المحطة الأخيرة للحوار الوطني المصري: لا استجابة للمطالب السياسية

المحطة الأخيرة للحوار الوطني المصري: لا استجابة للمطالب السياسية

19 اغسطس 2023
رشوان: "الحوار" مستمر في عقد جلساته (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

حالة من الارتباك شهدتها الأمانة العامة للحوار الوطني المصري، الأربعاء الماضي، مع إعلانها "رفع مخرجات إلى رئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسي"، وفي الوقت ذاته تقديمها الشكر للرئيس، على "سرعة الاستجابة لمخرجات الحوار الوطني"، بحسب ما جاء في بيان للمجلس.

ومن جهته، أكد السيسي، في تدوينة على صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه "تلقى باهتمام بالغ مجموعة من مُخرجات الحوار الوطني"، وأنه "أحالها إلى الجهات المعنية بالدولة لدراستها وتطبيق ما يُمكن منها".

علاء الخيام: المعارضة تم استدراجها واستغلالها، والنظام هو الذي كسب

اللافت أنه بعد ترحيب مجلس أمناء الحوار بـ"استجابة الرئيس لمخرجات الحوار"، وهو ما اعتبره مراقبون أنه بمثابة إعلان نهاية الحوار الذي دعا إليه السيسي، في إبريل/نيسان من العام الماضي، خرج المنسق العام للحوار ضياء رشوان ليؤكد أن "الحوار" مستمر في عقد جلساته.

وقال رشوان، في تصريحات صحافية، إن "الحوار، وجلساته العامة والمتخصصة، مستمر بلا انقطاع خلال الفترة القادمة، لمناقشة الموضوعات التي لم تناقش بعد، للتوصل للتوصيات والمقترحات المتعلقة بها، لرفعها لرئيس الجمهورية، وذلك بذات الآليات والخطوات المقررة في لائحة الحوار".

تقارير عربية
التحديثات الحية

وكان اللافت أيضاً مع وصول الحوار الوطني إلى محطته الأخيرة، هو تجاهل المطالب والشروط المتكررة لـ"الحركة المدنية الديمقراطية"، من "رفع الظلم عن جميع سجناء الرأي"، وصولاً إلى "الاستياء البالغ من التباطؤ في إغلاق ملف السجناء السياسيين" و"التمسك بالضمانات المطلوبة لنزاهة الانتخابات الرئاسية".

النظام هو من كسب

وتعليقاً على مآلات الحوار الوطني المصري، قال الرئيس السابق لحزب الدستور، وعضو الحركة المدنية الديمقراطية، علاء الخيام في حديث لـ"العربي الجديد": "صدقاً لا يوجد كلام في هذا الموقف. المعارضة تم استدراجها واستغلالها، والنظام هو الذي كسب، وسيبدأ، في تصدير عناوين من نوعية استجاب السيد الرئيس لمطالب لجان الحوار... وأعلن عن دعمه لفكرة... وطالب الحكومة والبرلمان التباحث حولها لإصدار تشريع، وما إلى ذلك من عناوين".

وأضاف الخيام: "سوف يتحول الأمر إلى دعاية انتخابية للرئيس السيسي. وحتى الساعة، المعارضة لا تعرف بالتحديد ما هي مخرجات الحوار النهائية. فكرة الحوار الجاد تم التحايل عليها منذ البداية، ومطالب المعارضة لم تنفذ، ويجب الاعتراف بأن المعارضة أخطأت في تقييم الأمور في عدة محطات". 

الحوار الوطني لم ينته بعد

وحول التوصيات التي رد عليها السيسي، وعن موعد انتهاء الحوار، قال نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، وعضو مجلس أمناء الحوار، عمرو هاشم ربيع، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الحوار لم ينته بعد والموضوع فهم خطأ من الناس، بسبب رد السيسي على التوصيات التي رفعت، على أنه انتهاء للحوار. لقد كانت هناك مشكلة في الرد الرئاسي".

وكشف ربيع عن أن "التوصيات التي بعثت للسيسي، كانت عبارة عن بعض المقترحات الشعبية ذات الطابع الشعبي، مثل رفع المعاناة على بعض الفئات، كالطلبة والفلاحين والراغبين في البناء والمتضررين من غلاء أسعار البضائع والخدمات".

وأوضح أنه "خلال لقاء مجلس أمناء الحوار، الأربعاء الماضي، تم عرض تقارير خاصة بالمحاور السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لكن هناك 11 لجنة لم تقدم توصياتها، حيث إنها لم تعقد اجتماعات موسعة من الأساس، حتى تُعد التوصيات، في قاعة المؤتمرات أو أكاديمية التدريب في 6 أكتوبر". 

حسام الحملاوي: ما يجري حالياً يعتبر إنهاء حقيقياً للحوار الوطني

وأشار عضو مجلس أمناء الحوار إلى أن "هناك نقصاً في العمل، لنحو شهر ونصف الشهر، للانتهاء من استكمال بقية التوصيات عبر اللجان المختصة".

من جهته، قال الناشط السياسي والباحث في العلوم السياسية، وعضو حركة الاشتراكيين الثوريين، حسام الحملاوي، في حديث لـ"العربي الجديد": 'أنا لم أشارك في الحوار، لكني مراقب للوضع فيه خلال الفترة الماضية، ورأيت أن نسبة غير ضئيلة من المشاركين في الحوار، وضعوا هدف الانفراجة السياسية نحارب من أجلها للإفراج عن المعتقلين، ولا أرى أي انفراجة سياسية في الواقع المصري".

وأضاف: "بخصوص الإفراج عن المعتقلين، ما زلنا نرى عمليات الاعتقال والاختفاء القسري مستمرة. يمكن أن تكون طبيعة الاستهداف قد تغيرت، ولم تبق الأجهزة الأمنية تضرب وتعتقل ضد الأسماء الكبيرة والرموز المعروفة، لكن الاعتقالات بالنسبة للشباب والناس غير المشهورة مستمرة".

وبين الحملاوي أن "ما يجري حالياً، يعتبر إنهاء حقيقياً للحوار الوطني، دون تحقيق الأهداف المرجوة منه ولا حتى الحد الأدنى منها، فيما يستعجل النظام المصري إنهاء الحوار لفتح المجال أمامه للاستعداد للانتخابات الرئاسية المقبلة".