أميركا: فلسطينية تطلق شركة مستحضرات تجميل نباتية وحلال

دفعها شغفها إلى تحقيق حلم راودها منذ سنوات. ولم تثنها التحديات التي أحاطتها كزوجة وأم وطالبة علم، بل زادتها إصراراً. فالشابة التي بدأت بخلط الألوان وتشكيلها في مطبخها، أطلقت حديثاً "ألوان"، وهي أوّل علامة تجارية لمستحضرات تجميل نباتية موافقة للشريعتين الإسلامية واليهودية في آن واحد.

إنّها الأميركية فلسطينية الأصل ميسون حمد التي روت لـ"العربي الجديد" قصّتها: "قبل عامين عندما قرّرت ابنتي أن تدرس التجميل، لم أشأ لها أن تسلك الطريق التقليدي في هذا المجال، كأن تفتح صالونا أو أن تعمل في صالون تجميل. حلمت لها بأشياء أكبر. ومن هنا بدأت أفكر في تأمين استقرار عملي ومادي لبناتي الثلاث. وفي هذا الوقت بدأت ألوان تظهر في الصورة".

تشرح ميسون أنّ وعي أسرتها بالأمور الصحية، واهتمامها بما تستخدمه من مستحضرات، قد لعب دورا جوهريا في تأسيس شركتها "ألوان". فحساسية بشرات بناتها دفعتها دوما إلى قراءة المعلومات الموجودة على عبوات مستحضرات البشرة التي يستخدمنها. كما أنّها راحت تبحث عن طريقة لتوفير منتجات صحية خالية من مادة "البارابين"، ومن الموادّ المسبّبة للحساسية أو الخطرة على الصحة.

ثم اتّخذت ميسون من مطبخها معملا صغيرا أطلقت فيه العنان لإبداعاتها. فرغم انشغال هذه الشابة بمسؤولياتها كأمّ لخمسة أطفال؛ أكبرهم تبلغ من العمر 23 عاما وأصغرهم لم يتجاوز السابعة، إلى جانب عملها ودراستها الجامعية، إلا أنّها كانت تتجه للمطبخ لتقضي ساعات طويلة أثناء الليل في مزج الألوان وتشكيلها. ما شكّل اللبنة الأساسية لشركتها - الحلم فيما بعد.

تؤكّد ميسون أنّ "ألوان" لا تستهدف فئة محدّدة من الفتيات والسيدات بل تتوجّه إلى الجميع. وهذا واحد من مصادر الاسم: "ألوان"، أي التنوّع في جمال ألوان الحياة: "ألوان ليست خطّاً إسلاميا، وإنّما عالميا. هناك مستحضرات تجميل حلال في الأسواق، لكنّ ألوان هي العلامة التجارية الوحيدة في العالم لمستحضر تجميل يجمع "الحلال" و"الكوشر" و"النباتي" في آن واحد. أردت أن أوفّر منتجا يخدم جميع الأذواق بغض النظر عن الدين أو الثقافة أو العمر".

استشعرت ميسون ضرورة إحداث تغيير ونقلة في مجال صناعة مستحضرات التجميل وفي طريقة تقديمها. وقرّرت أنّها لا تفضّل رؤية نوعية العارضات نفسها في المجلات: "أعرف بحكم تجربتي كأمّ كيف تنظر المراهقات إلى العارضات، وكيف يمكن أن تتزعزع ثقتهنّ بأنفسهنّ. لذا أهتمّ بالتعامل مع مختلف أنواع العارضات لأنّني أعمل مع الشابات وأعرف ما مدى تأثير ذلك عليهنّ. فالعارضات اللواتي يروّجن لمنتجاتنا هنّ من مختلف الثقافات والأديان والأعمار ومن بينهنّ محجبّات وغير محجّبات".

عملية الحصول على شهادة "الحلال" من "الجمعية الإسلامية لأميركا الشمالية - ISNA"، رغم أنّها كانت شاقة ومكلفة، إلا أنّها خطوة هامة لتأكيد شرعية الشركة، والمصادقة على مكوّنات وطريقة إعداد وتعبئة وتصنيع منتجاتها.

وقد توّجت ميسون جهودها على مدى العامين الماضيين بالانطلاقة الرسمية للشركة من خلال موقعها الإلكتروني "www.alwanco.net" الأسبوع الماضي، والإعلان عن 15 لوناً من أحمر الشفاه، وأربعة أنواع من مستحضرات العناية بالبشرة. علماً أنّه سيتم إطلاق أنواع من محدّد الشفاه والعيون الأسبوع الآتي، ليصبح لدى "ألوان" مع نهاية الصيف أربعة خطوط إنتاج سيتمّ توسيعها في وقت لاحق هذا العام لتشمل منتجات العناية بالبشرة، وطلاء الأظافر الحلال وغيرها من إكسسوارات التجميل المتنوعة.

إلى جانب ذلك تهدف ميسون إلى توسيع قاعدة عملاء الشركة، بالتعاون مع شهاب الحرزالي، الذي تقول إنّه "العمود الفقري" لـ"ألوان". فهو مستثمر يمني تعاونت معه لتطوير شركتها.

ختاماً تأمل ميسون في بناء قاعدة قوية ليس فقط في منطقة ديترويت بولاية ميتشغن الأميركية، بل في مناطق أخرى من الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك في كندا وأوروبا والشرق الأوسط. وهي الآن على اتصال مع شركات توزيع لإيصال منتجاتها إلى الخارج: "أحلم أن يكون هناك يوما ما ألوان دبي، ألوان عمان، ألوان نيويورك…".