الحجاب والنقاب في مزادات السياسة

الحجاب والنقاب في مزادات السياسة

23 اغسطس 2018

سهير البابلي وفيفي عبده وحلا شيحة

+ الخط -
السيدة الفاضلة سهير البابلي
ارتدت الممثلة سهير البابلي الحجاب والجَونتات الحرير، وكانت لا تترك أي عمرةٍ أو حجةٍ إلا وكانت هناك في شرفات الفنادق، وفسحات المساجد، مصليةً ومضحيةً.. بصرف النظر إن كان ذلك حجّا سياحيا خمس نجوم، أو ذهبت إليه في حر القيظ على ظهر بغلتها، ومعها زمزمية أو قربة ماء، أو انتظرت لعامها الثاني تبكي في مقابر البقيع ذنوبها على لظى النار، أو كان جملها يعيدها إلى الفندق وهودجها يخبّ خبًّا ما بين الرمال والغبار، أو ظلت في مشربيات فندقها ما بين زجاجات عطورها الذهبية، تشرب شراب الرّمان، وتحنو على شراب اللوز، ممتنّة بالنعماء، فالله عليم بالنيات والأعمال.. إلا أنها، بعد سنوات طوال قضتها في الشعائر والأنفال وكتب التفاسير ومعارج المعاني، تبيّن لها فجأة أن رائحة "شراب مبارك المعفّن" أجمل من كل روائح باريس، وهو الوحيد الذي يعيد إليها التوازن والثقة في العالم، خصوصا بعد ثورة يناير، مع أنها، لا تأخرت عليها (الريش أو الكباب) مثل عفاف شعيب، ولا حاولت أن تدخل ميدان التحرير في يناير مثل السيناريست وحيد حامد، فوجدته مكتظّا بنصف مليون من بياعين العرقسوس والتمر هندي والبرتقال والشاي والبطاطا.
السيدة فيفي عبده
على الرغم من أنها لم ترمِ سابقا بأي سهم، لا في موضوع الحجاب أو النقاب، ولا التفاسير أو جلال المعاني، وإن كانت تحرص على الحجّ والعمرات من عشرين سنة، كما قالت، وتُفضّل أن يكون ذلك سياحيا، من أجل شغلها والمتعهدين والعقود والبيوت المفتوحة من الآلاتية والطبول والكمنجاتية وضاربي العود، إلا أنها دخلت على خط النار في الموضوع المطروح بشأن حجاب حلا شيحة، حينما خلعته هذه وأرادت العودة إلى الفن، فعزّمت فيفي عبده، وقالت: "لما الإخوان متغاظين أوي من حلا لما قلعت حجابها.. أنا مستعدة أقلع لهم ملط وأخليهم يتغاظوا ويتفرسوا أكتر". ونسيت السيدة الفاضلة فيفي عبده أنها قرأت نصف القرآن الكريم للفريق القومي لكرة القدم في مدرجات روسيا، فعاد الفريق بجملين بلح، "فامسكي نفسك، يا ست فيفي، ده العرض غالي وقلْع الهدوم مش لعبة"، والسياسة أيضا متقلّبة، ولا تحتاج للعكننة والرهانات على القمصان، والعياذ بالله، ونحن في موسم الحج.
السيدة الفاضلة حلا شيحة
الملاحظ أنه بعدما فشخ أحمد موسى حنكه، معلنا عن مفاجأة ستهزّ جدران الجماعة الإرهابية، وبيوتها ونخيلها، بعودة حلا شيحة إلى السينما، تصوّرنا أن علي بدرخان وداود عبد السيد سيعودان إلى الكاميرا والاستديوهات، وأن السكة الحديد ستعود ثاني سكة حديد بعد بريطانيا، وأن الجنيه المصري سيتفوّق على الدولار "وينقحه روسيتين" مثلا. وقد يعود طلعت حرب أيضا، ويأمر بعودة سينما فاتن حمامة بعدما هُدمت، أو سينما ريفولي بعد حريقها، أو حتى تنتعش البورصة، على الأقل من ابتسامة حلا فقط. ولكن، واضحٌ أن رأس المال السوقي ما زال يخاف من حنك أحمد موسى. ورأس المال، بصراحة، معذور في هذا.