لبنان: لا بوادر للحل مع السعودية وسط ترقب للقاء ميقاتي وماكرون

لبنان: لا بوادر للحل مع السعودية وسط ترقب للقاء ميقاتي وماكرون

01 نوفمبر 2021
يأتي لقاء ماكرون وميقاتي "امتداداً لاجتماعاتهما في باريس ونظراً لتطوّرات لبنان" (Getty)
+ الخط -

لا بوادر حتى الآن لأيّ حلٍّ على خطّ أزمة لبنان والسعودية، فعلى المستوى الداخلي ما يزال التخبّط سيد المشهد، بين الاستقالة على مستوى وزير الإعلام جورج قرداحي أو الحكومة ككل، رغم أنَّ المواقفَ المعلنة لغايةِ اللحظة تؤكد أنَّ المسارَيْن غير واردَيْن، بينما يشهد المستوى الخارجي محاولات لاحتواء الأزمة مع فرنسا والولايات المتحدة، بينما فضّلت دولٌ عربية الاستنكار لا المقاطعة.

خلية الأزمة التي أنشئت بتوجيهٍ من رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، الذي لم يقطع رحلته من قمة غلاسكو للمناخ، فشلت في الجولة الأولى في الخروج بقرار واضح باستثناء عدم استقالة الحكومة، ويؤكد مصدرٌ وزاري من داخلها لـ"العربي الجديد" أن "البحث كان يرتكز على استقالة قرداحي، بيد أن المقترح واجه اعتراضاً شرساً من جانب حزب الله وحركة أمل وتيار المردة، مرفقاً بتهديداتٍ باستقالاتٍ متتالية من شأنها أن تطيح الحكومة، وهو ما ساهم في تبديل الأوراق وأخذ النقاش إلى مكانٍ آخر وعطّل عمل الخلية".

وقال المصدر إن "المواقف السعودية كانت واضحة بأن استقالة وزير الاعلام أو إقالته لم تعد مجدية، فالمشكلة ليست مرتبطة فقط بتصريح قرداحي بل بسياسة الحكومة والدولة إيرانياً، ومع ذلك هناك إصرار من جانب ميقاتي على مواصلة اتصالاته الخارجية والاستفادة لا سيما من وساطات أميركية فرنسية وعربياً لمساعدة لبنان في التوصل إلى حلٍّ يرضي المملكة، وسيلتقي على هامش قمة المناخ مسؤولي عددٍ من الدول العربية والغربية طلباً للمساعدة".

لقاء بين ماكرون وميقاتي

يلتقي اليوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نجيب ميقاتي على هامش الدورة 26 من قمة غلاسكو للمناخ، وذلك "امتداداً لاجتماعاتهما في باريس ونظراً للتطورات الأخيرة في لبنان"، وفق ما يؤكّد مصدر دبلوماسي فرنسي لـ"العربي الجديد".

ويقول المصدر "إن موقف فرنسا ثابت، بأنّ الوضع في لبنان يتطلّب إجراءات عاجلة وإصلاحات فورية، فضلاً عن دعم جميع الشركات لمساعدة لبنان والشعب اللبناني بهدف مواجهة التحديات".

وبدأ السفراء اللبنانيون في الدول الخليجية التي طلبت مغادرتهم بعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع لبنان بالمغادرة، وقال السفير اللبناني في الكويت هادي هاشم في بيان "قبيل ساعات قليلة على مغادرتي دولة الكويت الشقيقة لا بد لي أن أشكر كل من سهّل مهمتي وساعدني على تحقيق ما استطعت إنجازه خلال سنة من الزمن"، خاتماً بيانه بـ"أمل اللقاء القريب".

"هجوم مفتعل"

ويواصل "حزب الله" إصدار مواقف موجّهة ضد السعودية، إذ أشار الرئيس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين إلى أن "الهجمة السعودية على وزير الإعلام جورج قرداحي مفتعلة"، معتبراً أنّ "ما تفعله السعودية في لبنان تدين نفسها به، لأنها تريد أن تقول أنا الذي أخرّب البلد وأحاصره، وهم وراء هذا التهديد، إذ يريدون أن يقولوا للبنانيين إن حياتكم ومعيشتكم ومستقبلكم بأيدينا".

وقال صفي الدين في تصريحات صحافية إن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يعيش اليوم حالة من القلق وسوف يواجه مأزقاً كبيراً بعد سقوط مأرب والخوف والقلق من ضياع كل الأوهام التي جاء بها، وهذه الخشية هي جزء مما يواجهه لبنان و"فشة خلق" باللبنانيين".

وخرجت مواقف علنية من وزراء لبنانيين أبدوا امتعاضهم من سلوك "حزب الله" و"تيار المردة" (يرأسه سليمان فرنجية)، أبرزهم وزير الاقتصاد أمين سلام الذي سُرِّب اسمه بأنه قد يكون من الوزراء الذين سيقدمون استقالتهم، لكنه أكد أنه لن يتخلّى عن مسؤولياته.

وألمح سلام في مقابلة تلفزيونية له مساء أمس عبر قناة "LBCI" اللبنانية إلى أنّ المواقف التصاعدية لم تسهّل الحل، غامزاً من قناة مواقف سليمان فرنجية بعد زيارته البطريرك الماروني بشارة الراعي ومن ثم وزير الإعلام الذي أكد أنه لا يفكر في الاستقالة.