ترجيحات بتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة إلى الجمعة

ترجيحات بتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة إلى الجمعة

18 ابريل 2024
من اجتماع في مجلس الأمن الدولي في 17 إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تأجيل التصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة من الخميس إلى الجمعة للسماح بمزيد من المداولات، حسب ما أفادت به وكالة "فرانس برس" نقلاً عن مصادر دبلوماسية.
- الولايات المتحدة تعارض منح فلسطين العضوية الكاملة، مع إمكانية استخدام الفيتو ضد القرار، بينما تسعى فلسطين لتأمين دعم تسع دول على الأقل، بدعم من الجزائر نيابة عن الجماعة العربية.
- لقبول فلسطين كعضو كامل، يتطلب قرارًا من الجمعية العامة بأغلبية الثلثين بناءً على توصية مجلس الأمن، مع الإشارة إلى اعتراف 137 دولة بفلسطين وحصولها على وضع "دولة مراقبة غير عضو" في 2012.

نقلت "فرانس برس" عن مصادر دبلوماسية، الأربعاء، أنّ الجلسة التي يفترض أن يعقدها مجلس الأمن الدولي، اليوم الخميس، للتصويت على منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتّحدة قد تتأجّل إلى الجمعة إفساحاً في المجال أمام إجراء مزيد من المداولات.

وكانت مصادر دبلوماسية عديدة قد قالت، الثلاثاء، لـ"فرانس برس"، إنّ مجلس الأمن سيصوّت الخميس على الطلب الذي قدّمته السلطة الفلسطينية لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتّحدة، لكنّ هذا الموعد لم يعد مؤكّداً بعدما دعا بعض الأعضاء إلى تأخير الجلسة حتى الجمعة. وحتى عصر الأربعاء لم يكن قد تمّ البتّ بموعد الجلسة، وفق مصادر دبلوماسية عديدة. وقال سفير سلوفينيا لدى الأمم المتّحدة صامويل زبوغار لعدد من الصحافيين، عصر الأربعاء، إنّ "الأمر لا يزال معلّقاً" بين أن تعقد الجلسة الخميس أو الجمعة.

في المقابل، قال السفير الفلسطيني لدى المنظمة الدولية رياض منصور إنّ "التصويت سيجري غداً عند الساعة الثالثة بعد الظهر. أنا متأكد من ذلك. إذا كنتم لا تصدقّوني فسترون غداً". لكنّ البعثة الدبلوماسية المالطية التي تتولّى حالياً الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي لشهر إبريل/نيسان لم تؤكّد هذا الموعد كما أنّها لم تنفه.

وبغضّ النظر عن موعد الجلسة، فإنّ نتيجة التصويت تبدو محسومة سلفاً في ظلّ معارضة الولايات المتّحدة لمشروع القرار الذي قدّمته الجزائر والذي "يوصي الجمعية العامة بقبول دولة فلسطين عضواً في الأمم المتحدة". ودعت السلطة الفلسطينية في مطلع إبريل الجاري مجلس الأمن إلى النظر مجدّداً في الطلب الذي قدّمته في 2011 لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتّحدة.

لكنّ الولايات المتّحدة التي تتمتّع بحقّ الفيتو عبّرت صراحة عن معارضتها لهذا المسعى. وأكد مسؤول فلسطيني لـ"العربي الجديد"، أن الولايات المتحدة الأميركية تمارس ضغوطاً وتهديدات على الدول الأعضاء في مجلس الأمن، التي أبدت موافقتها على الاعتراف بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين. وتابع المسؤول الذي اشترط عدم ذكر اسمه: "منذ الشهر الماضي، ونحن نقوم بجهود كبيرة، وعقدنا اجتماعات متواصلة مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن، حتى نضمن حصولنا على موافقة تسع دول قبل موعد اجتماع مجلس الأمن يوم غد الخميس (اليوم)، الثامن عشر من إبريل/ نيسان".

وقال المصدر: "إن تصريحات المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة اليوم، الرافضة للعضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة ليست جديدة، وهذا موقف تأكدنا منه قبل عيد الفطر، لكننا أعطينا المزيد من الوقت للحديث مع الإدارة الأميركية لإقناعها بأهمية هذه الخطوة للفلسطينيين، لكن دون جدوى". وبحسب المسؤول الفلسطيني، فإن دولة فلسطين استطاعت أن تحشد موافقة تسع دول حتى يتسنى للجزائر طرح مشروع قرار "عضوية كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة" على جلسة مجلس الأمن اليوم الخميس. وفضّل المسؤول عدم التطرق لذكر هذه الدول الآن.

ومساء الثلاثاء، نشرت البعثة الفلسطينية في الأمم المتّحدة على حسابها في منصة إكس بياناً صادراً عن مجموعة الدول العربية في الأمم المتّحدة يطالب مجلس الأمن الدولي "بقبول دولة فلسطين كدولة عضو في الأمم المتّحدة". وقالت المجموعة العربية في بيانها "إنّنا ندعو جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى التصويت لصالح مشروع القرار الذي قدّمته الجزائر باسم المجموعة العربية (...). وعلى أقلّ تقدير، نناشد أعضاء المجلس عدم عرقلة هذه المبادرة الأساسية".

ويتمّ قبول دولة ما عضواً في الأمم المتحدة بقرار يصدر من الجمعية العامة بأغلبية الثلثين، ولكن فقط بعد توصية إيجابية بهذا المعنى من مجلس الأمن الدولي. وتصدر التوصية عن مجلس الأمن بموجب قرار لا بد أن يوافق عليه تسعة على الأقلّ من أعضاء المجلس الـ15 وبشرط أن لا تستخدم أيّ دولة دائمة العضوية حقّ النقض (الفيتو) لوأده.

ووفقاً للسلطة الفلسطينية، فإنّ 137 من الدول الأعضاء في الأمم المتّحدة البالغ عددها 193 دولة اعترفت حتى اليوم بدولة فلسطين. وفي سبتمبر/ أيلول 2011، قدّم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس طلباً "لانضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة". وعلى الرّغم من أنّ مبادرته هذه لم تثمر، إلا أنّ الفلسطينيين نالوا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2012 وضع "دولة مراقبة غير عضو" في الأمم المتحدة.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون