استطلاع بشأن تسمية " نفق أوراسيا" في تركيا

استطلاع بشأن تسمية " نفق أوراسيا" في تركيا

08 ديسمبر 2016
جسر سليم الجبار في تركيا (فيسبوك)
+ الخط -


تعتمد تركيا تخليد شخصياتها التاريخية والعسكرية، عبر إطلاق أسمائهم على مشروعات اقتصادية وخدمية، لا تقتصر على الزعماء الراحلين فحسب، بل على من هم على قيد الحياة، فالاقتراح الأول على اسم مطار إسطنبول الثالث حتى الآن، هو "مطار أردوغان".

وطرحت وزارة النقل التركية، قبل أيام، عبر موقعها الرسمي استطلاعا للرأي، يستمر حتى العاشر من الشهر الجاري، حول تسمية النفق الجديد المعروف حاليا بـ"نفق أوراسيا" في إسطنبول.

وتركز الاقتراحات حول شخصيتين، يحملان ربما كثيراً من الاختلاف حولهما ضمن المجتمع التركي، الأول السلطان عبد الحميد الذي لا يحظى بشعبية في الأوساط "الأتاتوركية"، والثاني مصطفى كمال أتاتورك.

وطلبت الوزارة اقتراح الاسم الذي يفضلون إطلاقه على النفق الجديد، الذي سيفتتح في 20ديسمبر/ كانون الأول الجاري، من قبل رئيس الدولة رجب طيب أردوغان، ليكون معبراً للسيارات والقطارات المعروفة بـ"الميترو والترام فاي".

وقال وزير النقل التركي: سيسمى النفق بناء على المقترحات التي ستخرج عن الاستطلاع، مبيناً خلال تصريحات صحافية، أن أكثر الأسماء المقترحة لتسمية النفق، اسم مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، والسلطان العثماني عبد الحميد.

وأعاد الاستطلاع إلى مخيلة البعض، الانقسام الذي شكله تسمية الجسر الثالث على "البوسفور" باسم "ياووظ سليم " والذي يراه مراقبون السبب الحقيقي لتظاهرات عام 2013 التي أخذت من الاحتجاج على قطع أشجار حديقة "غيزي" سبباً مباشراً لها، إذ لا يحظى السلطان سليم الجبار، بشعبية لدى بعض المكونات التركية"، لأنه قائد معركة جالديران عام 1514 التي انتصر فيها على الفرس بقيادة إسماعيل الأول "الصفوي".

فماذا يمكن أن تُحدث تسمية نفق أوراسيا، إن تمت باسم السلطان عبد الحميد، الذي لا يحظى بشعبية لدى "الأتاتوركيين"، أو باسم مؤسس الدولة أتاتورك، الذي يرى فيه بعض الأتراك مؤسس ومكرس العلمانية؟

يقول الخبير بالشأن التركي عبد القادر عبد اللي: "صراحة فوجئت من هذا الاستطلاع الذي أعتقده سيحدث انقساماً عمودياً بين الأتراك، بصرف النظر عن الاسم الذي سيتم اختياره، لأن كلا الاسمين له أنصار، وله عدم محبين، إن لم نقل معادين".

واعتبر عبد اللي خلال تصريحه لـ"العربي الجديد"، أن اختيار هذين الاسمين ضمن الاستطلاع، هو دخول بالمناطق المحرمة التي لم تكن معتمدة بتركيا، ومجرد طرحه ملفت للانتباه.

وعقّب قائلاً "أثارت تسمية جسر سليم الجبار ردود أفعال وتظاهرات، رغم الاجماع حول تلك الشخصية بالأوساط التركية، عدا مكون العلويين، لكن هاتين الشخصيتين تحظيان بجدل وخلافات، وبين أطياف مجتمعية، أكثر مما كانت عليه حول سليم الجبار".

وافتتحت تركيا في 26 أغسطس/آب الفائت، جسر السلطان "ياووز سليم" على مضيق "البوسفور" ليكون أعرض جسر في العالم، إذ يحتوي على 10 مسارات، 8 منها مخصصة للسيارات، ومساران لقطارات السكك الحديدية.

المساهمون