إيتيل عدنان.. عودة للوطن المستحيل

إيتيل عدنان.. عودة للوطن المستحيل

28 يوليو 2021
(إيتيل عدنان، تصوير: باتريك داندي)
+ الخط -

تتقاطع في تجربة إيتيل عدنان عدّة مسارات في حياتها تبدأ من الكتابة مروراً بالرسم والتخطيطات وانتهاءً بأعمال الطباعة والنسيج. وتبدو علاقة الكلمة والصورة محطّة انطلاق أساسية لديها، حيث ما زالت ترسم وتكتب الشعر وهي في سن السادسة والتسعين.

ترى الفنانة التشكيلية اللبنانية (1925) أن للفن وظيفة سياسية وانعكاساً وتمثيلاً للحياة وطريقة العيش، وتتناول في أعمالها ثيمات متعدّدة مثل الهوية والحرب والانقسامات الدائرة في بلادها، حيث يحضر البحر بزرقته التي لا تغادر كثيراً من لوحاتها، والقمر الذي تختزله بدائرة تتكرّر أيضاً مع غيرها من الإشارات والرموز.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

"عودة للوطن المستحيل" عنوان معرضها الاستعادي الذي افتتح في "متحف بيرا" بإسطنبول في الرابع من نيسان/ أبريل الماضي ويتواصل حتى الثامن من الشهر المقبل، ويضم لوحات زيتية وأعمال طباعة وخزف وسجاد وغيرها من الوسائط.

يشير المنظمون إلى أن "تفسير إيتيل عدنان للعالم المادي المحيط بها طبيعي، إذ أن مناظرها الطبيعية المجردة الفريدة والأعمال التي تتعامل مع مواضيع مثل الجبال واللون والكتابة والذاكرة والوقت هي نتائج العلاقة الهشة والديناميكية التي أقامتها مع العالم".

يتضمّن المعرض أعمالاً تعود إلى بداياتها، وهي تركيبات مجردة بسيطة وأعمال نسيج تجريدية أنجزتها حين بدأت تدريس فلسفة الفن وعلم الجمال في الولايات المتحدة نهاية خمينيات القرن الماضي، حيث واجهت سؤال كيف يمكنها أن تشارك في دورات تدريبية في الفنون وهي لا تمارسها عملياً، فأخذت حينها ورقة وأقلام تلوين لترسم وتبدأ الرحلة من هناك.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

لا تنفصل تجربة عدنان عن حياتها الشخصية وهي المولودة في دمشق لأم يونانية مسيحية وأب مسلم سوري، وكلاهما معزول عن عائلته بسبب زواجهما، حيث تقول ""كتاباتي ولوحاتي ليس لديها اتصال مباشر بما هو في ذهني، وهما بالتأكيد يؤثران في بعضهما البعض، حيث كل ما نقوم به يرتبط بشيء فينا، ويتضمن كل ما قمنا به أو نقوم به، لكن بشكل عام فإن كتابتي مرتبطة بالتاريخ كما هو (ولكن ليس فقط) ورسومي هي انعكاس لحبي الكبير للعالم، والسعادة التي ستكون، وللطبيعة والقوى التي تشكل مناظرها".

كما يحضر المنفى في تعدد أمكنته بقوة في تجربتها، وهي التي غادرت لبنان في شبابها ودرست الفلسفة في "جامعة السوربون"، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة، حيث عملت مدرّسة لتاريخ الفن في "جامعة دومينيكان" بكاليفورنيا، وعاشت متنقة بين لبنان والولايات المتحدة.

المساهمون