ردود فعل غاضبة بسبب هجوم وزير الخارجية اللبناني على "الخليج"

ردود فعل غاضبة بسبب هجوم وزير الخارجية اللبناني على "الخليج" دفاعاً عن "حزب الله" وعون

18 مايو 2021
يتخوف اللبنانيون من انعكاسات تصريحات وهبة على الآلاف الذين يعملون في الخليج (حسين بيضون)
+ الخط -

أثارت تصريحات وزير الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة، يوم الاثنين، ردود فعل محلية وعربية غاضبة، بعدما وجّه اتهامات إلى دول الخليج بالإتيان بـ"الدواعش" إلى لبنان، وضلوع المملكة العربية السعودية في مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.

وقال وهبة، خلال مقابلة تلفزيونية مع الإعلامية اللبنانية ليال الاختيار، عبر قناة "الحرة" في معرض تبريره ودفاعه عن سلاح "حزب الله"، إنّ "لبنان يتحمّل مسؤولية حزب الله، بيد أن القرار ليس لبنانياً، بل عند الحزب الذي تجنّد عناصره للدفاع عن سيادة لبنان إبان الاحتلال الإسرائيلي لتحرير الجنوب".

وأضاف: "في المرحلة الثانية أتى تنظيم داعش والدولة الإسلامية إلى لبنان عبر دول أهل المحبة والصداقة والأخوّة التي زرعت هؤلاء في سهل نينوى والأنبار وتدمر، وقامت بتمويلهم"، من دون أن يسمّيها، قاصداً بذلك الدول الخليجية، مكتفياً بالردّ على سؤال الإعلامية عمّا إذا كان يقصد أنّ التمويل أتى من الخليج: "هل بتمويل منّي إذاً؟".

واستكمل وهبة دفاعه عن الدور الذي يؤديه "حزب الله" في لبنان، مشدداً على أن الفرنسيين لم يذكروا سلاح الحزب، مؤكداً أن "السلاح طالما أنه رادع للعدو الإسرائيلي، فلن يمسّ به، باعتباره يمثل بالنسبة إلينا بوليصة تأمين".

من ناحية ثانية، أغضب رئيس لجنة العلاقات السعودية الأميركية سلمان الأنصاري بتصريحاته خلال مشاركته في الحوار ضد "حزب الله" والرئيس ميشال عون وزير الخارجية اللبناني، الذي ردّ بالقول: "من يقتل جمال خاشقجي في إسطنبول لا يتكلم بهذه الطريقة"، ثم غادر وهبة الاستوديو، رافضاً متابعة الحوار اعتراضاً على ما أسماه إهانات أطلقت بحق الرئيس اللبناني.

ويتخوف اللبنانيون من تبعات تصريحات وزير الخارجية وانعكاسها على اللبنانيين الذين يعملون بالآلاف في دول الخليج، ودائماً ما يقعون ضحية مواقف الساسة في لبنان.

وخرجت دعوات لضرورة اعتذار وهبة عمّا أدلى به، ولا سيما بعدما عمّمت أوساط خليجية عبر وسائل إعلام لبنانية وجود انزعاج وامتعاض خليجي، وخصوصاً سعودي، من كلام وزير الخارجية اللبناني قد يتطور إلى أزمة دبلوماسية.

ويُعَدّ وزير الخارجية اللبناني محسوباً على رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، حيث عمل مستشاراً لدى الرئيس عون للشؤون الدبلوماسية منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2017، ولديه مسيرة دبلوماسية طويلة في وزارة الخارجية والمغتربين، إذ تولى مهام الأمين العام للخارجية بالوكالة عندما كان باسيل وزيراً للخارجية، وعمل مستشاراً له.

وعُيِّن وهبة وزيراً للخارجية في فترة قياسية بعد ساعات على تقديم وزير الخارجية السابق ناصيف حتي استقالته، في مطلع أغسطس/ آب 2020، الذي حذّر في كتاب استقالته من "انزلاق لبنان إلى عداد الدول الفاشلة"، وتحدث عن وجود أكثر من رب عمل ومصالح متناقضة، داعياً القيّمين على إدارة الدولة إلى إعادة النظر في العديد من السياسات والممارسات وإيلاء المواطن والوطن الأولوية.

سريعاً، أصدر رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري بياناً مساء الاثنين قال فيه: "أضاف وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة مأثرة جديدة إلى مآثر العهد في تخريب العلاقات اللبنانية العربية، كما لو أن الازمات التي تغرق فيها البلاد والمقاطعة التي تعانيها، لا تكفي للدلالة على السياسات العشوائية المعتمدة تجاه الأشقاء العرب".

وشدد الحريري على أن "الكلام الذي أطلقه وهبة لا يمت للعمل الدبلوماسي بأي صلة، وهو يشكل جولة من جولات العبث والتهور بالسياسات الخارجية التي اعتمدها وزراء العهد، وتسببت بأوخم العواقب على لبنان ومصالح أبنائه في البلدان العربية".

وختم الحريري: "إذا كان هذا الكلام يمثل محوراً معيناً في السلطة اعتاد تقديم شهادات حسن سلوك لجهات داخلية وخارجية، فإنه بالتأكيد لا يعني معظم اللبنانيين الذين يتطلعون لتصحيح العلاقات مع الأشقاء في الخليج العربي ويرفضون الإفراط المشين في الإساءة لقواعد الأخوة والمصالح المشتركة".

ويأتي كلام وزير الخارجية في وقتٍ يعاني فيه لبنان من عزلة عربية وخليجية، عدا عن المقاطعة الدولية التي ترفض دعم لبنان مالياً قبل تشكيل حكومة تحمل برنامجاً إصلاحياً يضع حداً للفساد المستشري والهدر، وفي مرحلة تطلب فيها الدولة اللبنانية، وعلى رأسها الرئيس عون، المساعدة من دول الخارج، ومنها الخليج، للنهوض بالبلاد اقتصادياً، في ظلّ الأزمة الخطيرة التي يعاني منها لبنان نقدياً واقتصادياً ومعيشياً.

وأكد عون في مناسبات عدة أهمية المحافظة على متانة العلاقة مع دول الخليج، ورفضه أن يكون بلده معبراً لمن يسيء إلى الدول العربية عامةً والسعودية ودول الخليج بشكل خاص.

كذلك يأتي كلام وهبة بعد حظر السعودية دخول الفواكه والخُضَر اللبنانية نتيجة زيادة تهريب المخدرات من لبنان إلى الأراضي السعودية، وآخرها في شحنة الرمان، وهناك خشية من أن تؤدي التصريحات إلى مقاطعة كاملة بين الجانب اللبناني ودول الخليج التي يتجنب رعاياها زيارة لبنان.

المساهمون