ثاني اتصال بين تبون وماكرون منذ أزمة أكتوبر الماضي

ثاني اتصال بين تبون وماكرون منذ أزمة أكتوبر الماضي

18 يونيو 2022
من زيارة سابقة للرئيس الفرنسي إلى الجزائر (لودوفيك مارين/فرانس برس)
+ الخط -

أجرى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم السبت، مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، هي الثانية من نوعها منذ أزمة أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وبعد إعادة انتخاب ماكرون رئيساً لولاية ثانية في إبريل/نيسان الماضي، في ظل تأكيدات حول ترتيب يجرى لزيارة مرتقبة لماكرون إلى الجزائر قبل نهاية العام الجاري.

وأعلن بيان للرئاسة الجزائرية أن الرئيس تبون أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي، تطرقا خلالها إلى العلاقات الثنائية والعزم على تعميقها، والدفع بهذه العلاقات إلى مستوى متميز بعد إعادة انتخاب الرئيس الفرنسي لعهدة جديدة. كما سمح الاتصال الهاتفي باستعراض عدة ملفات، وفق الرئاسة، على رأسها ملفَا الأزمة الراهنة في ليبيا، والوضع في مالي، إضافة إلى قضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك.

وتُعدّ هذه ثاني مكالمة هاتفية بين الرئيسين، بعد مكالمة أولى جرت في إبريل الماضي، دعا فيها تبون ماكرون إلى زيارة الجزائر. ويعتقد أن المكالمة الهاتفية التي جرت اليوم جزء من ترتيبات مسبقة لهذه الزيارة المتوقعة قبل نهاية العام، حيث يرتقب أن يوفد ماكرون وزيرة الخارجية الجديدة كاثرين كولونا إلى الجزائر في وقت قريب، وقد كانت قد أجرت قبل أيام أول اتصال مع نظيرها الجزائري رمطان لعمامرة، بعد تعيينها حديثاً في منصبها بعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية.

وكان السفير الفرنسي فرانسوا غوييت قد كشف، خلال لقائه رئيس مجلس الأمة الجزائري (الغرفة العليا للبرلمان) صالح قوجيل الأحد الماضي، عن رغبة "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمواصلة العمل الذي بدأه مع الرئيس تبون، وبمعالجة كل معوقات التقارب والتعاون بين البلدين"، ما يعني وجود رغبة فرنسية بالغة في إجراء مراجعة جدية للعلاقات مع الجزائر، واستدراك الموقف الذي أدى إلى خسارات للمصالح الاقتصادية الفرنسية في الجزائر، خصوصاً بعد إنهاء الأخيرة عقود عدد من الشركات الفرنسية العاملة فيها، وتعزيز علاقاتها مع إيطاليا، إضافة إلى تركيا والصين وروسيا.

ويأتي تواتر الاتصالات السياسية الجزائرية الفرنسية ليؤكد وجود توجه مشترك، وإن كان حذراً من قبل الجزائر، لتجاوز كامل تداعيات الأزمة السياسية الحادة التي شهدتها العلاقات بين البلدين منذ نهاية شهر سبتمبر/أيلول، على خلفية تصريحات مثيرة للجدل للرئيس الفرنسي، قال فيها إن "الجزائر لم تكن أمة قبل الاستعمار"، وإن "الرئيس تبون رهين نظام عسكري"، ما دفع الجزائر إلى وقف الاتصالات الدبلوماسية مع باريس، واستدعاء سفيرها للتشاور، وإغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات العسكرية الفرنسية، قبل أن تُسوّى الخلافات منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، بعد تقديم باريس ضمانات بعدم تكرار ذلك .