة دراجات نارية، مشيراً إلى أن القيادي المذكور يعمل حالياً مع عناصره ضمن "الفرقة الرابعة" في المنطقة الغربية من محافظة درعا.
وأشار الناشط إلى أن القيادي معروف بأنه من وجهاء المنطقة وذو تأثير فيها، وكانت له يد في تجنيد الكثير من أبناء المنطقة ضمن "الفرقة الرابعة" بعد إجراء المصالحة والتسوية مع النظام، وكان قد تعرض في بداية العام لهجوم مماثل أدى حينها إلى مقتل عضو في اللجنة المركزية لدرعا.
ويشهد ريف درعا الغربي تصاعداً في وتيرة الهجمات وعمليات الاغتيال التي تطاول قياديين وعناصر سابقين في المعارضة السورية المسلحة، وعناصر يعملون حالياً ضمن مليشيات النظام السوري، أو رفضوا الانخراط في صفوف الأخيرة.
إلى ذلك، قالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن أربعة مدنيين من عائلة واحدة، هم رجل وزوجته وابناه، قُتلوا جميعاً بهجوم شنّه مجهولون عليهم في أثناء عملهم في جمع الكمأة بريف حلب الشرقي الخاضع لسيطرة النظام السوري والمليشيات التابعة له.
وقالت المصادر، التي اشترطت عدم كشف هويتها، إن الهجوم وقع في البادية قرب قرية المحسن جنوب ناحية مسكنة في ريف حلب الشرقي، مشيرة إلى وجود اتهامات للمليشيات التابعة للنظام بالوقوف وراء الهجوم بدافع السرقة أو عمليات انتقامية. وشهدت البادية الخاضعة للنظام أخيراً العديد من الهجمات المماثلة، كان آخرها الهجوم على مجموعة من المدنيين في منطقة جبل البلعاس بريف حمص، حيث قتل ثلاثة وجرح 6 وفقد ثمانية آخرون.
وفي دير الزور شرقي البلاد، هاجم مجهولون مقر القيادة العامة لـ"لواء البصيرة" التابع لـ"مجلس دير الزور العسكري" التابع لمليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، الأمر الذي أدى إلى وقوع إصابات في المقر. وذكرت مصادر "العربي الجديد" أن الهجوم ترافق مع إطلاق قذائف صاروخية على المقر، تلاه اشتباك مع حراس المقر قبل الفرار إلى جهة مجهولة.

وجلبت المليشيا تعزيزات إلى المقر، وقامت بعمليات تمشيط في محيطه، وفي غضون ذلك تعرضت أيضاً لهجوم آخر جرى على إثره اشتباك قبل فرار المهاجمين إلى جهة مجهولة. وكانت "قسد" قد تعرضت أمس لعدة هجمات في مناطق متفرقة، وتكررت الهجمات على المليشيا في الآونة الأخيرة، موقعة خسائر بشرية في صفوفها.

النظام يغلق ممرات مع "قسد"
أغلق النظام السوري، اليوم الثلاثاء، معبرين يصلان مناطق سيطرته في الرقة وحلب بمناطق سيطرة مليشيات "قسد"، فيما شنت الأخيرة حملتي مداهمات واعتقالات في الحسكة والرقة طاولت منازل وخيام.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن قوات النظام السوري أغلقت اليوم معبر الطبقة الواصل بين مناطقها ومناطق "قسد" في ريف الرقة، وأغلقت أيضاً معبر التايهة في ناحية منبج الواصل بين مناطقها ومناطق "قسد" في ريف حلب الشمالي الشرقي، وأضافت المصادر أن الإغلاق جاء فجأةً.
وأوضحت المصادر، بشرط عدم ذكر اسمها، أن قوات النظام منعت الجميع من العبور حتى الحالات الإنسانية والمرضى، كذلك منعت التجار من نقل البضائع، ولم تعرف الأسباب وراء حركة النظام الأخيرة، وما إذا كانت مرتبطة بتوتر جديد بين الطرفين. وقالت المصادر إن الإغلاق المفاجئ سبّب حشداً عند الممرين.
وفي غضون ذلك، نقلت قوات النظام، وفق المصادر، مجموعات من قواتها في ريف الرقة الغربي إلى ناحية سراقب في ريف إدلب الشرقي. وذكرت مصادر "العربي الجديد" أن الذين نقلتهم هم من "الفيلق الخامس" و"الدفاع الوطني"، بهدف تعزيز وجودها في ناحية سراقب.

"قسد" تشن حملة اعتقالات
من جانبها شنّت "قسد" حملة اعتقالات في القسم الخامس من مخيم الهول بريف الحسكة الشرقي، طاولت مجموعة من الأشخاص، بينهم نساء، ويأتي ذلك على خلفية عمليات القتل التي حدثت أخيراً في المخيم بحق لاجئين عراقيين.
ويضم القسم الخامس من مخيم الهول لاجئين عراقيي الجنسية إلى جانب الآلاف من ذوي عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، وجلّهم من العراقيين أيضاً. وشهد القسم السادس من المخيم الذي يضم نازحين سوريين الليلة الماضية حريقاً مجهول المصدر أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص، بينهم امرأة.
وذكرت مصادر "العربي الجديد" أن "قسد" شنّت حملة اعتقالات أيضاً في قرية السمرا بريف الرقة الشرقي، طاولت شباناً في القرية. وأوضحت المصادر أن الحملة جاءت بهدف إلقاء القبض على مطلوبين للتجنيد الإجباري وشبان خاضوا عراكاً مع عناصر من المليشيا في وقت سابق.

انفجار سيارة مفخخة

إلى ذلك، انفجرت سيارة مفخخة على طريق الصناعة شرق مدينة رأس العين الخاضعة لسيطرة "الجيش الوطني السوري" في ريف الحسكة شمالي البلاد، وذكرت مصادر "العربي الجديد" أن التفجير أدى إلى مقتل شخص يرجح أنه سائق السيارة.
ولجأت قوات الأمن إلى تطويق المكان ومنع المدنيين من الاقتراب، خوفاً من وجود عبوة أخرى حيث تشهد المدينة بشكل متكرر عمليات مماثلة أدت إلى خسائر بشرية بين المدنيين وعناصر الجيش.
وكان الناطق الرسمي باسم "الجيش الوطني" المعارض، الرائد يوسف حمود، قد أكد أمس لـ "العربي الجديد" أن فرق الهندسة التابعة للجيش تمكنت أمس من إحباط ثلاث عمليات تفجير، كان الهدف منها استهداف المناطق الحيوية داخل مدينة عفرين وزعزعة الأمن والاستقرار ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات" في ريف حلب.

المساهمون