تصاميم بطعم فلسطين

تصاميم بطعم فلسطين

17 سبتمبر 2015
من أسبوع الموضة في فلسطين(getty)
+ الخط -
لأن التراث الفلسطيني لا يزال مهدداً بخطر الزوال والسرقة والتهويد، فإن الجيل الشاب لا زال أيضا حريصاً على المحافظة عليه والتمسك به وإظهاره في كل مناسبة وفي كل طقوس الحياة.
فرغم الاغتراب عن تراب فلسطين مع عائلتها، منذ أكثر من أربعين عاماً، إلا أن المهندسة الفلسطينية الشابة آيات سعيد أبوصفية ذات الأصول الفلسطينية، وتحديداً من غزة، والتي تعيش حالياً في إمارة دبي، حرصت أن تبقى فلسطين الوطن في قلبها وحاضرة في أعمالها.


آيات هي مهندسة شابة خريجة "جامعة الغرير" في دبي وحاصلة على درجة الماجستير في تصميم الحلويات، وتعمل منذ أربع سنوات في تصميم الكيك للمناسبات، مثل حفلات الميلاد والأفراح. وأصبح لديها معمل خاص ساعدها في إقامته زوجها وعائلتها، كما ساعدها شقيقها في مجال الإعلان والتسويق لمنتجاتها وتوفير المواد الخام أولا، حتى طرحت فكرة مميزة نابعة من حبها لوطنها فلسطين. إذ استفزتها الهجمة الشرسة لسرقة الأكلات الشعبية الفلسطينية وتقديمها كوجبات إسرائيلية صميمة على خطوط الطيران الإسرائيلية وفي المعارض والاحتفاليات التي تسوق لإسرائيل على حساب فلسطين، مثل الحمص والتبولة والمفتول، وحتى ورق العنب.

وهنا قررت أن تحتفي بالثوب الفلاحي الفلسطيني، وكذلك ألوان العلم الفلسطيني والمطرزات الفلسطينية المختلفة التي تنقسم إلى أشكال وألوان وتصميمات كثيرة، حسب كل منطقة، وتقدمها على جوانب قوالب الكيك التي يقطعها العروسان، تحديداً في ليلة الزفاف.

 أقرأ ايضًا:عرس جماعي بالضفة لـ462 فلسطينياً

الفكرة لاقت ترحيباً من عروسين فلسطينيين يقيمان في دبي، وقررا أن يكون أول تصميم تقوم به آيات وبمساعدتهما يقدم ويعرض في حفل الزفاف، لكي يكون عنواناً للحنين إلى الوطن، حيث كان معظم المدعوين من الجالية الفلسطينية المغتربة، حيث جلست المهندسة آيات مع العروسة وقامتا برسم الكيكة أولا، قبل تصميمها فعليا من الكيك ومكوناته.
وقد رحب الضيوف والمدعوون بالفكرة التي كانت مبهرة على حد قولهم، علاوة على بساطة تكاليفها، مقارنة بقوالب الكيك التي يتم استيرادها وتقديمها بأسعار خيالية في حفلات الزفاف في الفنادق الكبرى في دبي، وبعد ذلك قررت المهندسة آيات أن تستمر في مشروعها وتعرض منتوجاتها التراثية على صفحتها الخاصة على "فيسبوك".

أقرأ ايضًا:الكوفية.. صناعة التراث الفلسطيني للمستقبل


تلقت الكعكة الأولى من تصميم المهندسة آيات أبوصفية، الكثير من الإعجابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشرت بسرعة البرق بين الرواد الفلسطينيين حول العالم والمتعطشين لأي شيء يربطهم بوطنهم، وتناقلت صور تصميماتها هذه المواقع مع مئات التعليقات المشجعة، والتي لم تخل من بعض الانتقادات، مثل أن التراث الفلسطيني لا يليق به أن يصمم على شكل "كعكة" سيتم التهامها أو رمي بقاياها في القمامة. وكان رد آيات حاضرا بأن كعكة العمر بتصميم فلسطيني يتم تخليدها بصور كثيرة، عكس التصميمات التراثية التي تصل للأحذية التي تداس بالأقدام، وعلى ذلك سوف تستمر آيات في تصميماتها المستوحاة من التراث الفلسطيني الذي تحمل كل بصمة من بصماته في قلبها رغم العربة.

المساهمون