حرب الرقائق تستعر بين الصين والولايات المتحدة.. فما الجديد؟

حرب الرقائق تستعر بين الصين والولايات المتحدة.. فما الجديد؟

08 مارس 2024
تعكف الصين على جمع أكثر من 27 مليار دولار لأكبر صندوق للرقائق (فرانس برس)
+ الخط -

الحرب التجارية بين بكين وواشنطن آخذة بالاستعار. وفي مواجهة الضغوط الأميركية، تعكف الصين على جمع أكثر من 27 مليار دولار لأكبر صندوق استثمار في الرقائق لديها حتى الآن، على أمل تسريع تطوير التكنولوجيات المتطورة.

ويقوم "الصندوق الوطني للاستثمار في صناعة الدوائر المتكاملة" The National Integrated Circuit Industry Investment Fund بجمع سلة من رؤوس الأموال من الحكومات المحلية والمؤسسات الحكومية لآلته الثالثة التي يجب أن تتجاوز 200 مليار يوان من صندوقه الثاني، وفقاً لما نقلت "بلومبيرغ" عن أشخاص مطلعين على هذا الملف.

وتعمل الشركة المدعومة من الدولة، والمعروفة باسم الصندوق الكبير Big Fund، على توسيع نطاق اختصاصاتها، في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة لتصعيد حاد للقيود التكنولوجية المصممة للحد من التقدم الصيني في مجال الرقائق والذكاء الاصطناعي.

ويشير إنشاء صندوق ثالث أكبر بكثير، تشرف عليه بشكل مباشر وزارة التكنولوجيا القوية في الصين، إلى تجدد الجهود لتسخير أكبر سوق لأشباه الموصلات في العالم بعد سنوات من النجاح المختلط مع الإشراف المركزي.

وكان لا يزال يتعين على شركة Huawei Technologies Co وشريكتها Semiconductor Manufacturing International Corp الاعتماد على التكنولوجيا أميركية المنشأ لبناء معالج متقدم عام 2023.

وتوقع أحد الأشخاص أن تأتي غالبية رأسمال المرحلة الثالثة للصندوق الكبير من الحكومات المحلية وأذرعها الاستثمارية والشركات المملوكة للدولة، في حين لن تساهم الحكومة المركزية إلا بجزء صغير.

وهدف بكين الآن هو تجميع رؤوس الأموال القيمة في جميع أنحاء البلاد لتنفيذ المشاريع الكبرى، وهو عنصر أساسي في نهج "الأمة بأكملها" الذي ينتهجه الرئيس شي جين بينغ، وفقاً للشخص نفسه.

وتأتي مساعي بكين المتجددة للاعتماد على الذات في الوقت الذي تحث الولايات المتحدة حلفاءها، بما في ذلك هولندا وألمانيا وكوريا الجنوبية واليابان، على تشديد القيود على وصول الصين إلى تكنولوجيا أشباه الموصلات وسد الثغرات في ضوابط التصدير الحالية.

ويشكل الصندوق الكبير أهمية محورية في مساعي الصين، فيما قالت مصادر، طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن حكومات شنغهاي والمدن الأخرى، ومجموعة تشاينا تشنغتونغ القابضة وشركة الدولة للتنمية والاستثمار، من بين المستثمرين الذين يتطلعون إلى تخصيص مليارات اليوانات من كل منهم لصندوق المرحلة الثالثة.

وسيساعد هذا الصندوق في تمويل 3 إلى 4 مجموعات من رأس المال يديرها شركاء عامون آخرون، في إطار ما يسمى بهيكل "صندوق الأموال" لتنويع مصادر الصفقات واستراتيجيات الاستثمار.

ولفت الأشخاص إلى أن الصندوق الثالث، كما سيُعرف، سيدعم الشركات المحلية مباشرة، مشيرين إلى أن المفاوضات بشأن جمع المساهمات لا تزال مستمرة وقد تستغرق أشهراً للانتهاء منها.

ولم تستجب وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية وحكومة شنغهاي وChengtong وSDIC لطلبات التعليق.

ويُعد الصندوق الكبير الأداة الرئيسية للصين لتزويد صانعي الرقائق المحليين بالمساعدات المالية. وقد أُسّس عام 2014، واجتذب نحو 45 مليار دولار من رأس المال، ودعم عشرات الشركات، بما في ذلك الشركات المحلية الرائدة في مجال صناعة الرقائق SMIC وشركة Yangtze Memory Technologies Co.

و"إس إم آي سي" التي تتخذ شنغهاي مقراً هي شركة تصنيع الرقائق الرئيسية لشركة Huawei. ونجحت في تصنيع معالج بدقة 7 نانومتر لجهاز Mate 60 Pro عام 2023، وهو إنجاز اعتقدت الولايات المتحدة أنه بعيد عن متناول الصين.

وتمتلك المرحلة الثانية من الصندوق، التي أنشئت عام 2019، الآن، حصصاً في 48 شركة محلية للرقائق. أما المجموعة الافتتاحية، التي تم أنشئت عام 2014، فهي مساهم في 74 شركة ناشئة، وفقاً لقاعدة بيانات الشركات "تيانيانتشا" Tianyancha.

وتُعد الكيانات التي تتلقى رأس المال من الصندوق الكبير حاصلة على موافقة رسمية من بكين. ويساعد ذلك عادة على فتح الأبواب أمام مستثمرين محتملين آخرين وكسب المزيد من الدعم السياسي.

ومع ذلك، فإن عمل الصندوق في الغالب خلف الكواليس، وأبقى معايير الاستثمار بعيدة عن الرأي العام، وهو ما قال بعض النقاد إنه يقوّض المساءلة والمحاسبة.

وقد أبطأ الاستثمار بعد تحقيق مكافحة الفساد عام 2022، ما أدى إلى سقوط رئيسه السابق والعديد من المسؤولين الآخرين. وأمر كبار القادة الصينيين بإجراء تحقيقات بعد أن شعروا بالإحباط بسبب عدم تحقيق اختراقات في تطوير أشباه الموصلات لتحل محل الواردات الأجنبية بعد سنوات من الاستثمارات الحكومية الوافرة.

لكن الصندوق الكبير عاد إلى العمل مرة أخرى قرب نهاية العام الماضي، حيث استثمر أكثر من 10 مليارات يوان في شركة Changxin Xinqiao Memory Technologies Inc التي يبلغ عمرها عامين.

وأُسّست شركة Changxin Xinqiao غير المشهورة عام 2021، وتشارك بعض المساهمين ومديرها العام مع شركة Changxin Memory Technologies Inc الرائدة في صناعة شرائح DRAM في الصين، والتي يقع مقرها الرئيسي أيضا في مدينة Hefei شرقي الصين، وفقا لتيانانتشا.

المساهمون