ما وراء التصعيد الإسرائيلي على المليشيات الإيرانية في سورية؟

ما وراء التصعيد الإسرائيلي على المليشيات الإيرانية في سورية؟

30 مارس 2024
أوقعت غارات شنها الطيران الإسرائيلي يوم الجمعة 44 قتيلاً في حلب السورية (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- منذ بداية الحرب على غزة، تصاعدت الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية، مستهدفةً بشكل خاص المواقع الإيرانية في حلب ودير الزور، مع تسجيل زيادة في العمليات ومقتل أكثر من 44 شخصًا في حلب.
- إسرائيل توسع نطاق عملياتها لتشمل اغتيالات قادة الحرس الثوري الإيراني وتستهدف المستودعات وخطوط الإمداد، في محاولة لتقويض الدعم اللوجستي للمليشيات المدعومة من إيران في سوريا.
- الضربات الأخيرة تهدف إلى إضعاف الوجود الإيراني وتقليم أظافرها في سوريا، مع التركيز على كسر خطوط الإمداد وتقويض القدرات العسكرية لإيران وحلفائها، مما يعكس استراتيجية إسرائيلية للحفاظ على تفوقها العسكري والأمني.

كثف الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء الحرب على غزة، وفي الأسابيع الأخيرة على وجه الخصوص، من هجماته على الأراضي السورية مستهدفاً مواقع إيرانية، كان آخرها الهجوم الذي أسفر عن مقتل أكثر من 44 جلهم عسكريون في مدينة حلب.

وفيما كانت الهجمات محدودة في السابق، إلا أنها تكثفت خلال الأسابيع الأخيرة وتركزت في ريفي حلب ودير الزور حيث ثقل وجود المليشيات الإيرانية.

ويشير عدد القتلى الكبير نسبيا في الضربات الجوية التي جرت يوم الجمعة في حلب إلى تصعيد إسرائيلي شديد في عمليات القصف التي تستهدف مواقع ومستودعات مليشيات الحرس الثوري الإيراني في سورية.

وقال المحلل العسكري في مركز "جسور" للدراسات رشيد حوراني، لـ"العربي الجديد"، إن إسرائيل وجدت نفسها بعد حرب غزة تحت تهديد الخطر الإيراني المتنامي في جوارها، سواء من خلال المليشيات المنتشرة جنوبي سورية وعلى مقربة من حدودها، أو من خلال فصائل المقاومة الأخرى.

وأضاف أن سورية تشكل خزان ومستودع إمداد لوجستي لتلك الفصائل، "وبالتالي زادت إسرائيل من قصف تلك المستودعات لتضع الجانب الإيراني الداعم لتلك المليشيات في مأزق تأمين الإمداد اللوجستي لها".

ومنذ بدء الحرب على غزة، فتحت إسرائيل جبهة اغتيالات في سورية لقادة ومستشارين في الحرس الثوري الإيراني، كان أبرزهم رضي موسوي. ويوم الثلاثاء الماضي، قتل 7 عسكريين بينهم القيادي في الحرس الثوري بهروز وحيدي جراء غارات إسرائيلية على موقع في دير الزور.

وأشار الحوراني إلى أن استهداف قيادات الصف الثاني يحمل رسالة لإيران ومليشياتها، مفادها أن "إسرائيل تمتلك معلومات على كافة المستويات التي تمكنها من ضرب الشخصيات القيادية، وكذلك المستودعات وأماكن تخزين الأسلحة أو صناعة المخدرات التي تؤمن المردود الاقتصادي لعملياتها في سورية".

ويرى الخبير العسكري أن إسرائيل انتقلت من مرحلة عدم السماح لإيران بتحقيق تفوق نوعي عليها في سورية، إلى مرحلة "تقليم الأظفار وإضعاف وجودها في سورية، وهو ما تدلل عليه الضربات الأخيرة التي شملت معظم المناطق السورية".

وطاولت الغارات الإسرائيلية الأخيرة على مدينة حلب مبنى تتخذه قوات حزب الله اللبناني مقراً لها في الجهة الشرقية من مطار حلب الدولي، وكتيبة "جبرين" التي تحتوي على مستودعات أسلحة، وتبعد عن مطار حلب ما يقارب خمسة كيلومترات من الجهة الشرقية، بالإضافة إلى استهداف محيط معامل الدفاع في منطقة السفيرة، التي توجد فيها مستودعات أسلحة تابعة للمليشيات المدعومة من إيران بريف حلب الجنوبي.

وقال الباحث السياسي محمد المصطفى، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الضربات الإسرائيلية الأخيرة "وجهت بشكل مباشر لخطوط إمداد السلاح، وخاصة ضربة الجمعة".

ويرى الباحث أن الهدف من هذه الضربات إنذار إيران بأن "أي خطوة عبر وكلائها ضد إسرائيل ستكون باهظة الثمن من الناحية العسكرية".

وقال إن اسرائيل ركزت في وقت سابق على استهداف قادة المليشيات الإيرانية، ووصل الأمر إلى ما يشبه عمليات الاغتيال، واليوم يبدو أن التصعيد انتقل إلى مرحلة كسر خطوط الإمداد، وهو فعليا ما كشفه الاستهداف الأخير في حلب.