تنكيس أعلام الاتحاد الأوروبي حداداً على رئيس البرلمان ديفيد ساسولي

تنكيس أعلام الاتحاد الأوروبي حداداً على رئيس البرلمان ديفيد ساسولي

12 يناير 2022
ساسولي توفي في مركز الأورام السرطانية (تييري موناسي/ Getty)
+ الخط -

نكست أعلام الاتحاد الأوروبي حداداً على رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي الذي توفي الثلاثاء عن 65 عاماً، وحيّا قادة ومسؤولون في الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد وفي العالم ذكراه، معتبرين أنه كان "مدافعا عن الديمقراطية" و"محارباً من أجل أوروبا".

وكتب روبرتو كويلو المتحدث باسمه في تغريدة أنّ ديفيد ساسولي توفي ليل الإثنين- الثلاثاء في مركز الأورام السرطانية في أفيانو بإيطاليا إلى حيث أدخل نهاية ديسمبر/كانون الأول.

وستقام مراسم الدفن الجمعة في روما.

وكان مكتبه أعلن بعد ظهر الإثنين إدخال ساسولي إلى المستشفى "بسبب مضاعفات خطرة نتيجة خلل في جهاز المناعة" وإلغاء أنشطته الرسمية.

بعدما عانى من سرطان الدم في الماضي، دخل المستشفى في الخريف بسبب التهاب رئوي منعه من مزاولة عمله في البرلمان الأوروبي لعدة أسابيع.

وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في كلمة عبر الفيديو باللغتين الإيطالية والإنكليزية أنه "يوم حزين لأوروبا. يفقد اتحادنا أوروبياً شغوفاً وديمقراطياً مخلصاً ورجلًا صالحاً".

وأكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل: "نفتقد منذ الآن دفأه الإنساني وكرمه وطيبته وابتسامته".

ونكست الأعلام الثلاثاء أمام مباني المؤسسات الأوروبية وتم الوقوف دقيقة صمت بعد الظهر أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل. ومن المقرر إقامة مراسم الإثنين المقبل في ستراسبورغ حيث يعقد النواب الأوروبيون جلسة عامة.

أشاد رئيس الحكومة الإيطالية ماريو دراغي بـ"رجل وضع نفسه في خدمة أوروبا" و"بمدافع عن القيم الأوروبية وحقوق أضعف الناس".

وحيا البابا فرنسيس ذكرى "رجل مؤمن يحدوه الأمل والمحبة".

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "يفقد اتحادنا إيطالياً وطنياً ومدافعاً كبيراً عن أوروبا".

وقال المستشار الألماني أولاف شولتز: "أوروبا فقدت رئيس برلمان ملتزماً وإيطاليا فقدت سياسياً حكيماً وألمانيا فقدت صديقاً وفياً".

كان ديفيد ساسولي الصحافي الشهير ومقدم نشرات الأخبار التلفزيونية في إيطاليا قبل أن يتحول إلى السياسة، رئيساً للبرلمان الأوروبي منذ العام 2019. وكانت ولايته ستنتهي هذا الشهر، في منتصف ولاية الهيئة التشريعية الممتدة على خمس سنوات. ومن المقرر إجراء الانتخابات لخلافته في 18 يناير/ كانون الثاني.

كانت كتلته، "الاشتراكيون الديمقراطيون"، القوة السياسية الثانية في البرلمان الأوروبي، عدلت في منتصف ديسمبر/كانون الأول عن تقديم مرشح ما يمهد الطريق لانتخاب مرشحة حزب "الشعب الأوروبي" (يمين) النائبة الأولى الحالية لرئيس البرلمان المالطية روبرتا ميتسولا.

وكتبت ميتسولا على "تويتر": "أشعر بحزن عميق. فقدت أوروبا مسؤولاً كبيراً وفقدت صديقاً والديمقراطية فقدت بطلاً".

وهي ستتولى بحسب القانون الداخلي للبرلمان، رئاسة هذه الهيئة بالوكالة، حتى موعد الانتخابات. 

"المدافع عن أوروبا" 

صار ساسولي عضواً في البرلمان الأوروبي منذ العام 2009 بعد فشله في الانتخابات البلدية في روما العام 2013، وانتخب رئيساً للبرلمان الأوروبي في يوليو/تموز 2019 بعد مفاوضات بين القوى السياسية الأوروبية الكبرى لشغل المناصب الرئيسية في الاتحاد الأوروبي.

وصوّت اليمين الذي نال رئاسة المفوضية مع أورسولا فون دير لاين/ والوسطيون الليبراليون الذين مثلهم في المجلس شارل ميشيل، له.

لكن ولايته التي عمل خلالها بكد، سرعان ما تأثرت بسبب الأزمة الصحية التي أرغمت البرلمان الأوروبي، المؤسسة الأوروبية الوحيدة المنتخبة، على العمل عن بعد.

من منطلق التضامن في خضم الجائحة، ترك ساسولي انطباعاً ممتازاً من خلال تقديم مقر البرلمان المهجور في ستراسبورغ وبروكسل على حد سواء لإعداد وجبات الطعام للمحتاجين، وإنشاء مركز لإجراء فحوص كشف الإصابة أو كملجأ لنساء وحيدات.

قال مواطنه باولو جينتيلوني المفوض الأوروبي للاقتصاد: "لقد كنت ذكياً وكريماً وفرحاً". من جهته، قال فرانس تيمرمانس نائب رئيسة المفوضية: "كانت طيبته مصدر إلهام للجميع".

وأعرب الكثير من أعضاء البرلمان الأوروبي عن تأثرهم برحيل ساسولي. وقالت رئيسة الكتلة الاشتراكية في البرلمان الأوروبي إيراتكس غارسيا إنها "تشعر بحزن عميق لفقدان صديقها وزميلها".

وستقام أمسية صلاة الخميس في روما قبل مراسم الدفن المقررة الجمعة في كاتدرائية سانتا ماري ديلي انجيلي.

وكان ساسولي المتحفظ والحازم في آن في إدارة النقاشات في كل من ستراسبورغ وبروكسل، تلقى "دعماً بالإجماع" من كتلته السياسية في نوفمبر/تشرين الثاني للترشح لولاية ثانية، لكنه أعلن منتصف ديسمبر/كانون الأول أنه قرر عدم الترشح مجدداً.

(فرانس برس)