الرئيس التونسي يشكك بنوايا دول غربية: "ماذا يريدون؟"

الرئيس التونسي يشكك بنوايا دول غربية: "ماذا يريدون؟"

19 فبراير 2022
الرئيس التونسي يحاول تبرير انفراده بالسلطة (تييري ماناسا/ Getty)
+ الخط -

اختار الرئيس التونسي قيس سعيّد، بعد عودته من بروكسل، التي شارك فيها في أشغال القمة السادسة للاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، التشكيك في نوايا بعض الدول الغربية، متسائلا عن خلفيات انتقاداتها للمسار الذي انتهجه في تونس، وذلك خلال لقائه برئيسة الحكومة نجلاء بودن، اليوم السبت، قائلاً "ماذا يريدون؟".

وأوضح سعيّد، بحسب ما أوردته الرئاسة، أنّ "تونس سبق أن طالبت بعض الدول بتسليمها أشخاصاً فارّين بهدف محاسبتهم، فطالبوا بتوفير محاكمة عادلة لهم لأنّ القضاء ليس عادلاً، ولما قلنا لهم سنعمل على تطهير البلاد والقضاء، أجابوا بأنّ هناك مسّاً بمبدأ التفريق بين السلط، فماذا يريدون؟''.

وكان سعيّد قد وقّع، الأحد الماضي، مرسوماً لاستحداث مجلس قضاء مؤقت يحلّ مكان المجلس الأعلى للقضاء، وأعطى لنفسه صلاحيات واسعة تشمل عزل القضاة في حال الإخلال بواجباتهم.

وتابع سعيّد ''تركوا الروح وتعللوا بالقوانين وبالأشكال والإجراءات التي وضعوها"، زاعماً أنّ مشاركته في القمة الأفريقية الأوروبية ببروكسل "كانت فرصة ليكشف حقيقة الأوضاع في تونس ويفند المغالطات والأكاذيب التي يروجون لها"، على حدّ قوله.

وأضاف ''كانت فرصة أيضاً لأبيّن لممثلي الدول حقيقة الوضع والإجراءات الاستثنائية التي تم إقرارها، وكذلك عن القضاء والمجلس الأعلى المؤقّت للقضاء.. وقلت لبعضهم أعيدوا إلينا أموالنا.. وقالوا لا بد من إجراءات يجب اتباعها، لذلك تم إنشاء لجنة تتعلّق بالأموال المنهوبة".

وأثارت زيارة سعيّد إلى بروكسل جدلاً واسعاً حول مضمونها ونتائجها وحتى حول شكلها، وكان بحاجة أكيدة إلى بذل جهد كبير لمحاولة إقناع شركاء تونس بمشروعه السياسي ورجاحة الإجراءات التي اتخذها، ودحض ما يقول إنها تهم باطلة يروّجها معارضوه.

وقال سعيّد إنه أوضح أيضاً في القمة أنّ "الأمر يتعلّق بالأرواح البشرية وليس بالأرباح المالية"، مضيفاً أنه تحدّث عن ضرورة ''أن يكون هناك مبدأ العدل وليس مجرد الحديث عن مساواة شكلية''، وفق تعبيره.

وانتقد سعيّد تغيّر مواقف بعض الأطراف السياسية التي كانت معارضة للأغلبية البرلمانية، مضيفاً "ولكنهم اليوم يجلسون معا"، في إشارة إلى اجتماع عدد من الشخصيات السياسية من أحزاب مختلفة، الخميس، للتضامن مع وزير العدل السابق والمحامي والبرلماني "الموضوع قيد الإقامة الجبرية" نور الدين البحيري ومساندته، وهو الاجتماع الذي حضره رؤساء أحزاب وبرلمانيون وشخصيات تونسية ونشطاء سياسيون وحقوقيون.

وأضاف "من المفارقات العجيبة التي نعيشها في تونس هذه الأيام تتعلّق بمواقف بعض الأشخاص الذين كانوا بالأمس القريب معتصمين في دوائر قصر باردو ضد الأغلبية التي أفرزتها نتائج انتخابات 2011، واليوم يجلسون على المائدة ذاتها ويخالون الشعب فاكهة جافة أو أرزاً، كما حصل سنة 2013 ويخالون الدولة غنيمة لكل واحد فيها نصيب".

وتابع "يخالون الدولة غنيمة، فعلى أيّ قدم يرقصون؟"، معتبراً أنّ "الشعب متفطن لكل ذلك"، وأنه سيواصل العمل بالعزيمة نفسها.