الطحالبُ تعطي معلوماتٍ دقيقة عن رحلة "أوتزي" الطويلة

الطحالبُ تعطي معلوماتٍ دقيقة عن رحلة "أوتزي" الطويلة

04 نوفمبر 2019
عُثِر على المومياء الجليديَّة عام 1991 (أندريا سوليرو/فرانس برس)
+ الخط -
منذ العثور على المومياء الجليديَّة أوتزي Ötzi عام 1991، يحاول الباحثون إعادة بناء طريق أوتزي. الآن، حقّق علماء الأحياء خطوةً إلى الأمام، من خلال تحليل بقايا الطحالب الموجودة على جثّة أوتزي، وحصلوا على نتائج مفاجِئة. 

تم تحديد حوالي 75 نوعًا من الطحالب بواسطة علماء الأحياء، داخل وحول جثّة المومياء الجليديَّة في موقع إيجادها في جبال الألب. أكثر من ثلث الطحالب المكتشفة لا تنمو عادةً في الموقع الذي اكتِشفَت فيه. وتشير المعلومات إلى أنّ أوتزي توفي قبل حوالي 5250 عامًا، على ارتفاعٍ يصل إلى 3200 متر، على الحدود بين النمسا وإيطاليا، حيث تمّ العثور على رفاته. نشر الباحثون تقريرهم في مجلّة "بلوس وان" PLOS One العلميَّة المُحكَّمة. وقاد البحث العالم، جيمس ديسكون، من جامعة غلاسكو في الولايات المتّحدة الأميركيّة.

عُثِر على المومياء الجليديَّة عام 1991 في جبال Ötztal في جنوب مدينة تيرول في النمسا. ومنذ لحظة إيجادها، يحاول العديد من العلماء بناء سيناريو واقعي ومنطقي حول ظروف وفاته، وأحداث الأيام الأخيرة في حياته. ومن خلال تحليل مكوّنات الطحالب، أمل ديسكون وزملاؤه بمعرفة مواقع هذه الطحالب قبل حوالي 5000 عام، وبالتالي تحديد المواقع السابقة لأوتزي. وأِشار البحث إلى أنَّ 21 نوعًا فقط من هذه الطحالب لا تزالُ تعيش حتّى الآن في منطقة الاكتشاف. وفي المجموع، حوالي ثلثي أنواع الطحالب يمكنها أن تنمو وتعيش في مناطق المرتفعات المتجمدة، حيث تغطي الثلوج الأرض معظم أيام السنة.

ويضع العلماء احتمالاً أن تكون الطحالب الأخرى قد انتقلت إلى مكان الاكتشاف عن طريق الحيوانات الكبيرة مثل الماعز، أو عن طريق المياه الذائبة. ويستبعد الباحثون بشكل مطلق أن تكون الرياح قد ساهمت في نقل قطع الطحالب هذه إلى مكان الاكتشاف. لكن، كان مفاجئًا من جهة أخرى، أن يجد العلماء في أمعاء أوتزي نوعًا معيناً من الطحالب، لا ينمو على الإطلاق في منطقة جنوب تيرول في النمسا. إذْ غالباً يعيش هذا النوع من الطحالب في منطقة Vinschgau فينشكاو القريبة، نظرًا لوجود مستنقعات كُبْرَى هناك.

وأكّد البحث أنَّ هذه النوع من الطحالب معروفٌ بخواصه الماصة للجراثيم، وهي عاشت في أمعاء الرجل الجليدي على ارتفاع 800 متر عن سطح البحر عندما كان في منطقة فينشكاو. من ناحية أخرى، وجد الباحثون طحلبًا آخر، هو Hymenostylium recurvirostre، استبعدَ الباحثون أن يكون أوتزي قد أخذه بمياه الشرب. وتؤكّد أنواع الطحالب الموجودة على ملابس ومعدّات أوتزي النتائج التي توصّلت إليها الأبحاث السابقة على آخر مناطق تنقل فيها أوتزي. إذْ من المفترض أنّ أوتزي مكث في منطقة فينشكاو، قبل أن يصعد إلى الجبال على ارتفاع 2000 متر، بالقرب من مدينة كورزراس Kurzras الآن. وأشار البحث أيضاً إلى صعوبة أن يكون أوتزي قد اتخذ طرقًا صعبة عبر الوديان. ولكن، هذا ممكن بما أنّه قد كان هاربًا، والوديان هي أفضل مكان للاختباء. ووصل أوتزي إلى المكان الذي اكتشف فيه، حيث ضربهُ سهمٌ في الظهر.

وليس هذا فحسب، بل إن العلماء تمكنوا من خلال أنواع الطحالب تحديد درجة الرطوبة في المرتفعات في ذلك الوقت، إذْ شوهدت بوفرة أنواع الطحالب المحبّة للرطوبة، وهذا ما دفع إلى القول الأكيد بأنّ المنطقة كانت رطبة أكثر مما هي عليه اليوم.

المساهمون