المصور الفلسطيني جهاد نخلة... رحيل صامت بعد مواجهة السرطان

المصور الفلسطيني جهاد نخلة... رحيل صامت بعد مواجهة مرض السرطان

15 نوفمبر 2018
رحل بعد معاناةٍ طويلة (فيسبوك)
+ الخط -
لم يترك المصور الصحافي الفلسطيني جهاد حسين عبد الله نخلة (45 عاماً)، من مخيم الجلزون للاجئين الفلسطينيين (شمال مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية)، وهو أحد مصوري الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، طريقاً إلا وسلكه في مواجهة مرض السرطان الذي أصيب به قبل عدة سنوات، لكن دون جدوى، حتى توفي فجر اليوم الخميس، في إحدى مستشفيات الداخل الفلسطيني المحتل.

قبل أيام، تدهورت الحالة الصحية لجهاد نخلة، ونقل إثرها إلى المستشفى، ولم يستطع الأطباء السيطرة على مرضه ودخل في غيبوبة عاش فيها على الأجهزة الاصطناعية، إلى أن تم تحويله إلى مستشفى "يخلف" الإسرائيلي في الداخل الفلسطيني المحتل، ليعلن من هناك عن وفاته، فجر اليوم الخميس، بعد معاناة مع مرض السرطان، وجلسات العلاج الكيماوي، ومن المفترض أن يشيع جثمانه في مقبرة مخيم الجلزون عصر اليوم، ليلحق بوالدته الراحلة قبل عامين.

عام 2011، أصيب جهاد نخلة بمرض سرطان البلعوم الأنفي، وخاض بعدها رحلة علاج في المستشفيات الفلسطينية وفي الداخل المحتل، وحتى خارج فلسطين في المستشفيات التركية والأردنية والهندية، استمرت سبع سنوات صارع خلالها جهاد المرض القاسي بجلسات الكيميائي الموجعة، وكان يتماثل للشفاء ويعود له المرض مجددًا منتشراً في مناطق أخرى من جسده، كما يوضح شقيقه مراد في حديث لـ"العربي الجديد".

أخيراً، انتقل الورم السرطاني بعد القضاء عليه من البلعوم الأنفي إلى الدماغ الجذعي، وبدأت معاناة جديدة لجهاد، فدخل في غيبوبة مرتين، بعدما ضغط الورم على دماغ جهاد، فقبل 25 يوما، دخل جهاد في غيبوبة استمرت 3 أيام، وبعدما خضع للمراقبة خرج من المستشفى، لكنه هذه المرة أدخل إلى المستشفى قبل 15 يوماً، أمضى منها الأيام التسعة الأخيرة في الغيبوبة، وبعدما تدهورت حالته الصحية، اضطرت العائلة إلى نقله قبل يومين لمستشفى "يخلف" في الداخل المحتل، بعد إجراءات طويلة للتحويلات الطبية، وفي المستشفى لم يستطع الأطباء فعل أي شيء، يشير شقيقه مراد.

ولد جهاد نخلة في مخيم الجلزون عام 1973، وهو متزوج وأب لطفلين هما رتاج (8 أعوام) وصهيب (6 أعوام)، وتميز بمهنة التصوير الصحافي رغم أنه لم يدرسها في الجامعة. التحق جهاد بدورات صحافية، وخاض العديد من التجارب، أهّلته للعمل كمصور صحافي، وعمل مصوراً صحافياً لدى الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وعمل كذلك في وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا" مصوراً صحافياً منذ العام 1995.

وتميّز جهاد نخلة بتصوير الأحداث على مدى أكثر من 23 عاماً من العمل في التصوير الصحافي. وخلال تغطيته تلك الأحداث، أصيب عدة مرات بالرصاص المطاطي في قدميه، وبحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع.

جهاد أسير محرر ومناضل، اعتقل مرات عدة خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت عام 1987، أمضى خلال اعتقالاته نحو أربع سنوات.

جهاد نخلة المتحدر من عائلة تهجرت إبان النكبة الفلسطينية عام 1948 من قرية بيت نبالا الواقعة شمال شرق مدينة اللد المحتلة، لم يكن مصوراً صحافياً فحسب، بل كان له استوديو تصوير في المخيم، ويعد من أوائل من عملوا في التصوير بالمخيم. علاوةً على أن جهاد كان ناشطاً اجتماعياً في مخيم الجلزون، وسعى لخدمة مخيمه عبر انخراطه في العمل المجتمعي، كان يدرك جهاد أهمية خدمة المحتاجين والمرضى وزيارتهم، بينما لا تغادر البسمة شفتيه وهو على أسرّة المستشفيات.

كان جهاد ينشر صوره في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إما مبتسما من داخل المستشفى وهو يتلقى العلاج، أو خلال زياراته الاجتماعية المتواصلة.

المساهمون