منصات التواصل وسط أزمة الرسوم المسيئة

منصات التواصل وسط أزمة الرسوم المسيئة

31 أكتوبر 2020
تظاهرة ضد الرسوم المسيئة في تونس الخميس (ياسين قايدي/ الأناضول)
+ الخط -

وجدت منصات التواصل الاجتماعي نفسها وسط الأزمة التي تلت جريمة قتل المدرّس الفرنسي سامويل باتي بقطع رأسه في إحدى ضواحي باريس، بعدما عرض على طلابه رسوماً كاريكاتورية لنبي الإسلام محمد؛ فالمسؤولون في فرنسا وحول العالم تهافتوا عليها، لإطلاق مواقفهم من الجريمة ومن التصريحات التي تلتها للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

يوم الجمعة أغلقت منصة "إنستغرام" الحساب الفرنسي الخاص بالمرشد الإيراني علي خامنئي، بعد نشره رسالة مقتضبة موجهة للشباب الفرنسي حول تصريحات ماكرون الداعمة لنشر الرسوم. وعند الدخول إلى الصفحة حالياً تظهر رسالة مفادها بأنها "غير متاحة".

لكن خامنئي دشن حساباً جديداً بالفرنسية، وأعاد نشر رسالته الموجهة إلى الشباب الفرنسي.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

Au nom de Dieu Jeunes de France ! Posez cette question à votre Président : pourquoi il soutient l'offense au Prophète de Dieu, tout en la considérant comme la liberté d’expression ? Est-ce que la liberté d'expression veut dire insulter et offenser, et ce, les personnalités éminentes et sacrées ? ‌‌ Cet acte stupide n’est-il pas une offense à la conscience d’une nation qui l’a élu comme son président ?! ‌‌ La question suivante est : pourquoi alors douter au sujet de l’holocauste est considéré comme un crime ? Et pourquoi celui qui écrit sur ce sujet doit être condamné à la prison, tandis que l’offense au #Prophète est un acte permis ?! ‌‌ Sayed Ali Khamenei 28 octobre 2020

A post shared by Ayatollah Khamenei (@fr.khamenei.ir) on

وفي الرسالة هاجم خامنئي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدعمه نشر الرسوم، متهماً إياه بارتكاب "عمل أحمق"، ودعا الفرنسيين إلى الاحتجاج على تصريحات ماكرون قائلاً "اسألوا رئيسكم لماذا يدعم إهانة رسول الله ويعتبرها حرية تعبير؟". وأضاف "هل معنى حرية التعبير هو السب والإهانة ضد وجوه مشرفة ومقدسة؟ أليس هذا العمل الغبي الأحمق إهانة لمشاعر شعب اختاره (ماكرون) رئيساً؟". وطرح المرشد الإيراني تساؤلاً آخر "هل التشكيك في هولوكوست (المحرقة النازية) جرم؟ وإذا كتب شخص عن الأمر يُسجن، لكن إهانة الرسول مسموح بها؟".

ويوم الخميس حذف "تويتر" تغريدة لرئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد، قال إنها تنتهك قواعد النشر في الموقع وتحرض على العنف. وكانت التغريدة ضمن 13 تغريدة نشرها مهاتير، وتحدث فيها عن أحداث فرنسا الأخيرة ورد فيها على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي تناولت الدين الإسلامي وموقف الأخير من الرسوم المسيئة وجريمة قتل المدرس الفرنسي.

وقال مهاتير في التغريدة المحذوفة، ورقمها 12 من 13 تغريدة، إن "للمسلمين الحق في الغضب وقتل ملايين الفرنسيين على مذابح الماضي"، مضيفاً "لكن المسلمين بشكل عام لم يطبقوا قانون العين بالعين، المسلمون لا يفعلون ذلك، ولا ينبغي للفرنسيين فعله، بدلاً من ذلك يجب على الفرنسيين تعليم شعبهم احترام مشاعر الآخرين".

