قتلى وجرحى في معارك ضارية غرب مأرب وهدوء حذر بجبهة أبين

قتلى وجرحى في معارك ضارية غرب مأرب وهدوء حذر بجبهة أبين

17 نوفمبر 2020
النزاع في اليمن يواصل حصد الأرواح (محمد حويس/ فرانس برس)
+ الخط -

سقط عشرات القتلى والجرحى في معارك متصاعدة، اليوم الثلاثاء، بين الجيش اليمني الموالي للحكومة المعترف بها دوليا وجماعة الحوثيين غرب محافظة مأرب النفطية، في حين خيّم الهدوء الحذر على جبهات القتال بين الشرعية والانفصاليين بمحافظة أبين غداة اشتباكات هي الأعنف منذ أسابيع.  
وتركزت معارك مأرب في محيط معسكر ماس، أبرز القواعد العسكرية التي تحاول جماعة الحوثيين إسقاطها منذ أسابيع، بهدف إحكام السيطرة على المناطق الحاكمة في مديرية مدغل غرب مأرب، والتوغل نحو مركز المحافظة ومنابع النفط والغاز.  
وقالت مصادر عسكرية في الجيش الوطني، لـ"العربي الجديد"، إن معارك عنيفة اندلعت في مديرية مدغل وبعض مناطق نجد العتق في الأطراف الغربية لمأرب وجبهة نهم، بعد هجوم حوثي بري على مواقع القوات الحكومية.  
وأشارت المصادر، التي اشترطت عدم ذكر اسمها، إلى أن القوات الحكومية لجأت إلى حرب الكمائن بهدف استنزاف الحوثيين، فيما شاركت مقاتلات التحالف السعودي الإماراتي بعدة غارات أسفرت عن تدمير دوريات عسكرية حوثية كانت تحمل مجاميع مسلحة إلى جبهات القتال.  

وكشفت وسائل إعلام تابعة للحوثيين عن أكثر من 30 غارة للتحالف السعودي الإماراتي على مسرح العمليات العسكرية في مدغل بمأرب، فضلا عن 7 غارات في الشريط الحدودي مع السعودية.  
وفيما أشارت المصادر إلى مقتل أكثر من 35 عنصرا حوثيا في جبهات نهم والمخدرة جراء المعارك والضربات الجوية، أعلن الجيش اليمني في بيان رسمي، مساء الثلاثاء، عن مقتل أكثر من 20 عنصرا حوثيا وإصابة وأسر آخرين في كمين مُحكم قال إنه نصبه بشعاب جبهة نهم. 


ولم يتسن لـ"العربي الجديد" التحقق من دقة تلك الأرقام، لكن وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثيين، أقرت مساء الثلاثاء بمقتل قائد عسكري بارز برتبة لواء يدعى أبو حيدر الحمزي، وذلك في معارك مأرب، فضلا عن تشييع عدد من القيادات في العاصمة صنعاء وذمار.  
ووفقا لوكالة "سبأ" في نسختها الخاضعة للجماعة، فقد شهدت صنعاء، الثلاثاء، تشييع 10 مقاتلين بينهم 7 ضباط، فيما تم تشيع 4 آخرين في محافظة ذمار، جنوبي العاصمة، والتي تعرف بأنها الخزّان البشري الأكبر للمقاتلين الحوثيين منذ بدء الحرب.  
في المقابل، تعرضت القوات الحكومية لخسائر طاولت قيادات عسكرية بارزة، حسب مصادر "العربي الجديد"، وبرقيات تعاز نشرها الإعلام الرسمي من قيادات الدولة.  

وقالت المصادر إن المعارك التي دارت خلال الساعات الماضية، أسفرت عن مقتل أكثر من 15 جنديا في الجيش اليمني، على رأسهم العميد يحيى البكري، رئيس أركان "اللواء الأول مشاة جبلي" التابع للشرعية. 
كما خسرت الشرعية قيادات بارزة في الميدان، منهم العقيد ناجي بن عايض مساعد قائد المنطقة العسكرية السابعة، والعقيد حامد محمد يحيى اليوسفي رئيس عمليات "اللواء 72 مشاة"، وفقا لبرقيات تعاز أرسلها نائب الرئيس اليمني علي محسن صالح، والمستشار الرئاسي أحمد عبيد بن دغر، لذوي القادة الذين سقطوا بالمعارك في محيط معسكر ماس. 

وشهدت مدينة مأرب، الثلاثاء، تشييع العميد يحيى البكري واثنين من رفاقه الضباط، في جنازة عسكرية تقدمها رئيس هيئة أركان الجيش الموالي للشرعية الفريق صُغير بن عزيز. 

هدوء حذر في أبين  
وفي سياق غير بعيد، ساد هدوء حذر على جبهات القتال في محافظة أبين، جنوبي البلاد، غداة اشتباكات هي الأعنف بين القوات الحكومية والقوات الانفصالية التابعة لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتيا.  
وقال مصدر قبلي، لـ"العربي الجديد"، إن وتيرة المعارك تراجعت منذ صباح الثلاثاء، بعد ليلة عصيبة شهدت اشتباكات وتبادلا للقصف بكافة أنواع الأسلحة، وسط استمرار التوتر والتحشيد من الجانبين في مناطق الطرية والشيخ سالم ومحيط وادي حسان.  ولا تعرف الأسباب التي أدت إلى تراجع القتال رغم إعلان كل طرف التوغل في مناطق الطرف الآخر، وسط أنباء عن ضغوط سعودية مكثفة لإجبار "الشرعية" على إعلان حكومة الشراكة المرتقبة خلال الساعات القادمة من أجل نزع فتيل المعركة.  
وكان قادة في "المجلس الانتقالي"، المدعوم إماراتيا، قد شنوا تصعيدا سياسيا بالتزامن مع التصعيد على الأرض، حيث دعا القيادي الانفصالي، سالم ثابت العولقي، رئيس "الانتقالي" الموجود في الرياض، عيدروس الزُبيدي، للعودة إلى عدن لقيادة ما أسماها بـ"معركة الحسم" ضد الحكومة الشرعية.  


تأجيل مشاورات الأسرى  
سياسيا، أرجأت الأمم المتحدة عقد جولة المشاورات الخاصة بين الأطراف اليمنية، في ما يخص ملف الأسرى، التي كان من المقرر أن تعقد الخميس القادم، إلى أجل غير مسمى، وفق ما أعلنه كبير المفاوضين الحوثيين في لجنة الأسرى عبدالقادر المرتضى.  

ونشر المرتضى في تغريدة على "تويتر": "تم ٳبلاغنا من قبل الأمم المتحدة عن تأجيل موعد جولة المفاوضات على ملف الأسرى، التي كان مقرراً ٲن تبدٲ بعد غدٍ الخميس في العاصمة الأردنية (عمّان) الى وقتٍ لاحق، لم يتم تحديده بعد"، من دون إضافة المزيد من التفاصيل.  


وكان من المقرر أن تشهد جولة المشاورات الثانية توقيع اتفاق لتبادل 300 أسير من الجانبين، بينهم اللواء ناصر منصور هادي، شقيق الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي أسره الحوثيون في مارس/ آذار 2015.