بوادر صدام بين "فرقة الغرباء" و"هيئة تحرير الشام" في إدلب

بوادر صدام بين "فرقة الغرباء" و"هيئة تحرير الشام" في إدلب

05 يونيو 2023
كانت الفرقة قد شاركت "هيئة تحرير الشام" القتال ضد النظام سابقا (عمر الحاج قدور/ فرانس برس)
+ الخط -

تلوح بوادر صدام في الشمال الغربي من سورية بين "هيئة تحرير الشام" سلطة الأمر الواقع في إدلب وبعض ريفها، ومجموعة مسلحة تطلق على نفسها اسم "فرقة الغرباء" وتضم العشرات من المتشددين الناطقين بالفرنسية.

وتوعدت الفرقة قبل أيام بإصدار سلسلة مقاطع لـ"الرد على افتراءات الهيئة بحقها"، متهمة "هيئة تحرير الشام" بـ"خيانة الشعب السوري والمجاهدين".

واعتقلت الهيئة قبل أيام أحد عناصر هذه المجموعة، فيما كانت قد اعتقلت متزعمها عام 2020 ويدعى عمر أومسن، أو عمر ديابي (48 عاما)، نتيجة ارتكابه مخالفات، وفق بيان من الهيئة في حينه الذي أشار أيضًا إلى أنه "نفذ إجراءات جنائية ونظم محاكمات"، في المنطقة التي يسيطر عليها بريف إدلب، قبل الإفراج عنه ونجله في مطلع عام 2022، بعد انتهاء فترة الحكم بحقهما. 

ووفق تقارير إعلامية فقد ولد ديابي (أومسن) في السنغال قبل انتقاله طفلا إلى فرنسا، وهو متهم من الحكومة الفرنسية بـ"تجنيد 80% من المسلحين الناطقين باللغة الفرنسية ممن ذهبوا إلى سورية أو العراق". وصنفته وزارة الخارجية الأميركية في عام 2016 "إرهابي عالمي".

وأوضح الباحث في شؤون الجماعات المسلحة عرابي عرابي في حديث مع "العربي الجديد"، أن "فرقة الغرباء" تضم ناطقين باللغة الفرنسية بينهم مغاربة وبلجيكيين وفرنسيين وهم يتواجدون في ريف إدلب. 

وبحسب عرابي فقد شاركت المجموعة في عدة معارك مع "هيئة تحرير الشام" ضد قوات النظام في جسر الشغور ومدينة إدلب.

وبيّن أن القياديين في هذه المجموعة غير معروفين باستثناء عمر أومسن. ويقول عرابي إن "هيئة تحرير الشام" تريد امتلاك ورقة المسلحين الأجانب في شمال غربي سورية للضغط على الدول الفاعلة بالملف السوري. 

ويعتقد عرابي أن عدد أفراد الفرقة "ربما لا يتجاوز الـ 30 عنصرا، وفي أحسن الأحوال هم 150 عنصرا".

وإبان سيطرة تنظيم "داعش" على عدد من المناطق السورية في الشمال والشرق، انضم عدد من أفراد المجموعة للتنظيم بحسب عرابي الذي أكد وجود عدد منهم في سجون الهيئة. وأضاف "يبدو أن الفرقة تحاول الضغط على الهيئة للحصول على مكاسب منها كالإفراج عن هؤلاء".

من جهته،  أكد الباحث السياسي في مركز "جسور" للدراسات فراس الفحام في حديث مع "العربي الجديد"، أن "هيئة تحرير الشام" قوضت "فرقة الغرباء" منذ سنوات، موضحا أن "هذه الفرقة تضم مقاتلين من أصول أفريقية يحملون الجنسية الفرنسية".

وأضاف "كان عناصر الفرقة يعملون تحت جناح (تنظيم القاعدة) قبل أن تضيّق عليهم (هيئة تحرير الشام)".

وأشار الفحام إلى أن "الهيئة تحاول تحسين سمعتها في الأوساط الدولية من خلال تقويض هذه المجموعات"، مضيفا: "تحاول الهيئة إقناع الدول الغربية أنها جزء من محاربة الإرهاب في مسعى لرفع العقوبات عنها".

وتابع "تحرير الشام تسيطر على المشهد في إدلب، وتستفيد من بقاء خلايا للتنظيمات الأخرى لأن هذا يوفر لها قنوات تفاوضية مع الجهات الدولية".

وضيّقت "هيئة تحرير الشام" خلال السنوات الفائتة الخناق على أغلب المجموعات والتنظيمات الأكثر تشددا في مناطق سيطرتها من قبيل تنظيم "حراس الدين"، وجماعة "أنصار الإسلام"، وحزب "التحرير"، وجماعة "جند الشام"، من خلال اعتقال قياديين في هذه التنظيمات، وشن حملات أمنية ضد عناصرها. 

وتندرج هذه الحملات التي تحدث بين فترة وأخرى كما يرى كثير من المتابعين في سياق محاولات الهيئة نفي تهمة الإرهاب والتشدد عنها لتكون جزءا من أي حل سياسي يمكن أن يتوصل إليه المجتمع الدولي في شمال غربي سورية.

المساهمون