قصة الصحافية التونسية المشاركة في اغتيال الزواري

قصة الصحافية التونسية المشاركة في اغتيال الزواري

02 مايو 2017
اغتيل الزواري في ديسمبر 2016 (تويتر)
+ الخط -
عندما أمرت النيابة العمومية التونسية بإيداع الصحافية التونسية، مها حمودة، السجن على خلفية مشاركتها في عملية اغتيال المهندس محمد الزواري، بمدينة صفاقس، سادت الحيرة المنطقة التى تنتمي إليها، وهي محافظة زغوان التونسية. 


واغتيل الزواري، في 15 ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، أمام منزله في صفاقس التونسية، بطلقات نارية في رأسه وصدره. 

بحسب مصادر أمنيّة خاصة بـ"العربي الجديد"، كانت الصحافية التونسية الشابة، بصدد البحث عن عمل بعد أن أتمت دراستها الجامعية. أبحرت في الإنترنت إلى أن وقعت على موقع إلكتروني يطلب من الراغبين المشاركة في إطلاق مشاريع ذات طابع إعلامي فى عديد المناطق في العالم. بادرت مها بإرسال سيرتها الذاتية في شهر يونيو/ حزيران 2016، ليأتيها الردّ في شهر آب/ أغسطس من نفس السنة، من قبل العاملين في الموقع، طالبين منها التحول إلى العاصمة النمساوية فيينا، لإجراء الاختبارات اللازمة مع توفير تذكرة السفر والإقامة.


أسرعت الشابة في إعداد وثائقها لتسافر إلى النمسا، وهناك استقبلها شخص أجنبي من المرجح أن يكون بلجيكيا، عرض عليها فكرة المشروع الذي يعتزمون القيام به ويتمثل في إنتاج أفلام وثائقية في ست دول عربية، منها تونس، سيقع بثها على قناة ماليزية هي قناة "تي في 1". بعد ذلك قام الشخص الأجنبي، بتقديمها إلى شخص آخر أوروبي من أصول عربية، يجيد الحديث باللغة العربية، ليكون الشخص المباشر للعمل معها.

يوم 6 سبتمبر/ أيلول 2016، اتصل بها مشغلها ليعلمها أنهم يعتزمون إنتاج فيلم وثائقي عن الطيران والطب والقيادة في البلدان العربية، طالباً منها الاهتمام بمهندس طيران تونسي يدعى محمد الزواري. وأعلمها أن هذا الشخص معروف بتميزه في صناعة الطائرات دون طيار، وأنها ستحصل على مبلغ 100 يورو (240 دينارًا تونسيًا) مقابل كل يوم عمل، إضافة إلى  تنقلاتها والمصاريف الجانبية. وافقت مها حمودة على العمل، لتتوجه عند عودتها إلى سمنجة وهي مدينة تونسية صغيرة في محافظة زغوان (50 كيلومتر عن العاصمة التونسية) لتصوير تظاهرة حول الطيران، وكان المهندس محمد الزواري واحدًا من المشاركين في التظاهرة، ثم سلّمت الصور إلى مشغلها الذي منحها مكافأة مالية بألفي يورو (خمسة آلاف دينار تونسي).


إثر ذلك، طلب منها مشغلها، تغطية نشاط جمعية في مدينة صفاقس، لتتعرف على أحد الأفراد الذي عرّفها بدوره على الشهيد محمد الزواري. وقد قدمت نفسها للشهيد على اعتبار أنها صحافية تعمل في قناة "تي في 1" الماليزية. ثم أجرت حواراً متلفزاً معه، رافقته خلاله إلى منزله وإلى عديد الأماكن التي يتحول إليها في مدينة صفاقس. ثم مدّت مشغلها بتسجيل اللقاء مع الشهيد الزواري، وهو ما قد يكون تمّ توظيفه للاطلاع على تفاصيل حياة المهندس.


تواصلت علاقة الصحافية مع المشغل الأجنبي، ليتصل بها يوم 12 ديسمبر/ كانون الأول 2016، أي ثلاثة أيام قبل عملية الاغتيال، ويطلب منها تأجير سيارتين ووضعهما في مكان محدد في صفاقس، ووضع المفاتيح داخلهما، وهما السيارتان اللتان استعملتا في عملية اغتيال المهندس محمد الزواري.


يوم الاغتيال، الخميس 15 ديسمبر/ كانون الأول 2016، طلب منها مشغلها التحول إلى العاصمة المجرية بودابست لأمر هام. إلا أن السلطات التونسية تواصلت معها وأقنعتها بأنه سيتم تصفيتها، وطلبت منها تغيير مكان إقامتها بسرعة. وهو ما قامت به لتعود إلى تونس يوم الجمعة 16 ديسمبر/ كانون الأول 2016، ليتسلمها الأمن في مطار قرطاج الدولي، وتخضع للتحقيق ثم الإيداع في السجن.


يُشار إلى أنّ قضية الصحافيّة عادت إلى الواجهة بعد بثّ قناة "الجزيرة" وثائقي عن نتائج التحقيق في قضية اغتيال الشهيد الزواري.

المساهمون