طلاء الأظافر.. من السيارات إلى أصابع السيدات

طلاء الأظافر.. من السيارات إلى أصابع السيدات

27 اغسطس 2014
اللون الأحمر كان الأول تصنيعاً في طلاء الأظافر الحديث
+ الخط -
هل تعرف سرّ عشق النساء وضع طلاء الأظافر؟ وما هو تاريخ هذه المادّة الملوّنة التي تدخل البهجة والسرور على قلوب ملايين السيّدات في العالم؟

لقد شَغُفَ الصينيون القدماء بتلوين أظفارهم قبل ثلاثة آلاف عام من الميلاد. فاخترعوا مادّة شبيهة بطلاء الأظافر مكوّنة من بياض البيض وورق الورد والصمغ العربي وشَهد العسل إضافة إلى الشّب. لكنّها كانت تحتاج إلى ساعات طويلة لتجفّ، وتترُك في الأخير لوناً يتراوح بين الوردي والأحمر. ومع مرور الزمن استطاع الصينيون تجاوز هذا المزيج إلى استخدام الذهب والفضة، قبل 600 عام من الميلاد. وقد كان اللون يحدّد طبقة الشخص، في ترتيب المستويات الاجتماعية.

أما الفراعنة فقد استخدموا صبغة طبيعية معروفة إلى يومنا هذا، وهي "الحنّاء". ولم يكن الظفر فقط ما يتم تلوينه، بل مقدمة الأصبع بشكل كامل، وبطريقة تتناسب مع المكانة الاجتماعية. فقد استخدمت "نيفرتيتي" اللون الأحمر الداكن في تلوين أظفارها، في حين فضّلت "كليوباترا" البرتقالي الداكن، ولم يكن يُسمَح لأيّ امرأة أخرى، مهما بلغت مكانتها، أن تستخدم الألوان الملكية، بل يُترك لهنّ حرية اختيار الدرجات الفاتحة، من لون مختلف.

وقد عرف شعب آخر من الشعوب القديمة موضة تلوين الأظافر، هم "الإنكا" الذين كانوا أكثر تطوراً. فكانوا يرسمون شعار النسر على الظفر، وأسّسوا بهذا القاعدة الأولى لما يُعرف اليوم بـ"فنّ الرسم على الأظفار".

وفي بداية القرن 19 استخدمت النساء الأوروبيات مركبّات جديدة في تلوين أظفارهنّ، منها بعض الزيوت الطبيعية وجلود الظباء، لكنّ أشهرها كان ماركة تُسمى "الجرافس هيغلو"، التي انتشرت كثيراً وكانت عبارة عن عجينة ملوِّنة وملمِّعة.

إلا أنّ طلاء الأظافر المتوافر حاليّاً في الأسواق ليس تطوراً لكلّ ما سبق. فقد تم اختراعه في عام 1920 بفضل الفرنسي "ميشال مينار"، الذي استخدم ببساطة مادة "طلاء السيارات".

وهو لم يطوّر المادة، فبقي تداولها محدوداً بسبب رداءتها. إلى أن جاء الأخوان الكنديان جوزيف وشارل "رفسون"، واتفقا مع الكيميائي تشارلز لاشمان، فاشتغل على تحسين التركيبة حتّى توصّل إلى صناعة طلاء "الريفلون ريد" في عام 1932، فأحدث ثورة في عالم المكياج في العالم. وبقي في المركز الأول حتّى ظهر المنافسان "ديور" و"شانيل" في عام 1962.

كان اللون الأحمر هو اللون الوحيد، و شيئاً فشيئاً غزت الماركات والألوان الجديدة العالم، خصوصاً في فترة الثمانينيّات، وظهرت الأظافر الاصطناعية والـ"فرانش مانيكور"، كما بدأ استخدام الأشعة فوق البنفسجية في عام 1981، ونجد اليوم مئات الاكسسوارات والصرّعات  الشكلية واللونية التي تتغيّر كل لحظة، في حين يبقى شغف النساء بالجمال والتزيّن الشيء الوحيد الذي لا يتغيّر عبر الزمن.

المساهمون