آليات عسكرية تركية تدخل إدلب تزامناً مع قصف للنظام السوري

أكثر من 50 آلية تركية تدخل إدلب تزامناً مع قصف للنظام السوري

22 نوفمبر 2020
أكثر من 50 آلية عسكرية تركية دخلت إدلب (عارف وتد/فرانس برس)
+ الخط -

استقدمت القوات التركية الموجودة في الشمال السوري، ليلة السبت - الأحد، أكثر من 50 آلية عسكرية من بينها دبابات، توزّعت على نقاط المراقبة والانتشار في المنطقة، فيما قصفت قوات النظام والمليشيات الموالية لها قرى وبلدات في منطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب.
وقال الناشط مصطفى محمد، لـ"العربي الجديد"، إن أكثر من 50 آلية تركية دخلت محافظة إدلب من معبر كفرلوسين على ثلاث دفعات، وتوزّعت على أكثر من نقطة مراقبة وانتشار في منطقة جبل الزاوية.
وأوضح أن القوة تعتبر الأكبر من حيث عدد الآليات التي دخلت الشمال السوري هذا الشهر، كما أشار إلى أنها ضمّت آليات ثقيلة ومعدات لوجستية.

وبحسب إحصائيات المرصد السوري، فإن عدد الآليات التركية التي دخلت الشمال السوري منذ بدء وقف إطلاق النار الجديد في مارس/آذار الفائت بلغ 7500 آلية.
وتأتي هذه التعزيزات العسكرية وسط حديث عن نية قوات النظام، مدعومة من روسيا والمليشيات الإيرانية، شنّ هجوم على منطقة جبل الزاوية بهدف الوصول إلى طريق حلب - اللاذقية (إم 4).
وأحبطت فصائل المعارضة، يوم الجمعة، محاولة تقدّم لتلك القوات على محور قريتي الملاجة والفطيرة في جبل الزاوية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات التي حاولت التقدّم.

وبالتزامن مع دخول الآليات التركية، قصفت قوات النظام والمليشيات المساندة لها، بقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ، قرى وبلدات الفطيرة وكنصفرة والبارة وسفوهن والحلوبة جنوبي إدلب، ولم يسفر القصف عن حدوث إصابات.
وتكرر القصف على محيط مدينة إدلب في الآونة الأخيرة، ويظهر ذلك خلافاً روسياً - تركياً على تنفيذ تفاصيل الاتفاق الذي تمّ توقيعه في مارس/آذار الفائت.
وقال فريق "منسقو استجابة سورية" إن قصف قوات النظام وروسيا على محافظة إدلب منذ أول شهر أكتوبر/تشرين الأول الفائت أسفر عن مقتل 25 مدنياً، ودمّر 10 منشآت خدمية.
وأضاف في تقرير الأسبوع الفائت أن المنطقة شهدت حركة نزوح تحديداً في مدينة أريحا وجبل الزاوية، وبلغ عدد الأفراد النازحين خلال الفترة المذكورة 1794 نسمة، في حين توقفت حركة العودة بشكل كامل إلى المنطقة.

قصف يطاول ميلشيات إيرانية

إلى ذلك، لم تتوقف الضربات الجوية التي تُسدد من قبل طائرات يُعتقد أنها تتبع التحالف الدولي ضد ميلشيات إيرانية تسيطر على جانب كبير من شرقي سورية.

وفي أحدث الضربات الجوية التي تستهدف المليشيات الإيرانية في ريف دير الزور الشرقي، استهدف طيران مجهول مساء السبت مواقع هذه المليشيات غربي مدينة البوكمال، قرب الحدود العراقية -السورية، بأكثر من 10 ضربات جوية.

 ويُعتقد أن الطائرات التي ضربت المليشيات الإيرانية تابعة لـ "التحالف الدولي ضد الإرهاب" بقيادة الولايات المتحدة، والذي دأب منذ بداية عام 2018 على استهداف مواقع عسكرية وقواعد ونقاط تمركز لهذه المليشيات التي تسيطر على جانب كبير من ريف دير الزور الشرقي جنوب نهر الفرات، ومن بادية هذه المحافظة مترامية الأطراف.

 ونشر الحرس الثوري الإيراني العديد من المليشيات التابعة له في المنطقة الممتدة من مدينة الميادين جنوب شرقي دير الزور إلى مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية، حيث تتلقى هذه المليشيات ضربات مركزة من طيران التحالف الدولي بشكل شبه دائم، ولكن ذلك لم يدفعها إلى الانسحاب من المنطقة، بل تعمل بشكل مستمر على ترسيخ وجودها.

الروس يتجهزون لتمشيط البادية

على صعيد ذي صلة، تشير معطيات ميدانية إلى أن الجانب الروسي يجهّز لحملة تمشيط لباديتي دير الزور والرقة، بهدف القضاء على خلايا نشطة لتنظيم "داعش" تستهدف قوات النظام ومليشيات محلية مرتبطة بقاعدة حميميم الروسية على الساحل السوري، أبرزها مليشيا "لواء القدس"، التي تعد ذراعا برية للروس في عدة مناطق سورية منها محافظة دير الزور.

ويقطع التنظيم بين وقت وآخر الطريق الدولي الذي يوصل العاصمة السورية دمشق بمحافظة ديرالزور، والذي يمر في قلب البادية السورية. كما أنه استهدف في الآونة الأخيرة قوافل تجارية تنقل الحبوب والنفط من مناطق سيطرة قوات "سورية الديمقراطية" (قسد) إلى مناطق النظام التي باتت تفتقر لرغيف الخبز والمحروقات بكل أنواعها، وهو ما يدفع الروس والنظام للقيام بهذه الحملة.

وذكر موقع "نهر ميديا" المختص بنقل أخبار المنطقة الشرقية من سورية، أن تعزيزات لمليشيا "الدفاع الوطني" و"الفيلق الخامس" التابع للروس، تضم آليات و90 عنصرا بعتادهم العسكري، وصلت السبت إلى منطقة "صفيان" جنوب غرب الرقة، قادمة من مدينة حماة.

 إلى ذلك، ذكرت مصادر في المعارضة السورية المسلحة لـ "العربي الجديد" أن قوات النظام حركت الجمعة 35 آلية من بينها أربع دبابات ومدفعان، من جبهتي معرة النعمان وسراقب في ريف إدلب باتجاه البادية.

 ورجحت المصادر أن تكون هذه القوات بصدد التحضير لعملية عسكرية واسعة النطاق في البادية، تبدأ من ريف حماة الشرقي غربا وتنتهي ببادية دير الزور شرقا. ومن الواضح أن النظام يريد تأمين الطرق في البادية السورية، وخاصة الطريق الذي يربط العاصمة دمشق بمحافظة دير الزور، والطريق الذي يربط حماة وحمص بمحافظة الرقة، وهو الأكثر أهمية للنظام اقتصاديا. 

 

 

المساهمون