ضحايا وخراب بعد عاصفة كارثية ضربت مناطق من فرنسا وإيطاليا

ضحايا وخراب بعد عاصفة كارثية ضربت مناطق من فرنسا وإيطاليا

04 أكتوبر 2020
يومان من فيضانات "غير مألوفة" والبحث عن مفقودين (نيكولاس توكات/فرانس برس)
+ الخط -

 

أعلن الدفاع المدني الإيطالي، اليوم الأحد، العثور على جثة راعٍ فرنسي في نهر رويا، ما يرفع حصيلة الفيضانات القوية التي ضربت، الجمعة، مناطق في جنوب شرق فرنسا وشمال إيطاليا إلى ثلاثة قتلى. ويأتي ذلك غداة الإعلان عن مقتل شخصين في إيطاليا، ولا يزال العديد في عداد المفقودين في فرنسا.

تواصلت في البلدين جهود الإغاثة، الأحد، لمساعدة المتضرّرين بعد يومين من فيضانات "غير مألوفة" والبحث عن المفقودين. وأعلن برنار غونزاليز، محافظ مقاطعة آلب ماريتيم لـ"فرانس برس" الأحد: "ما نعيشه غير مألوف، نحن معتادون على رؤية صور كوارث مماثلة في قارات أخرى، ونشعر أحياناً بأننا غير معنيين بها. ولكن الآن، إنه شيء يطاولنا مباشرة". وفي سان مارتان فيزوبي، وهي قرية يبلغ عدد سكّانها 14 ألف نسمة، وتقع في جبال لا تصل إليها السيارات في شمال نيس، تجمّع سيّاح وسكّان في الساحة بانتظار إجلائهم بالمروحيات، كما أفاد صحافي فيديو في فرانس برس تمكّن من دخول المكان سيراً. وكانت امرأة تنتظر وهي تحمل أمتعتها على كتفها بعدما تضرّر بيتها. وقالت ساندرا دزيت البالغة من العمر 62 عاماً، بعدما اضطرت إلى الفرار من الفيضان مرتديةً ثياب النوم، "إنه غرق في النهر، منزل بثلاثة طوابق. لم يبق منه إلاّ جزء من الجدار وباب". وأضافت: "لم يبقَ لنا شيء، كما نصف القرية".

وتمّت تعبئة مروحيات للشرطة والجيش والدفاع المدني، توالى وصولها إلى الأماكن المتضرّرة شمال نيس، لإحضار المياه والطعام وإجلاء المنكوبين. وأحضر عناصر دفاع مدني معدّات إنقاذ حملوها على ظهورهم، فيما عبروا سيراً طريقاً ضيقاً ممتلئاً بالحجارة التي انهارت جرّاء رداءة الأحوال الجوية.

مشاهد خراب 

وفي المقابل، كان الدخول مستحيلاً إلى مدينة براي سو رويا، على الحدود مع إيطاليا، لوقت طويل، فيما كانت المنازل فيها مغمورة بالطين، والسيارات منقلبة في النهر، كما شاهد صحافي في فرانس برس. وأعلن رئيس بلديتها سيباستيان أولاران "ينقص السكّان هنا كل شيء، الماء، الكهرباء، والطعام. نحن بحاجة إلى إصلاح خطوط الهاتف بأسرع وقت ممكن، وإلاّ لن نتمكن من الإبلاغ عما نحتاج إليه".

في إيطاليا، لم يشهد السكّان كارثة مماثلة منذ عقود، فقد دمّر الفيضان قرى بأكملها، وجرف جسوراً وطرقاً، ما فاقم من محنة السكّان بعد أشهر من العزل الذي قوّض بشدّة النشاط الاقتصادي المحلي.

 

 "حال الطوارئ" 

وأعلن الرئيس المحلي لبييمونتي الإيطالية ألبرتو سيريو، لصحيفة لا ستامبا الإيطالية، أنّ "الوضع خطير جداً، كما في عام 1984"، حين أسفر فيضان في بو وتارانو، عن مقتل 70 شخصاً. وأضاف: "الفرق الوحيد هو أنّ 630 ملم من المياه انهمرت في 24 ساعة، لم نرَ هذا الحجم من المتساقطات في مثل هذا الوقت القصير منذ عام 1954".

في فينتيميي، الواقعة على مقربة من الحدود مع فرنسا، كان التجّار ينظّفون محالهم التي غرقت بالمياه والوحل، كما شاهد صحافي في فرانس برس. وأعربت منظّمات عن قلقها على مصير المهاجرين الذين غالباً ما ينامون في حقول رويا، وسط اشتداد الفيضانات التي كانت عنيفة. وطلبت منطقتا بييمونتي وليغوريا الإيطاليتان من الحكومة المركزية إعلان حال الطوارئ.

وفي فرنسا، أطلقت السلطات آلية "الكوارث الطبيعية" للتعامل مع الأزمة. ولم يخفِ رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس "القلق البالغ" إزاء الحصيلة النهائية للعاصفة. ويجرى البحث عن أفراد انقطع معهم الاتصال منذ مساء الجمعة في ألب ماريتيم، فضلاً عن المفقودين الآخرين الذين أُعلن عنهم حتى الآن. وقال محافظ المنطقة: "أريد أن أبعث برسالة أمل بشأن هؤلاء الأشخاص". وتابع: "عدم معرفة أقربائهم أخباراً عنهم لا يعني بالضرورة أنّ هؤلاء قد فقدوا في العاصفة". وكان عُثر مساء السبت على 21 شخصاً، اعتبرتهم السلطات الإيطالية في عداد المفقودين، في الجانب الفرنسي. وكان الدفاع المدني يقوم بإجلائهم الأحد نحو إيطاليا. لا يزال التواصل صعباً جداً عبر الهاتف مع عدد من بلدات ريف نيس، بحسب صحافيين في فرانس برس. وأعلنت سلطات المقاطعة إرسال عسكري وعنصر في الدفاع المدني، وموظف في إدارة المقاطعة لمساعدة رؤساء بلديات تلك القرى المعزولة. خلال ليل السبت، أمّنت السلطات مأوى لمئتي شخص. وفي نيس، فُتحت مراكز إيواء واستُعين بحافلات وسيارات أجرة لمساعدة المنكوبين. 
(فرانس برس)

المساهمون