فن التطريز الفلسطيني: من هواية إلى مهنة

فن التطريز الفلسطيني: من هواية إلى مهنة

17 مارس 2016
معرض نسائنا في قطاع غزّة (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
لم تعد الفتاة الفلسطينية، نسرين حمدان (27 عاماً)، بحاجة اليوم إلى وسيط يساعدها على مواجهة مصاعب الحياة، منذ أن عقدت العزم على تعلم مهارات التطريز، وصناعة الإكسوارات النسائيّة بألوانها وأشكالها المتعددة، لتضع بذلك بصمتها في عالم العمل الحر.

أعمال الفنانة، حمدان، المطرزة، جذبت الزائرين لمعرض "منتجات نسائنا" الحادي عشر، والذي افتتحه مركز شؤون المرأة في قاعة "الشاليهات" المطلة على شاطئ بحر مدينة غزة، ضمن فعاليات إحياء اليوم العالمي للمرأة. وأوضحت حمدان لـ "العربي الجديد"، بأنَّها اعتمدت على ذاتها في تعلم فنون التطريز، مستفيدة من الدروس التعليمية المصورة المتوفرة على الشبكة العنكبوتية، لافتةً، إلى أنّ زوايا المعرض تكشف عن إبداعات نسائيّة مغمورة داخل المجتمع، وتخلّد كذلك التراث الوطني في أذهان الأجيال المتعاقبة.

زوايا المعرض، ضمت أعمالا فنية وتراثية لفتت أنظار الجميع، وتنوَّعت ما بين الرسم والنحت على الخشب والرسم على الأقمشة والأواني الفخارية، بجانب طباعة المشاهد الخلابة على الزجاج، بالإضافة إلى زوايا أخرى خصصت للهدايا النسائية والرجالية والإكسسوارات بأشكالها. وإلى الجوار من حمدان، وقفت الفنانة، ديما محمود، أمام عدد من اللوحات والأعمال المرسومة عليها بواسطة الحرق والنحت على الخشب مع بعض اللمسات الفنيّة البسيطة. وأوضحت الفنانة، ديما، لـ"العربي الجديد”، أنّ المعارض المحليّة تتيح الفرصة للنساء الغزيات لتسويق منتجاتهنّ الإبداعيّة والتراثيّة والوطنيّة، رغم مختلف التحديات والصعوبات.

إقرأ أيضاً:زيارة إلى "المركز الفلسطيني لإحياء التراث": خياطة الذاكرة

وبينت ديما أن المعارض التي تمزج في محتواها بين الماضي والحاضر، تسعى للحفاظ على الهوية الفلسطينية الأصيلة. وفي الوقت ذاته، تؤكّد المعارض على قدرة الإنسان الفلسطيني على مواكبة التطور والإبداع، إن أتيحت له الظروف المناسبة، بعيدًا عن الاحتلال ومضايقاته.
وضم معرض "منتجات نسائنا"، الذي تستمر أعماله على مدار ثلاثة أيام، مشغولات يدوية ومطرزات شعبية بألوان العلم الفلسطيني والكوفية الشهيرة، فضلاً عن مجسمات نحاسية وخشبية جسدت معالم القضية الفلسطينية وحب الوطن، وكذلك لم يخل العرس الوطني النسوي من أكلات شعبية تراثية.
من جانبها، وصفت مديرة مركز شؤون المرأة، آمال صيام، تنظيم المعرض للعام الحادي عشر على التوالي داخل قطاع غزة بمثابة رسالة شاملة، تؤكد على قدرة النساء الفلسطينيات على الإبداع، ومواجهة البطالة والفقر بشكل ذاتي.


وقالت صيام لـ "العربي الجديد”، إن معرض "منتجات نسائنا”، هي محاولة لدعم المرأة الفلسطينية التي تستمر في الحياة والعطاء، رغم الظلام الذي تواجهه بسبب الظروف الحياتية المتردية، والحصار الإسرائيلي المشدد.

وتميَّز معرض منتجات نساؤنا 2016، بمشاركة 66 مشروعا ومؤسّسة نسائيّة، اهتمّ المركز بدعمهنّ وتشجيعهنّ على العمل المستقل، من خلال منحهنّ تدريبات متخصصة في مجال إدارة المشاريع الصغيرة، ودراسة الجدوى الاقتصادية، فضلاً عن منحهن قروضا بلا فائدة، للبدء في مشاريعهن المدرة للدخل.

إقرأ أيضاً:الكوفية.. صناعة التراث الفلسطيني للمستقبل

المساهمون