حازم شريف.. يغافلنا بالفرح

حازم شريف.. يغافلنا بالفرح

16 ديسمبر 2014
راكعا بعد إعلان فوزه باللقب (العربي الجديد)
+ الخط -
هل لم يعد الفرح مهنتنا، حتى إذا ما طرق باب قلوبنا، نحن -السوريين- احتفينا به كما نحتفي بالغريب، أم أنّ فوز الشاب حازم الشريف بلقب "أراب أيدول" وحّدنا من حيث لا نحتسب!

وجدنا أنفسنا نحن -السوريين- بعد تشرذم البلاد والروح، نقف معاً، فأصبنا بالفرح الأكيد. وقد هطل على قلوبنا كحبّات المطر الأولى على أرض جدباء أرهقها العطش، فانتشينا بفرح هو إذا ما قيس بنشوة انتصار الشعوب وإنجازاتها أصغر بكثير من أن يثير نشوة شعب.

لكنّ الفرح بدا كبيراً، ليلة السبت، في قلوبنا نحن -السوريين- لأننا افتقدناه منذ سنوات، واشتقنا له، وجفت أرواحنا من دونه، والأهم أنّنا اكتشفنا أنّ تلك القلوب التي أدمنت الحزن لم تزل قادرة على الفرح.

لعل النجم السوري الشاب كان الأقرب إلى اللقب منذ البداية، الثقة التي أبداها منذ وقوفه الأوّل على خشبة أراب أيدول كانت توحي بذلك، وكان توازن حضوره ومستواه الفني يؤكدان ذلك أيضاً، حتى ما تسرب من حين إلى آخر من كلام لجنة التحكيم كان يذهب في السياق ذاته.

كل ذلك، كان من شأنه أن يجعل فوز شريف متوقعاً، لم يشاغب عليه سوى إحساس بحسابات أخرى لـ "إم بي سي" لصالح المرشح السعودي ماجد المدني، لكن الثقة بفوز شريف ظلّت قائمة حتى النهاية. أمر واحد فقط لم يكن أحد يتوقعه، هو أن يداهم قلوب السوريين كل هذا الفرح، وهو ما سيرتبط به اسم حازم في هذا الزمن الصعب.

ربّما بعد قليل سيتوه اسم النجم بين عشرات النجوم الذين أفرزتهم برامج المواهب، وربّما لن ينال ما ناله محمد عساف، كما يرى بعض الأصدقاء. فهذا الأخير، امتلك فعلاً كاريزما، وبالتالي من المحتمل ألا يكون لحازم شريف حصة من قلوب امتلأت بحب عساف.

وربما النجم الشاب يخالف تلك المعادلة، فيصنع نجومية فوق نجومية أراب أيدول، ألم يفعلها من قبل اللبناني ملحم زين حين حلّ ثالثاً في برنامج "سوبر ستار"، وعاد ليحل أولاً في الساحة الغنائية قياساً بصاحبتي اللقب الأول والثاني في البرنامج، ديانا كرزون ورويدا عطية!

في كل الأحوال، ومهما كان شكل الخطوة الثانية لشريف، لن يكون الشاب عابراً في حياة السوريين. فهو الذي هادن حزنهم لساعات، وحمل إليهم الفرح في غفلة من قلوبهم، فاكتفوا بالضحك من دون الفرح.

الضحك لم يعد رسول الفرح عند السوريين منذ أربع سنوات، لذلك جاء الفرح كبيراً، بدا بأبسط أشكاله دمعة في العين، ليس عين أم حازم وحدها، بل الجميع. لن يكون فوز حازم شريف عابراً. ولن تكون الفرحة به عابرة، ولن تكون أغنية "بكتب اسمك يا بلادي"، أغنية الفائز بلقب أراب أيدول، إنّما هي كانت إعلان فرح يلف قلب السوريين في هذا الزمن الموحش.

صحيح لا يكفي هذا الفرح ليقيم السوريون قبوراً لأحزانهم، وهم يعرفون أنّ فوزه لن يذوي البرد من أجسادهم، ولن يشفي جريحاً ولن يعيد شهيداً، ولكن كان يكفيهم من حازم أنّه كان يأخذهم في هدنة من الوجع للحظة...أليس من حق السوريين لحظة بلا وجع؟

دلالات

المساهمون