لبنان: عون يخاطب البرلمان بشأن التأخير في تشكيل الحكومة والحريري يرد

لبنان: عون يخاطب البرلمان بشأن التأخير في تشكيل الحكومة والحريري يرد

18 مايو 2021
حمّل عون في رسالته سعد الحريري مسؤولية التعطيل والتعدي على صلاحياته الدستورية (حسين بيضون)
+ الخط -

وجّه الرئيس اللبناني ميشال عون، الثلاثاء، رسالة إلى البرلمان عبر رئيسه نبيه بري، حول التأخير في تشكيل الحكومة، طالباً مناقشتها في الهيئة العامة للمجلس النيابي وفق الأصول، واتخاذ الموقف أو الإجراء أو القرار المناسب بشأنها.

ويتحدث عون في الرسالة عن "العوائق أمام تأليف الحكومة الجديدة، والإخلال بمبدأ الفصل بين السلطات وتعاونها وتوازنها، فضلاً عن التداعيات على الاستقرار السياسي والأوضاع الصحية والاجتماعية والاقتصادية والخدماتية المأزومة أصلاً، والمتفاقمة في ضوء اشتداد الآثار المدمرة للسياسات الموروثة والأحداث المستجدة"، محمّلاً بالتالي رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري مسؤولية التعطيل والتعدي على صلاحياته الدستورية وإقصاء الكتل النيابية وعزلها عن الاستشارات.

من جهته، رد الحريري على رسالة رئيس الجمهورية مشدداً على أنها "إمعان في سياسة قلب الحقائق والهروب إلى الأمام، والتغطية على الفضيحة الدبلوماسية العنصرية لوزير خارجية العهد تجاه الأشقاء في الخليج العربي"، مؤكداً أن "للحديث صلة في البرلمان".

وتأتي رسالة عون، التي ستزيد من رقعة الخلاف الكبير بينه وبين الحريري، على وقع ردود الفعل الخليجية على تصريحات وزير الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة، التي فاقمها وضع رئيس الجمهورية التصريحات في خانة الرأي الشخصي، وما رافق ذلك من مواجهة جديدة بين عون والحريري، الذي شدد على أن كلام وهبة، المستشار السابق لعون وصهره رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، ما هو إلا "مأثرة جديدة من مآثر العهد في تخريب العلاقات اللبنانية العربية، كما لو أن الأزمات التي تغرق فيها البلاد، والمقاطعة التي تعانيها، لا تكفي للدلالة على السياسات العشوائية المعتمدة تجاه الأشقاء العرب".

ورأى عون في رسالته أن "التأخير في تشكيل الحكومة، بعد مرور أكثر من ستة أشهر ونيف على تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيلها، لم تقتصر مفاعيله السلبيّة على نشوء السلطة الإجرائيّة وانتظام عمل السلطات الدستوريّة، بل إنّها انسحبت على الاستقرار السياسي والأمان الصحّي والاجتماعي والاقتصادي والمالي والخدماتي العام، وحالت دون المعالجة الناجعة لملفات حسّاسة في ظلّ أزمات موروثة ومتناسلة ومتفاقمة على أكثر من صعيد".

وأضاف "أسباب التأخير في استيلاد السلطة الإجرائية لا يجوز أن تبقى موضع التكهّن أو الالتباس أو الاجتهاد، داخليّة كانت أم خارجيّة، كما أنّها لا يجوز أن تأسر التأليف إلى أفق زمنيّ غير محدد فتؤبّد التصريف، لا سيّما أنّ الحكومة المنتظرة إنما هي حكومة إنقاذ لبنان من أزماته الخانقة المذكورة، وأنّ تأليف الحكومة هو عمل دستوري وجوبي وليس من قبيل الاستنساب والترف".

وشدد عون على أنه "أصبح من الثابت أن الرئيس المكلف عاجز عن تأليف حكومة قادرة على الإنقاذ والتواصل المجدي مع مؤسسات المال الأجنبيّة والصناديق الدوليّة والدول المانحة، ولا يزال يأسر التأليف بعد التكليف ويؤبّده، كما يأسر الشعب والحكم ويأخذهما معاً رهينة مساقة إلى الهاوية متجاهلاً كلّ مهلة معقولة للتأليف".

واعتبر رئيس الجمهورية أن "لا محال من التقيّد بالنهج الواجب والمعهود في تأليف الحكومات، وهو نهج يفترض تبياناً واضحاً لا لبس فيه للكتل البرلمانيّة المشاركة في الحكومة أو الداعمة لها، ويرتكز على عدالة توزيع الحقائب بينها، ويحاكي التمثيل الشعبي"، مشيراً إلى أن "الحريري منقطع عن التشاور المستمرّ والواجب مع رئيس الجمهوريّة، للاتفاق على تشكيلة حكوميّة تتوافر فيها ثقة مجلس النواب واللبنانيين والمجتمع الدولي".

من ناحية ثانية، وإزاء تصريحات وهبة عبر قناة "الحرة" التي اتهم فيها دول الخليج بالإتيان بـ"الدواعش" إلى لبنان، وضلوع المملكة العربية السعودية في مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، طالب مجلس التعاون الخليجي وزير الخارجية اللبناني بتقديم اعتذار رسمي لدول الخليج.

وأعربت وزارة خارجية دولة الإمارات عن "استنكارها واستهجانها الشديدين إزاء التصريحات المُشينة والعنصرية التي أدلى بها وهبة، والتي أساءت إلى المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي".

وقالت الخارجية السعودية، التي استدعت سفير لبنان في المملكة وسلمته مذكرة احتجاج رسمية، إن "تصريحات وزير خارجية لبنان تتنافى مع أبسط الأعراف الدبلوماسية".

وبعد بيانه الأول الذي تنصل فيه من المسؤولية معتمداً منطق المؤامرة وتحوير كلامه، أصدر وهبة بياناً جديداً أكد خلاله أن بعض العبارات، التي صدرت عنه في معرض الانفعال رفضاً للإساءات غير المقبولة الموجهة إلى الرئيس عون، هي من النوع الذي لا أتردد في الاعتذار عنه، كما أن القصد لم يكن الإساءة إلى أي من الدول أو الشعوب العربية الشقيقة"، مشدداً على أنه "جل من لا يخطئ في هذه الغابة من الأغصان المتشابكة".