واعتبر مهاتير في تغريداته أنه يدين قتل المدرس "ليس عملاً يمكن أن أتقبله كمسلم، لكن بينما أؤمن بحرية التعبير، لا أعتقد أن ذلك يشمل إهانة الآخرين. لا يمكنك الذهاب لرجل وإهانته فقط لأنك تؤمن بحرية التعبير". 

وتحدث عن ماكرون قائلاً إنه "لا يظهر أنه متحضر، إنه بدائي للغاية في لوم الدين الإسلامي والمسلمين على قتل أستاذ المدرسة".

وأضاف مهاتير أن القتل لا يتماشى مع الدين الإسلامي "لكن بغض النظر عن الدين المعلن، يقتل الغاضبون، لقد قتل الفرنسيون خلال تاريخهم الملايين من الناس، كان الكثير منهم مسلمين". وختم مهاتير بالقول "بما أنك تلقي باللوم على كل المسلمين وعلى عقيدتهم بسبب ما فعله شخص غاضب. يحق للمسلمين معاقبة الفرنسيين، المقاطعة لا يمكن أن تعوض الأخطاء التي ارتكبها الفرنسيون كل هذه السنوات".

ولم يشر مهاتير محمد في تغريداته إلى الاعتداء الذي جرى صباح يوم الخميس في مدينة نيس الفرنسية، حيث قُتل ثلاثة أشخاص بينهم امرأة، قُطع رأسها، على يد شخص هاجمهم قرب كنيسة في المدينة.

وفي السياق نفسه، أبلغ المندوب الحكومي لمحاربة العنصرية في فرنسا فريديريك بوتير، وكالة "فرانس برس" الأربعاء، أنه أبلغ القضاء الفرنسي بتغريدة مسؤول تركي استخدم فيها نعت "الأوغاد" ليصف صحيفة "شارلي إيبدو".

ففي تغريدة نُشرت مساء الثلاثاء كتب نائب وزير الثقافة التركي، سيردار جان، بالفرنسية "(شارلي إيبدو) أنتم أوغاد. أنتم أبناء عاهرات. أنتم أبناء كلاب".

وقال فريديريك بوتير لـ"فرانس برس" إن "ثمة أمراً غير لائق في السياق الحالي ومحاكمة هجمات (شارلي إيبدو) التي بدأت في سبتمبر/ أيلول ومأساة اغتيال سامويل باتي". وانتقد شبكة "تويتر"، متسائلاً في تغريدة "هل تمتثل الرسالة المقززة من هذه الشخصية التركية الرفيعة لشروط خدمتكم؟ المندوب الوزاري سيبلغ القضاء. لن نستسلم أمام محاولات الترهيب هذه". وأضاف أن هذه المسألة "تطرح تساؤلات عن مسؤولية شبكات التواصل الاجتماعي".

وكانت الصحيفة الساخرة قد نشرت مساء الثلاثاء غلاف عددها الذي يحمل صورة كاريكاتورية لأردوغان بالملابس الداخلية حاملاً علبة بيرة وهو يرفع ثوب امرأة محجبة. وانتقد أردوغان الرسم بشدة، معتبراً أنه "هجوم حقير" من "أوغاد".

كما دعا رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، شركة "فيسبوك" إلى حظر المحتوى المعادي للإسلام على منصتها، محذراً من تصاعد التطرف بين المسلمين، بعد ساعات من انتقاده للرئيس الفرنسي بتهمة "مهاجمة للإسلام".

وقال خان، في رسالة مفتوحة نُشرت على "تويتر" يوم الأحد، إن "تزايد الإسلاموفوبيا" يشجع التطرف والعنف في جميع أنحاء العالم، لا سيما من خلال منصات التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك". وأضاف "أود أن أطلب منكم فرض حظر على الإسلاموفوبيا وكراهية الإسلام على موقع (فيسبوك) مماثل للذي فرضتموه بسبب محرقة النازي".

وردت متحدثة باسم "فيسبوك"، في حديث لوكالة "رويترز"، قائلة إن الشركة تعارض كل أشكال الكراهية ولا تسمح بالهجمات على أساس الجنس أو العرق أو الوطن الأم القومي أو الدين.

 

المساهمون