العراق: دعوة الصدر لانتخابات مبكرة تستميل قيادات بـ"الإطار التنسيقي"

العراق: دعوة الصدر لانتخابات مبكرة تستميل قيادات في "الإطار التنسيقي"

04 اغسطس 2022
رحب قادة من الإطار بدعوة الصدر لإجراء انتخابات مبكرة للخروج من الأزمة (فرانس برس)
+ الخط -

تباينت ردود الفعل السياسية إزاء دعوة زعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر، الذي يعتصم الآلاف من أنصاره لليوم السادس على التوالي في المنطقة الخضراء، لحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، بين الرفض والقبول، إلا أن المواقف حتى صباح اليوم الخميس تشير إلى أن هناك تأييدا واسعا حتى من قيادات فاعلة ضمن تحالف "الإطار التنسيقي" الذي يضم قوى حليفة لإيران.

وتبنى الصدر، أمس الأربعاء، الدعوة لحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة نزيهة، معتبراً أنه لا فائدة ترتجى من الحوار، وأن الحراك الشعبي سيستمر حتى تحقيق مطالبه.

يأتي ذلك في ظل استمرار التدفق نحو المنطقة الخضراء، من قبل أنصار الصدر والعشائر التي أعلنت دعمها له، لإدامة زخم الاعتصامات، في مؤشر على استمرار الضغط الشعبي إزاء التوجه السياسي للصدر.

لا موقف رسمياً لـ"الإطار التنسيقي" إزاء دعوة الصدر حتى الآن

بالمقابل، لم يصدر "الإطار التنسيقي" أي موقف رسمي إزاء دعوة الصدر حتى الآن، إلا أن مواقف قياداته الرئيسة بدت متباينة، في مؤشر على الخلافات الحادة التي تعصف بالتحالف، إذ أعلن زعيم ائتلاف "دولة القانون"، نوري المالكي رفضه دعوة الصدر.

وقال المالكي في تغريدة له، عقب انتهاء الصدر من خطابه: "الحوارات الجادة التي نأمل منها حسم الخلافات وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، تبدأ بالعودة إلى الدستور واحترام المؤسسات الدستورية".

إلا أن موقف المالكي لم يمثل جميع قيادات "الإطار" الذي يتزعمه، إذ عبّر رئيس "تحالف الفتح" الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي"، هادي العامري، عن تأييده لدعوة الصدر. وقال في بيان: "نؤيد إجراء الانتخابات المبكرة التي دعا إليها الصدر، لا سيما وأن الانتخابات السابقة شابها الكثير من الشبهات والاعتراضات".

وأضاف أن "هذا يتطلب حوارا وطنيا شاملا من أجل تحديد موعد وآليات ومتطلبات إجرائها، وتوفير المناخات المناسبة لانتخابات حرة ونزيهة وشفافة تعيد ثقة المواطن بالعملية السياسية".

كما عبر رئيس "تحالف النصر"، حيدر العبادي عن ترحيبه بدعوة الصدر، وقال في تغريدة: "أرحب بما جاء بخطاب الصدر، وهو ما يلتقي من جوانب عدة مع مبادرتنا لحل الأزمة (...) أُحيي خطواته وجميع الإخوة لحفظ الدم وتحقيق الإصلاح"، داعيا الجميع إلى "التكاتف خدمة للشعب وإصلاح النظام وتدعيم الدولة الدستورية، ومن خلال عملية ديمقراطية سليمة وسلمية".

من جانبه، رحب رئيس "تحالف السيادة"، خميس الخنجر، والذي كان ضمن تحالف ثلاثي مع الصدر و"الحزب الديمقراطي الكردستاني"، بما طرحه الصدر، وقال في تغريدة: "ندعم جميع الجهود المخلصة لإنقاذ العراق، ومعالجة حالة الجمود السياسي التي عطّلت الدولة ومصالح الشعب، ونعلن دعمنا لمضامين خطاب الصدر نحو انتخابات مبكرة، ووفق معايير جديدة وقوانين عادلة تسمح بمنافسة حقيقية".

وأكد الباحث في الشأن السياسي، غيث التميمي، أن الطرق التقليدية لا يمكنها إحداث التغيير المطلوب، وقال في تغريدة: "لا تستقيم الانحرافات الكبرى عن طريق الآليات التقليدية، فالدستور العراقي شرع نظاما برلمانيا لا مركزيا يتسع لشراكات متعددة متداخلة (...) انتهاك الدستور أنتج هذا الوضع"، مؤكدا أن "التغيير يتطلب فعلا دستوريا عابرا للآليات الرتيبة".

وكانت مصادر سياسية قد قالت في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، إن بعضا من قيادات "الإطار التنسيقي" تتواصل مع قيادات التيار، وإنها تسعى للتهدئة، وإن هناك إمكانية بانسحابها من الإطار الذي تضاءلت فرصه لتصدر المشهد العراقي وتشكيل الحكومة.

المساهمون