حُقن تخفيض الوزن: الشروط والآثار الجانبية

حُقن تخفيض الوزن: الشروط والآثار الجانبية

08 سبتمبر 2020
لهذه الحقن آثار جانبية لا يمكن الاستهانة بها لخطورتها (Getty)
+ الخط -

لم تعد زيادة الوزن مشكلة ترتبط بالشكل فحسب اليوم، بل ينظر إليها الطب كمشكلة صحية، لما لها من تداعيات لا يمكن الاستهانة بها. بحسب الطبيبة الاختصاصية في أمراض الغدد الصماء والسكري في مركز بلفو الطبي، الدكتورة غادة سبعلي، تتوافر اليوم الحقن التي تساعد على خفض الوزن كحل يمكن اللجوء إليه بإشراف طبي عندما لا تفيد الحلول الطبيعية، كالحمية والرياضة في التخلص من زيادة الوزن، وذلك بهدف حماية الشخص من الناحية الصحية.
تشدد الدكتورة سبعلي على أن الهدف من اللجوء إلى حقن Saxenda ليس تحسين الشكل، بل خفض الوزن لأسباب صحية، لاعتبار أن زيادة الوزن مشكلة صحية اليوم، ولا بد من معالجتها على هذا الأساس. بات معروفاً أن السمنة مرض يؤدي إلى أمراض أخرى عديدة على المدى البعيد.
انطلاقاً من هذا المبدأ، يتم اللجوء إلى هذه الحقن الموافق عليها من قبل إدارة الغذاء والدواء FDA وفق التوصيات. فلا يمكن اللجوء إليها بطريقة عشوائية، بل لمن يتخطى مؤشر كتلة الجسم لديهم الـ 27. ومن الشروط التي يجب الارتكاز عليها قبل اللجوء إلى الحقن، أن يكون الشخص المعني قد حاول أيضاً أن يخفض وزنه بالحمية والوسائل الطبيعية التي فشلت في ذلك.
أما بالنسبة إلى المبدأ الذي تعمل على أساسه الحقن؛ فمتعدد الأهداف، إذ تحتوي على هرمون يفرزه البنكرياس، ولها مستقبلات في الدماغ تعمل على خفض الشهية وتأمين الإحساس بالشبع سريعاً، وعلى خفض الكميات التي يمكن تناولها. كما تزيد قدرة الجسم على حرق الوحدات الحرارية. وبالتالي هي تعمل على جوانب متعددة تساعد على خفض الوزن.


آثار جانبية تؤخذ بعين الاعتبار
صحيح أن هذه الحقن تساعد على خفض الوزن بنسبة عالية لمن لم يتمكنوا من خفض وزنهم بالوسائل الطبيعية، لكن لا تنكر الدكتورة سبعلي أن لهذه الحقن آثاراً جانبية لا يمكن الاستهانة بها لخطورتها. فكون الحقن تعمل على الهرمون الخاص بالبنكرياس، يمكن أن تسبب التهاباً فيه كردة فعل على الدواء. في المقابل، عند وقف العلاج، يعود الوضع إلى طبيعته وتزول المشكلة.
من جهة أخرى، لا بد من أخذ خطر سرطان الغدة الدرقية الذي يحذر منه عند اتباع هذا العلاج بعين الاعتبار. من هنا، تأتي أهمية تدقيق الطبيب قبل اللجوء إلى العلاج، من حال المريض بإجراء السكانر والفحوص اللازمة للتحقق ما إذا كان هذا الخطر موجوداً. فإذا كان هناك استعداد لأي من المشكلتين، يستبعد العلاج بهذه الحقن.
أما الأعراض التي يمكن أن يعانيها من يتبع العلاج؛ فهي الغثيان ووجع المعدة والإسهال والنفخة وارتداد الطعام، وغيرها من الأعراض المرتبطة بالجهاز الهضمي. كما يمكن أن تظهر حساسية في موضع الحقنة.

لايف ستايل
التحديثات الحية

كيف يتبع العلاج؟
تُعطى الحقن بمعدل واحدة في اليوم، على أن يتم البدء بجرعة خفيفة وصولاً إلى الجرعة القصوى خلال خمسة أسابيع. هي الطريقة التي يجب التقيد بها كبرنامج للعلاج. وبعد ستة أسابيع إضافية من متابعة الحالة، يمكن الاستمرار في الجرعة القصوى وصولاً إلى 52 أسبوعاً تعتمد فيها. تجرى عندها، بحسب الدكتورة سبعلي، الفحوص، ويمكن التحقق من مدى تجاوب الجسم مع العلاج. إذا كان الوزن لم ينخفض بمعدل خمسة في المائة على الأقل فلا جدوى منها، خصوصاً في حال زيادة الوزن؛ فهذا يعني أنه ما من فائدة منها. مع الإشارة إلى أنه في حال ظهور آثار جانبية تخفف الجرعة بحسب كل مريض، لأن جسم كل مريض يتجاوب بطريقة معينة.


معدل خفض الوزن
خلال مدة اتباع هذا العلاج بالحقن لخفض الوزن، يتجاوب كل شخص بطريقة مختلفة، ولا يمكن التعميم، وفق الدكتورة سبعلي. فعلى سبيل المثال، يمكن أن ينخفض الوزن لدى البعض بمعدل 10 كيلوغرامات في الشهر الأول. كما يمكن أن ينخفض الوزن بمعدل 10 في المائة منه في الشهرين الأولين. أما توصيات إدارة الغذاء والدواء حول هذه الحقن؛ فتشير إلى انخفاض بمعدل 12 في المائة بعد 52 أسبوعاً من اعتمادها.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الطريقة العلاجية معتمدة كحل بعد فشل الوسائل الطبيعية لدى من يتخطى مؤشر كتلة الجسم لديهم الـ 27. أما الجراحة، فتعبر خطوة ثانية بعدها في حال لم تفد الحقن كعلاج. وفي الحالات العادية، يمكن اللجوء إلى الجراحة في حال تخطى مؤشر كتلة الجسم الـ 40، أو تخطى الـ 35 بوجود مشاكل صحية مرتبطة بزيادة الوزن.

دلالات

المساهمون