عشرات القتلى والجرحى في معارك هي الأعنف غربي مأرب اليمنية

عشرات القتلى والجرحى في معارك هي الأعنف غربي مأرب اليمنية

31 أكتوبر 2020
معارك متصاعدة لليوم الرابع على التوالي (Getty)
+ الخط -

سقط عشرات القتلى والجرحى في معارك هي الأعنف على الإطلاق منذ أشهر، بين قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً المسنودة بمقاتلين قبليين، وجماعة الحوثيين، والمتصاعدة لليوم الرابع على التوالي غربي محافظة مأرب النفطية، شرقي البلاد. 

وأقرت جماعة الحوثيين، للمرة الأولى، بمقتل 35 ضابطاً يحملون رتباً عسكرية رفيعة، حيث قامت بتشييعهم، السبت، في العاصمة صنعاء وريفها الجنوبي ومحافظة حجة، في رقم يكشف مدى ضراوة المعارك المستعرة في منطقة نجد العتق والجدعان، غربي مأرب. 

ومنذ أيام، دفعت جماعة الحوثيين بالمئات من المجاميع المسلحة إلى الأطراف الغربية لمحافظة مأرب، وتحديداً ما تبقى من السلاسل الجبلية الاستراتيجية الواقعة جغرافياً ضمن نطاق مديرية نهم، شرق صنعاء، في مسعى منها لتضييق الخناق على قوات الجيش الوطني الموالي للشرعية.  

ونجحت المجاميع الحوثية في تحقيق اختراق جزئي في منطقة صلب ونجد العتق، آخر معاقل الحكومة الشرعية في مديرية نهم التابعة لمحافظة صنعاء، كما شنت هجوماً نارياً مكثفاً على معسكر ماس؛ أبرز القواعد العسكرية الحامية للمنطقة الغربية بمأرب، لكنها تراجعت جراء غارات مكثفة لمقاتلات التحالف السعودي الإماراتي.  

وقالت مصادر عسكرية وقبلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ الطيران الحربي شن 25 غارة جوية على أرتال حوثية في الأطراف الغربية لمأرب، وكبدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وهو ما أجبر باقي المجاميع على الانسحاب. 

وحاولت جماعة الحوثيين تحقيق تقدم في منطقة الجدعان، لكنها تعرضت أيضاً لعدة كمائن أفقدتها التوازن، قبل أن تشنّ القوات الحكومية ورجال القبائل هجوماً معاكساً انتهى بتأمين معسكر ماس الاستراتيجي، بعد معارك عنيفة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين ، وفقاً للمصادر.  

وفيما أعلنت جماعة الحوثيين عن تشييع 35 عسكرياً بينهم قياديون يحملون رتباً رفيعة، وفقاً لوكالة "سبأ" الخاضعة للجماعة، لم تعلن القوات الحكومية حجم الخسائر البشرية في صفوفها بشكل رسمي، لكن مصدراً قبلياً أكد لـ"العربي الجديد" سقوط أكثر من 15 جندياً من جانب الشرعية.  

ورغم سيطرة الحوثيين على المساحة الأكبر من مديرية نهم شرق صنعاء مطلع العام الجاري، إلا أنّ القوات الحكومية احتفظت طيلة الفترة الماضية، بمناطق صلب ونجد العتق، وسط استماتة حوثية للسيطرة عليها باعتبارها تشكل مفتاحاً للتوغل إلى محافظة مأرب النفطية.  

وامتدت رقعة المعارك إلى مديرية خب والشعف بمحافظة الجوف، حيث تحاول جماعة الحوثيين السيطرة على المناطق الصحراوية المحيطة بمعسكر الخنجر وتأمين تحركاتها إلى منطقة العلم ومنابع النفط في حقول صافر وريدان، وفقاً لمصادر عسكرية.  

وشنت مقاتلات التحالف السعودي الإماراتي، اليوم السبت، 9 غارات جوية على تجمعات مفترضة للحوثيين في مديرية خب والشعف، ولم تكشف قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، عن حصيلة الخسائر البشرية جراء تلك الضربات.  

كما شن الطيران الحربي، غارتين على مواقع حوثية في مديرية باقم غربي محافظة صعدة، وحسب وسائل إعلام حوثية، فقد تعرضت ممتلكات المواطنين في مديرية منبّه أيضاً لأضرار مادية واسعة جراء قصف صاروخي ومدفعي سعودي طاول قرى آهلة بالسكان.  

ولم تكن جبهة الحديدة، غربي اليمن، في منأى عن التصعيد الحاصل بمأرب والجوف، حيث اتهمت وسائل إعلام حوثية، مساء السبت، القوات المشتركة المدعومة إماراتياً، بارتكاب 292 خرقاً لهدنة الحديدة الهشة، خلال الساعات الماضية، بينها 4 غارات لطائرات مسيرة بدون طيار.  

وعلى الرغم من ضراوة المعارك بين القوات الحكومية والحوثيين في عدد من الجبهات ، إلا أن الطرفين أبرما صفقة تبادل للأسرى، هي الأولى منذ العملية الكبرى الأكبر رعتها الأمم المتحدة منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، وشملت 1056 أسيراً من الجانبين.  

وقال كبير المفاوضين الحوثيين بملف الأسرى، عبدالقادر المرتضي، في تغريدة على "تويتر"، اليوم السبت، إنّ جماعته استعادت 5 أسرى في عملية تبادل رعتها جهود محلية بمحافظة مأرب، دون الكشف عن عدد الأسرى الذين تم تسليمهم بالمقابل للقوات الحكومية والقبائل.  

المساهمون