توتر في بغداد بعد محاولة قوة أمنية إزالة صورة لأبو مهدي المهندس

توتر في بغداد بعد محاولة قوة أمنية إزالة صورة لأبو مهدي المهندس

25 ديسمبر 2021
ظهر بعض المشاركين في الوقفة قرب الصورة وهم يحملون أسلحة (تويتر)
+ الخط -

تشهد العاصمة العراقية بغداد منذ منتصف ليل الجمعة-السبت، توتراً أمنياً على خلفية محاولة قوة أمنية إزالة صورة كبيرة لنائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، الذي قُتل بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد الدولي مطلع عام 2020، نصبت في ساحة الفردوس وسط بغداد، ثم انتشار عناصر وأنصار فصائل مسلّحة في محيط الصورة لمنع إزالتها وإطلاق تهديدات لقوات الأمن والحكومة.

وقالت مصادر أمنية في بغداد، إن قوة أمنية توجهت ليل الجمعة نحو ساحة الفردوس لإزالة الصورة التي نصبت على واجهة إحدى البنايات، من دون الحصول على موافقات رسمية، مؤكدة لـ "العربي الجديد" أن القوة تراجعت عن تنفيذ قرار رفع الصورة بعد انتشار عناصر وأنصار الفصائل في محيطها، وإطلاقهم عبارات تحدٍّ لقوات الأمن والحكومة.

وكتب على الصورة التي أثارت الجدل، عبارة قالها المهندس قبل مقتله: "لن يكون لهم أمان بعد اليوم، والله لن نبقيهم".

وبدأ العشرات بالتجمع قرب صورة المهندس ليلاً، وازداد عددهم بعد قيام وسائل إعلام ومنصات بدعوة أنصار "الحشد الشعبي" للتوجه إلى ساحة الفردوس.

وظهر بعض المشاركين في الوقفة قرب الصورة والمتوجهين إليها، وهم يحملون أسلحة، متحدين الحكومة، أو أي قوة تقوم بإزالة صورة المهندس.

ولم يقتصر تصعيد الفصائل المسلحة على حمل صور لمشاركين في الوقفة وهم يحملون الأسلحة، بل نشرت قناة "صابرين نيوز" على "تلغرام"، المختصة بنقل أخبار الجماعات العراقية المسلحة، صوراً لمعممين في ساحة الفردوس، وهم يدعون أنصارهم إلى التوجه إلى موقع مقتل المهندس وقائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري الإيراني" قاسم سليماني قرب مطار بغداد الدولي في الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم السبت، من أجل وضع نصب تذكاري للمهندس وسليماني، محذرين القوات الأمنية من تبعات الاقتراب من الصور التي تُنصَب.

وبدأت بوادر التوتر منذ صباح أمس الجمعة، بعد قيام أنصار القوى المعترضة على نتائج الانتخابات التي جرت قبل شهرين ونصف، وبينها فصائل مسلحة، برفع صور المهندس وسليماني قرب بوابات المنطقة الخضراء الحكومية وسط بغداد، قبل نصب صور كبيرة للمهندس ليلاً.

وشهد الاعتراض على نتائج الانتخابات أمس الجمعة، تطوراً لافتاً، بعد قيام اللجنة المشرفة على اعتصامات الرافضين للنتائج، بتوجيه رسالة للقضاء، حملت نبرة تهديد بالتصعيد، بالتزامن مع ترقب جلسة جديدة للمحكمة الاتحادية بشأن الطعن الذي قدمه رئيس تحالف "الفتح" هادي العامري، مطالباً بإلغاء نتائج الانتخابات، المقرر أن تعقد غداً الأحد.

وقالت اللجنة، في بيان، على هامش احتجاجات نظمتها الجمعة، في العاصمة بغداد: "نخاطب القضاء العراقي الشجاع، مؤكدين ركائز العراق والعدل والإنصاف، فمتى ما كنتم تحفظون لتلك الركائز وهيبتها وقدسيتها، فإننا ثابتون بموقفنا الداعم لكم والواثق بكم، والعكس صحيح".

وختمت بالقول إنّ "التحديات التي وطنّا أنفسنا على مواجهتها لا تنحصر بحدود ولا تقف عند احتمال، فلا أغلى من الأنفس وقد أرخصناها للعراق، ولا أقدس من الدماء وقد نزفناها للشعب".

ولأول مرة، منذ اندلاع أزمة نتائج الانتخابات العراقية قبل نحو شهر ونصف، يوجه المعترضون خطاباً معلناً يحمل نبرة تهديد بالتصعيد، إلا أنّ سياسيين وقضاة سبق أن أكدوا تعرض المحكمة الاتحادية لضغوط شديدة من قبل قوى معترضة على النتائج.

المساهمون