إيران: سلمنا وثائق لـ"الذرية الدولية" حول القضايا العالقة

إيران: سلمنا وثائق لـ"الذرية الدولية" حول القضايا العالقة وسنكشف عن 9 إنجازات نووية

06 ابريل 2022
إسلامي: إيران ستزيح الستار عن 9 إنجازات نووية في المجالين الطبي والصناعي (Getty)
+ الخط -

أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، اليوم الأربعاء، أن العلاقات بين بلاده والوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال الشهور الماضية "باتت منطقية على أساس المقررات والقوانين وذلك من خلال اتخاذ تدابير خاصة"، في إشارة إلى الاتفاق بين الطرفين مطلع مارس/آذار الماضي.  

وفي مؤتمر صحافي لشرح برامج منظمته بمناسبة اليوم الوطني للتقنية الوطنية، الذي يوافق السبت المقبل، أعرب إسلامي عن أمله في أن تتعزز العلاقات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأكد المسؤول الإيراني أن بلاده تسعى بموجب الاتفاق مع الوكالة الدولية إلى حل القضايا العالقة، مشيراً إلى أنه كانت هناك إبهامات بشأن أربعة مواقع إيرانية لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، غير أنه كشف عن رفع الغموض بشأن موقع، قائلا إن المفاوضات جارية بشأن المواقع الثلاثة الأخرى التي سبق أن أعلنت الوكالة الدولية أنها عثرت على مواد نووية فيها.

وكانت مصادر مطلعة مواكبة للمفاوضات النووية في فيينا، كشفت لـ"العربي الجديد" قبيل زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي إلى إيران يوم الخامس من مارس/آذار الماضي للتوقيع على اتفاق بين الطرفين بشأن القضايا العالقة، عن أنهما خلال مباحثاتهما في فيينا، والتي كانت تجري بموازاة المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي توصلا إلى حل قضية أحد المواقع الأربعة. 

وأضاف إسلامي أن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، سلمت يوم 20 مارس، الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الوثائق التي طلبتها بشأن "مزاعم الكيان الصهيوني"، قائلا إن مندوبين من الوكالة سيزورون إيران قريبا لمراجعة الردود الإيرانية تمهيدا لإعداد تقرير نهائي. وأعرب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية عن أمله في أن تواصل الوكالة الدولية عملها "بشكل مهني ومنطقي" لإعداد تقريرها النهائي بشأن القضايا العالقة.

وجاء تسليم إيران تلك الوثائق تنفيذا للبند الأول من اتفاقها المكون من أربعة بنود مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تم الكشف عنه خلال زيارة غروسي إلى طهران. وتعهدت إيران في الاتفاق بأنها ستقدم "إيضاحات مكتوبة" بشأن أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول القضايا المطروحة المرتبطة المواقع المشتبه بها مع إرفاقها بـ"وثائق معينة معنية" وذلك حتى 20 مارس/آذار. 

وينص البند الثاني من الاتفاق على أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستقوم بمراجعة ما تقدمه إيران من إيضاحات ووثائق خلال أسبوعين بعد استلامها ومن ثم ستطرح على إيران "أي أسئلة" حول المعلومات التي تتلقاها. وينص البند الثالث من خارطة الطريق بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية على أنه خلال أسبوع بعد تقديم الوكالة أي أسئلة لإيران حول المعلومات الإيرانية المقدمة إليها سيعقد الطرفان جلسة في طهران لمناقشة الأسئلة. 

وفي البند الرابع، ورد أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد إنجاز الأنشطة المنصوص عليها في البنود الثلاثة آنفة الذكر وتقييمات الوكالة، سيقوم بعرض النتيجة في تقرير على اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي سينعقد خلال يونيو/حزيران المقبل.   

إنجازات نووية 

إلى ذلك، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن المنظمة ستزيح الستار عن 9 إنجازات نووية في المجالين الطبي والصناعي، السبت المقبل، في اليوم الوطني للتقنية النووية. وأكد إسلامي أن برنامج بلاده النووي "سلمي"، قائلا إنها "ليس لديها أي هدف آخر غير الأهداف الوطنية في إطار اتفاق الضمانات التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية". 

ولفت المسؤول الإيراني إلى وجود خطة لدى طهران لرفع إنتاجها من الكهرباء النووية من ألف ميغاواط إلى عشرة آلاف، مشيرا إلى أنها تعمل حاليا على إنشاء محطتين نوويتين لإنتاج ألفي ميغاواط من الكهرباء. ورداً على سؤال بشأن احتياطات إيران من اليورانيوم المخصب بدرجات نقاء 20 و60 بالمائة، رفض إسلامي الإعلان عن أرقام، قائلا إنها "بالكمية نفسها التي وردت في وثائق الوكالة الدولية للطاقة الذرية". 

وأكد إسلامي تحويل بلاده كيلوين ونصف كيلو من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمائة، إلى مادة "الموليبدينوم" المستخدمة في إنتاج أدوية علاجية للمرضى. 

وبشأن مفاوضات فيينا المتوقفة، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إنها تستكمل مراحلها و"الجمهورية الإسلامية لديها الإرادة ودائما تتقدم على غيرها في بناء الثقة وإزالة الإبهامات"، على حد تعبيره. وشدد على أن "إيران لن تقبل بأي كلام غير قانوني وسلطوي" خلال المفاوضات.

وتوقفت مفاوضات فيينا في الـ11 من الشهر الماضي، وعاد المفاوضون إلى عواصمهم، مع ذلك، استمرت المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في العواصم، بعد توقف المفاوضات خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك عبر منسقها إنريكي مورا الذي أشرف على تبادل الرسائل بين الطرفين، فضلاً عن نقل أطراف إقليمية أيضاً هذه الرسائل بينهما.

يشار إلى أن موضوع رفع "الحرس الثوري" الإيراني من قائمة الإرهاب الأميركية يعتبر أهم قضية عالقة أمام مفاوضات فيينا للتوصل إلى اتفاق. وظلت طهران تكرر أن ذلك من خطوطها الحمراء، ولن تتنازل عنه. وفي الجانب الآخر، ظلت الولايات المتحدة الأميركية ترفض التجاوب مع هذا الطلب الإيراني، مؤكدة أنها ستبقي العقوبات على الحرس ومؤسساته. 

وتربط كل من إيران والولايات المتحدة الأميركية التوصل إلى اتفاق في مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي بأن يتخذ الطرف الآخر القرار السياسي.