الصين رداً على إعلان بلينكن من الفيليبين: واشنطن لا يحق لها التدخل

الصين رداً على إعلان بلينكن من الفيليبين: واشنطن لا يحق لها التدخل

19 مارس 2024
متحدث الخارجية الصينية: الولايات المتحدة ليست طرفاًَ في مسألة بحر الصين الجنوبي (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الصين ترفض التدخل الأمريكي في قضايا بحر الصين الجنوبي، مؤكدة على حقها في الدفاع عن سيادتها ومصالحها البحرية ردًا على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي بلينكن حول الدفاع عن الفيليبين.
- بلينكن يزور الفيليبين لتعزيز الدعم الأمريكي لحلفائها الإقليميين ضد الصين، مشيرًا إلى أهمية الممرات المائية لأمن المنطقة، ويأتي ذلك قبل اجتماع ثلاثي مرتقب في واشنطن.
- تقارب ملحوظ في العلاقات بين الولايات المتحدة والفيليبين منذ تولي فرديناند ماركوس السلطة، في ظل توترات مع الصين وسعي مانيلا لتعميق التعاون مع واشنطن والدفاع المشترك.

قالت الصين، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة "لا يحق لها" التدخل في بحر الصين الجنوبي وذلك رداً على إعلان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن بلاده تتمسك بالتزامها الدفاع عن الفيليبين في مواجهة أي هجوم مسلح في الممر المائي.

وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية لين جيان في مؤتمر صحافي روتيني بأن "الولايات المتحدة ليست طرفاً في مسألة بحر الصين الجنوبي، ولا يحق لها التدخل في قضايا بحرية بين الصين والفيليبين".

ويجري بلينكن زيارة للفيليبين هي الثانية له منذ تولي الرئيس فرديناند ماركوس الحكم في 2022. وتأتي الزيارة في إطار جولة آسيوية قصيرة تهدف إلى تعزيز دعم واشنطن لحلفائها الإقليميين في مواجهة الصين.

وقال المتحدث إن "التعاون العسكري بين الولايات المتحدة والفيليبين ينبغي ألّا يضرّ بسيادة الصين وحقوقها ومصالحها البحرية في بحر الصين الجنوبي، بل أكثر من ذلك، يجب تقليل استخدامه لتوفير منصة لمطالبات الفيليبين غير القانونية".

وأضاف أن "الصين ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة للدفاع بحزم عن سيادتها الإقليمية وحقوقها ومصالحها البحرية، ودعم السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي".

وتطالب بكين بالسيادة على بحر الصين الجنوبي بأكمله تقريبًا، بما في ذلك المياه والجزر القريبة من سواحل عدد من الدول المجاورة، على الرغم من قرار قضائي دولي رأى أن لا أساس قانونياً للمطالبات الصينية.

بلينكن يؤكد الالتزام "الحازم" في الدفاع عن الفيليبين

ويأتي تأكيد بلينكن للموقف الدفاعي عقب حوادث وقعت في الفترة الأخيرة بين سفن فيليبينية وصينية، قرب شعاب متنازع عليها قبالة سواحل الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، وشملت حوادث تصادم.

وقال بلينكن في مؤتمر صحافي مع نظيره الفيليبيني إنريكي مانالو إن "هذه الممرات المائية ضرورية للفيليبين وأمنها واقتصادها، لكنها مهمة أيضاً لمصالح المنطقة والولايات المتحدة والعالم".

وأضاف: "لهذا السبب نقف مع الفيليبين ونتمسك بالتزاماتنا الدفاعية الحازمة، بما في ذلك بموجب معاهدة الدفاع المشترك".

وتأتي زيارة بلينكن قبل اجتماع ثلاثي في واشنطن الشهر المقبل بين الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس ماركوس ورئيس الحكومة اليابانية فوميو كيشيدا.

ولدى إعلان القمة الثلاثية مع الحليفين في منطقة آسيا المحيط الهادئ، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار إن القادة سيدفعون باتجاه "رؤية مشتركة لمنطقة محيط هندي-هادئ حرة ومفتوحة".

وسيجري بلينكن محادثات مع ماركوس في وقت لاحق الثلاثاء، يُتوقع أن يكرر خلالها التزامات الولايات المتحدة الأمنية تجاه الفيليبين.

وكثيراً ما أكد مسؤولون أميركيون كبار أن "أي هجوم مسلح" على سفن وطائرات فيليبينية والقوات المسلحة وخفر السواحل من شأنه أن يؤدي إلى تفعيل معاهدة الدفاع الأميركية الفيليبينية المشتركة لعام 1951 التي تلتزم واشنطن بموجبها الدفاع عن حليفتها.

وعبّر ماركوس عن "قلق شديد" إزاء مواجهات وقعت في الفترة الأخيرة وأثارت سجالاً دبلوماسياً بين مانيلا وبكين.

وقبيل اجتماعاته جال بلينكن في مصنع لأشباه الموصلات. واعتبر الفيليبين "شريكاً يتزايد أهمية" في ضمان سلاسل إمداد "متينة" للرقائق.

وتسعى الولايات المتحدة لترسيخ ريادتها في قطاع الرقائق لأسباب تتعلق بالأمن القومي، وأيضاً في مواجهة منافسة من الصين.

تقوية التحالف

اتهمت بكين واشنطن باستخدام الفيليبين "بيدقاً" في الخلاف بشأن بحر الصين الجنوبي وشعاب أخرى.

وتنشر الصين سفناً دورية في الممر المائي المزدحم، واستصلحت جزراً اصطناعية أقامت عليها نقاطاً عسكرية لتعزيز مطالبها.

وتهدف زيارة بلينكن إلى "تقوية التحالف" بحسب أستاذ الدراسات الدولية في جامعة دو لا سال في مانيلا، ريناتو دي كاسترو.

وقد يكون ماركوس مهتماً على الأرجح بسؤال بلينكن عن "نقاط الحسم" بالنسبة إلى الولايات المتحدة لتفعيل معاهدة الدفاع المشترك، وفق أستاذ العلوم السياسية في جامعة الفيليبين هيرمان كرافت.

وشهدت العلاقات بين واشنطن ومانيلا توتراً في عهد الرئيس السابق رودريغو دوتيرتي الذي تحول نحو الصين.

ولكن منذ تولي ماركوس السلطة، سعى لتعميق التعاون مع الولايات المتحدة والدول المجاورة الإقليمية، وتصدى في الوقت نفسه لتعديات صينية على سفن فيليبينية في بحر الصين الجنوبي.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون